فلسطين أون لاين

نتائج معركة "سيف القدس" ما زالت حاضرة

تقرير مراقبون: انسجام المقاومة بغزة مع الضفة "علامة فارقة" بإدارة الصراع في الأقصى

...
مقاوم فلسطيني (أرشيف)
القدس المحتلة- غزة/ نور الدين صالح:

شكّل انسجام فصائل المقاومة في قطاع غزة مع الفعل الشعبي المقاوم وصمود المقدسيين علامة فارقة في إدارة دفة الصراع القائم في باحات المسجد الأقصى على مدار الأيام الماضية، وفق ما يرى مراقبون.

ويؤكد المراقبون خلال أحاديث منفصلة مع صحيفة "فلسطين"، أن معركة "سيف القدس" التي اندلعت في شهر مايو العام الماضي، لا تزال نتائجها حاضرة في الأحداث المتوترة بالمسجد الأقصى، عبر فرض معادلات جديدة في إدارة الصراع.

والمتابع لمُجريات الأحداث في الأقصى، يلحظ حالة التخبط والحذر الشديد الذي ينتاب حكومة الاحتلال في التعامل مع المرابطين والمصلين، ولا سيّما أنها مهددة بالانهيار في أي لحظة.

الكاتب والمحلل السياسي عبد الله العقاد، رأى أن معركة "سيف القدس" جعلت غزة في ذروة العمل الوطني الفلسطيني ومركز الثقل في صناعة القرار الميداني.

وقال العقاد: إن "غزة ليست وحدها بل هناك حالة انسجام كاملة في القطاع بكل فصائله وكل مكونات الوطن، الذي يعيش مرحلة ما بعد سيف القدس التي ربطت كل أركان القضية وأصبحت وحدة واحدة لا يمكن تجزئتها".

وأوضح أن الاحتلال يعيش مرحلة فارقة في هذه الآونة، في ظل وجود حكومة ضعيفة على حافة الانهيار، عاجزة عن ضبط حالة انفلات اليمين الصهيوني المتطرف.

وأضاف: "في ظل هذا الضعف تُقدم حكومة الاحتلال على الجرائم في الأقصى والاعتداء على المصلين، مما قد يزيد توتر الأوضاع المشتعلة في الضفة والقدس وغزة".

ورأى أن المعادلة باتت واضحة أن الانفجار هو الأصل والتهدئة "مسكنات" في ظل ضعف حكومة الاحتلال في مواجهة قطعان المستوطنين.

وبيّن أن مرحلة ما بعد "سيف القدس" شكّلت قيادة حقيقية ومتماسكة ممثلة للكل الفلسطيني وأقرب لنبض الشارع الذي يؤيد المقاومة ضد الاحتلال.

ووصف العقاد المرحلة الحالية بـ "المهمة جداً" في تاريخ الشعب الفلسطيني، لكونه يشهد انطلاق حركة تحرر وطني حقيقية هدفها الأساسي إزالة الاحتلال الجاثم على أرض فلسطين.

الإرادة الشعبية والمقاومة

ورأى الباحث في شؤون القدس زياد ابحيص، أن ما يجري في الأقصى مفتاحه الإرادة الشعبية المُنسجمة مع المقاومة.

وأوضح ابحيص أن تواصل الاحتلال مع المقاومة عبر الوسطاء يندرج في سياق امتصاص رد فعل المقاومة، مشيراً إلى أن معادلة "سيف القدس" ما زالت قائمة.

وقال: "معركة "سيف القدس" شكّلت مكسباً تمثل بالتحام المقاومة المسلحة في غزة مع المشهد الشعبي في القدس والضفة والداخل المحتل، معتبراً ذلك "إضافة مهمة" بدأ الاحتلال باختبارها الآن.

وشدد ابحيص على ضرورة "أن تبقى غزة على تواصل دائم ليس فقط بالتهديد، إنما بإيجاد خيارات تتكامل مع الفعل الشعبي والبناء على الإنجازات ومنع الاستفراد بالقدس".

أوضاع متفجرة

وقال الباحث في الشأن السياسي عصمت منصور: إن الأوضاع في المسجد الأقصى "متفجرة"، نتيجة محاولات الاحتلال الرامية لتثبيت حق الوجود اليهودي في الأقصى من خلال اقتحامات المستوطنين المتكررة.

وبيّن منصور أن مواجهة "سيف القدس" العام الماضي خلقت معادلة ردع وأدخلت الأقصى لقواعد اشتباك مع الاحتلال لا تزال سارية حتى الآن.

وأضاف أن (إسرائيل) تدرك خطورة محاولاتها تأجيج الأوضاع في الأقصى، بسبب معادلة الردع التي فرضتها المقاومة، مشيراً إلى أن أوضاع الأقصى معقدة.

وأوضح أن المقاومة ركن أساسي ومهم بالإضافة إلى دور المقدسيين والمرابطين الصامدين في وجه جرائم الاحتلال، الأمر الذي خلق حالة من الاهتمام العالمي والدولي والإسراع في تهدئة الأوضاع.

مخطط ممنهج

بالعودة إلى الباحث في شؤون القدس ابحيص، إذ يقول إن ما يجري في القدس هو مخطط ممنهج قائم على إحلال المسجد الأقصى ووضع الهيكل المزعوم مكانه.

وذكر أن هذا المشروع الإحلالي هو محل إجماع لليمين المتطرف في المجتمع الإسرائيلي، لكن "الأقصى ما زال إسلامياً بكل ما فيه".

 وبيّن أن الاحتلال وضع ثلاث خطط مرحلية لتغيير هوية الأقصى، الأولى هي التقسيم الزماني، حيث وصل فيها لنقطة محددة.

والمرحلة الثانية وفق ابحيص، التقسيم المكاني، إذ كانت تسعى جماعات الهيكل إنهاء المرحلة الأولى لكنها فشلت في تحقيق ما تريد من حيث تحقيق المساواة مع المسلمين.

وأوضح أن هذا الأمر لم يدم طويلاً، لذلك خرجت حكومة الاحتلال باستراتيجية جديدة وهي التعامل مع الأقصى أنه "هيكل" من خلال فرض كامل الطقوس التوراتية، وهذا ما يجري استخدامه في المرحلة الراهنة، وهو ما يُعرف بـ "التأسيس المعنوي للهيكل".