أكد علماء الأمة، (40 هيئة ومؤسسة للعلماء منتشرة في العالم)، أن تقديم المتطرفين الإسرائيليين للقرابين في المسجد الأقصى، يمثل جريمة متقدّمة بالغة الخطورة؛ مشيرا إلى أن هذه الاقتحامات المتوقّعة يرادُ منها ترسيخ ما يصبو إليه المحتل الإسرائيلي من جعل المسجد الأقصى المبارك حقًّا مشروعًا للصهاينة.
كما وأكد علماء الأمة في مؤتمر صحفي، بمدينة إسطنبول التركية، أنَّ المسجد الأقصى المبارك حق حصريّ للمسلمين بكل أجزائه وأبنيته وجدرانه وأسواره وما فوقَه وما تحته، وأنَّ أيّ اعتداءٍ عليه أو على أي جزء منه هو اعتداء على ثالث أقدس المقدّسات عند المسلمين جميعًا بعد المسجد الحرام والمسجد النبويّ؛ ممّا يوجب على الأمّة كلّها النّفير والتّحرّك بالإمكانات المتاحة لوقف هذا العدوان الإجراميّ.
وطالب العلماء منظمة التّعاون الإسلاميّ ووزارات الأوقاف في العالم الإسلامي إلى التحرّك العاجل على المستويات كافّة، والعمل مع الجهات الرّسميّة والدّوليّة لإيقاف هذا الإجرام الإسرائيلي الممنهج ومنع الاقتحامات المخطّط لها.
ويخص العلماء بالذّكر والدّعوة وزارة الأوقاف في المملكة الأردنيّة الهاشميّة بوصفها الرّاعي للمسجد الأقصى والأوقاف في القدس بوجوب التحرّك العاجل وتحمّل مسؤوليّتها المباشرة عن رعاية وحماية المسجد الأقصى المبارك وحشد النّاس للبقاء في مسرى النبيّ صلى الله عليه وسلّم معتكفين لحمايته والدّفاع عنه.
وطالب العلماء جميع علماء ودعاة وخطباء الأمة الإسلاميّة، لا سيّما علماء وخطباء المسجد الحرام والمسجد النبويّ شقيقَي المسجد الأقصى المبارك، إلى حشد طاقاتهم واستنفار جهودهم لبيان ما يجب على الأمّة لمواجهة هذا الكيان الغاصب، والاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى المبارك ووجوب دعم المرابطين في القدس والأقصى، وخطورة التّطبيع على الأمة كلّها وعلى القدس والمسجد الأقصى المبارك.
وحيا العلماء أبطال القدس نساءً ورجالًا من المرابطات والمرابطين الذين يهبّون على الدوام بكلّ ما في قلوبهم من عزّة الإيمان وحبّ المسجد الأقصى المبارك، فداءً للأقصى المبارك ودفاعًا عنه "فهم عنوان البطولة والرّجولة".
ودعا العلماء جميع أبناء شعبنا الفلسطينيّ المرابط والمجاهد في الأراضي المحتلّة عام 1948م وفي الضّفة الغربيّة، وحيث يمكنهم الوصول إلى المسجد الأقصى المبارك لشدّ الرّحال والنّفير العاجل إلى المسجد الأقصى المبارك والاعتكاف فيه؛ تحدّيًا وإفشالًا لمحاولات اقتحامه.
وأفتى العلماء بضرورة الاعتكاف في المسجد الأقصى المبارك ابتداءً من اليوم وطوال شهر رمضان، وضرورة احتشاد المرابطين ممن يستطيعون الوصول إلى المسجد الأقصى المبارك من كلّ المناطق الفلسطينيّة، مؤكدا أنّ هذا الاعتكاف في ظلّ الاحتلال وفي مواجهة الحشود الصّهيونيّة التي تزمع اقتحامه ينطبق عليه توصيفات شرعيّة عديدة.
ودعا العلماء الأمّة كلّها لمساندة أهل القدس وفلسطين الذين ينفرون إلى المسجد الأقصى المبارك ويرابطون حوله بكلّ أنواع الدّعم المعنويّ والماديّ وبذل الوسع لمواجهة مشاريع التضييق على أهلنا في القدس، وبذل المال لتحقيق عزة الأمة، فلا يجوز أن يحتاج المرابطون ولا تغطي الأمة حاجاتهم فهذا خذلان، والمطلوب البذل والعطاء والرباط المالي والإعلامي وكافة أشكال الرباط من الأمة لنصرة أهلنا في القدس.
وطالبوا شعوبنا المسلمة بالنّفير إلى السّاحات والميادين العامّة ورفع الصّوت، والإعلاميين بالرباط الإعلامي وتخصيص صفحاتهم ومواقعهم ووسائلهم نصرةً للمسجد الأقصى المبارك وإساءةً لوجه الصّهاينة الغاصبين وفضحًا لعدوانهم ومخططاتهم الإجراميّة.
وحيا العلماء المجاهدين الذين نفّذوا العديد من العمليّات البطوليّة في العمق الإسرائيلي في أرضنا المحتلة عام 1948م، مؤكدين أنّ هذا هو السبيل إلى تحرير فلسطين.