المتابع لتعامل الاحتلال مع الأحداث خلال العمليات الأخيرة، يقف أمام عوامل انهيار المنظومة الأمنية لدى الاحتلال، وسط حالة من الإرباك وفقدان الاتزان في التعامل مع مجريات الأحداث، ويبرز خلال الأحداث بالضفة والقدس المحتلة والتي يتوقع أن تكون ساخنة ويمكن أن تمتد لأسابيع وأشهر من التصعيد.
الاحتلال يهرب من مواجهة العمليات، ويذهب لمدن الضفة لاعتقال الشبان، واغتيالهم غدرًا، وقد تحولت العمليات لمرحلة مهمة واستراتيجية في مواجهة الاحتلال.
ففي جنين لا يتجرأ الاحتلال على اجتياح المدنية والمخيم بشكل كامل لأن لديه عقدة من شبان جنين وعملياتهم التي نفذوها، وهو يستحضر صمود مخيم جنين وانهيار آمال الاحتلال التي بناها لسنوات بصناعة الفلسطيني الجديد، وأن كل التنسيق الأمني ينهار أمام إرادة الشباب الثائر.
انهيار منظومة التنسيق الأمني يعني تحرك المقـاومة بالضفة وخاصة العمليات الفردية، وأصبحت الضفة أكثر خطورة على الاحتلال وقادرة على تكبيده الخسائر لأنها على تماس واحتكاك مباشر معه، وبرز ارتفاع الوعي لدى الشباب في الضفة أن خيار المقـاومين هو الأسلم لمواجهة الاحتلال وزعزعة أمنه.
المقـاومة حاضرة في كل الملفات ولا يمكن أن تترك المسجد الأقصى وحده، وغزة تقدم كل الدعم لساحة الضفة، ولم يعد أمان للمستوطنين وجنود الاحتلال في الضفة الغربية.
معركة سيف القدس حاضرة لدى الاحتلال، حيث ضربت عناصر الأمن الصهيوني الرئيسة وأفقدته الردع في وجه مقاومة صلبة متماسكة قوية، تقود مشروع التحرر الفلسطيني، ويزداد حضورها فلسطينيًا كما الحال في ملف القدس والأقصى، وتجلس للاحتلال بالمرصاد، ووفق قاعدة تعدد الجبهات، وهو بذلك ينسف نظرية الاحتلال القائمة على القتال في الجبهات المتعددة.