قائمة الموقع

الفصائل حذرت الاحتلال.. دعوات لشد الرحال والاعتكاف في "الأقصى" طيلة أيام رمضان

2022-04-12T22:14:00+03:00
  • دعوات لشد الرحال والاعتكاف في المسجد طيلة أيام رمضان
  • تحذيرات فلسطينية للاحتلال من تدنيس الأقصى وذبح القرابين فيه
  • الخطيب: ذبح "القرابين" في الأقصى سيقود للتصعيد ويصب الزيت على النار
  • مركز حقوقي يحذر من تفجر الأوضاع بالقدس وتكرار أحداث مايو الماضي
  • دعوات لإحياء فجر الجمعة الثانية من رمضان في "الأقصى"

حذرت فصائل وهيئات فلسطينية الاحتلال الإسرائيلي من الإقدام على تنفيذ اقتحام المسجد الأقصى وتدنيسه وذبح القرابين فيه فيما يسمى بـ(عيد الفصح) الجمعة القادمة، محملةً قيادة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تداعيات هذه الخطوة التهويدية الخطيرة.

ودعت الفصائل والهيئات، المقدسيين وفلسطينيي الداخل المحتل والضفة الغربية، إلى شد الرحال والاعتكاف في المسجد الأقصى بأعداد كبيرة، طيلة أيام شهر رمضان، في ظل الاقتحامات المستمرة للمسجد الأقصى المبارك، ومحاولة المستوطنين تنفيذ مخطط ذبح القرابين بساحاته.

وأعلنت جماعات الهيكل المزعوم نيتها إدخال "قربان الفصح" إلى الأقصى، ونشرت إعلانًا بمكافأة مالية لمن يتمكن من إدخاله إلى المسجد يوم الجمعة القادم 14 رمضان.

ونشرت هذه الجماعات على مختلف منصاتها إعلانًا يدعو المستوطنين إلى المبادرة الفردية لتقديم "قربان الفصح" في المسجد الأقصى، واعدة من يتمكن من ذلك بمكافأة مالية مقدارها عشرة آلاف شيكل "حوالي 3,100 دولار"، ومنح من يدخل "السخل" دون ذبحه بمكافأة تعويضية قدرها 800 شيكل "250 دولار"، ومن يحاول ويفشل مكافأة مقدارها 400 شيكل "125 دولار".

وكانت جماعات الهيكل نفذت  اليوم محاكاة لتقديم القربان ملاصقة للسور الجنوبي للمسجد الأقصى المبارك، إلا أن معظم حاخاماتها ونشطائها قد باتوا مقتنعين بأن الوقت قد حان لتقديم القربان في الأقصى بعد المسيرة الطويلة من المحاولة عبر المحكمة منذ 2010، والإحياء العملي لطقوس القربان في عدة أماكن حول الأقصى منذ 2014.

إحياء صلاة الفجر

ودعا نشطاء فلسطينيون، اليوم، إلى إحياء صلاة فجر الجمعة الثانية من شهر رمضان في المسجد الأقصى المبارك، تحت عنوان "حماة الأقصى".

 وحث النشطاء في دعواتهم عبر منصات التواصل الاجتماعي الجمهور الفلسطيني، على المشاركة الفاعلة والحضور الكثيف في صلاة الفجر مع استمرار الرباط داخل المسجد الأقصى يوم الجمعة، تزامنا مع تهديدات المستوطنين باقتحام المسجد وذبح "قرابين الفصح" المزعومة في اليوم ذاته.

ويستمر النشطاء الفلسطينيون في عملية الحشد لأداء صلوات الفجر في المسجد الأقصى بشكل مستمر، أيام الجمعة، ضمن حملة “الفجر العظيم”، والتي يُشارك فيها الآلاف أسبوعيًا.

وحذرت فصائل المقاومة الفلسطينية الاحتلال الإسرائيلي من الإقدام على تنفيذ اقتحام المسجد الأقصى وتدنيسه والذبح فيه فيما يسمى بعيد الفصح، محملةً قيادة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تداعيات هذه الخطوة التهويدية الخطيرة.

وأكدت الفصائل في بيان صادر اليوم عقب اجتماعها الدوري حول المستجدات على الساحة الفلسطينية، أن دماء شهدائنا لن تذهب هدرًا، وأن جرائم الإعدام التي يرتكبها جنود الاحتلال بحق شبابنا ونسائنا بدم بارد ستواجه بتصعيد المواجهة مع المحتل في كل الميادين. 

وباركت الفصائل العملية البطولية التي نفذها الشهيد رعد حازم في (تل أبيب) المحتلة التي فضحت هشاشة الكيان وزيف قوته الأمنية، ووجهت التحية لوالد الشهيد الذي أصبح أيقونة في تحدي جيش الاحتلال وكيانهم المزعوم.

ورفضت الفصائل بشدة الإدانات والمواقف المنددة بالعمليات البطولية في أراضينا المحتلة التي صدرت من طرف السلطة وبعض الأنظمة العربية والإسلامية، مؤكدةً أن هذه المواقف لا تعبر عن إرادة ووعي الأمة وشعوبها الحرة.

وأكدت أن المقاومة لن تترك الأسرى وحدهم يخوضون معركة الإرادة والتحدي في مواجهة الهجمة الشرسة التي تشنها إدارة سجون الاحتلال ضدهم، محملةً الاحتلال المسؤولية كاملةً عن حياتهم.

ودعت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في غزة، اليوم، المقدسيين وفلسطينيي الداخل المحتل والضفة الغربية، إلى شد الرحال والاعتكاف في المسجد الأقصى المبارك بأعداد كبيرة، طيلة أيام شهر رمضان، في ظل الاقتحامات المستمرة للمسجد الأقصى المبارك، ومحاولة المستوطنين تنفيذ مخطط ذبح القرابين بساحاته.

وأوضحت الوزارة في بيان أن وجود المعتكفين بأعداد كبيرة، "كفيل بكسر محاولات العدو الصهيوني تنفيذ مخططاته، وفرض واقع جديد".

وبينت أن مثل هذه الخطوات، "تمثل استفزازًا لمشاعر العرب والمسلمين"، مطالبةً الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات بالقيام بأوسع فعاليات دعم وإسناد لأهالي القدس والضفة.

ووجهت الوزارة، الخطباء والوعاظ على مستوى محافظات قطاع غزة "لشحذ الهمم وتبيان أهمية وقداسة المسجد الأقصى وسبل الوصول لطريق النصر وتحرير فلسطين".

تداعيات خطيرة

وأكد النائب عن كتلة التغيير والإصلاح البرلمانية د. أحمد أبو حلبية أن دعوات جماعات الهيكل المتطرفة لاقتحام المسجد الأقصى وذبح قرابين داخله تشكل عدوانًا صارخًا وتحديًا لمشاعر المسلمين وسيكون له تداعيات خطيرة على المنطقة.

وشدد أبو حلبية في تصريح نشر اليوم أن الشعب الفلسطيني سيدافع عن المسجد الأقصى وسيتصدى لمخططات الاحتلال.

وقال: "إن ما يخطط له المغتصبون الصهاينة من جماعات الهيكل أمر خطير، فهم لأول مرة يصرون على ذبح قرابين حيوانية وسلخها داخل ساحات المسجد الأقصى، ويريدون خلالها تلطيخ دمائها على قبة الصخرة، وفي ذلك انتهاك صارخ لقدسية المسجد الأقصى".

وحثت المرابطة المقدسية هنادي حلواني، جماهير شعبنا على تكثيف الرباط في المسجد الأقصى المبارك لحمايته من مخططات المستوطنين، الذين يتحضرون لإدخال "قربان الفصح" إلى المسجد مساء الجمعة القادم الموافق 14 رمضان.

وشددت حلواني على أن الاعتكاف في المسجد الأقصى رباط وفي فترة أعياد المحتل هو واجب الوقت.

وأضافت أنه "لا عذر لمن ترك الأقصى بلا رباط، فاعمروه وأحسنوا الرباط فيه واحموه من مخططات المستوطنين".

وتابعت: "رابطوا في معتكفكم، ودافعوا عن حقكم، واحموا أمانة نبيّكم... نحن قومٌ إن نادانا نداءُ الأقصى لبينا فرادى وجماعات، فكنّا له الدرع والمتراس".

وحذّر نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني المحتل الشيخ كمال الخطيب، من خطوة إقدام المستوطنين على ذبح "قرابين الفصح" في المسجد الأقصى المبارك، يوم الجمعة المقبل.

وقال الخطيب إن ذبح القرابين في الأقصى غاية في الخطورة وتعدٍ سافر على مشاعر المسلمين ويمثل نقلة نوعية في صلف حكومة الاحتلال.

وشدد على أن خطوة ذبح القرابين، ليست خطة أو نية مخفية للمستوطنين، وإنما جزء من مشاريع ومخططات يتم التدرُّج في تنفيذها.

وأضاف أن قرارات منع التواصل معه والتي تصدرها سلطات الاحتلال بحق قيادات فلسطينية تعكس تخبط الاحتلال.

وأشار الخطيب إلى أن أبرز ملامح التخبط هو استمرار التحشيد لاقتحامات المسجد الأقصى المبارك خلال ما يسمى "عيد الفصح"؛ بالإضافة إلى مخطط "ذبح القرابين" في باحاته، والذي قالت شرطة الاحتلال إنها لن تمنع المستوطنين من فعله.

وأردف الخطيب: "واضح أن المؤسسة الإسرائيلية لم تتعلم الدرس، وأن كل هذا التحريض والاستهداف للمسجد الأقصى سيقود للتصعيد وصب الزيت على النار".

من جهته، قال الداعية محمد الجلاد إن تقديم قربان عيد الفصح داخل باحات المسجد الأقصى يعد خطوة نوعية متقدمة في تهويد الأقصى، إذ إن ما يطلق عليهم كهنة السنهدرين تم تدريبهم على كيفية تقديم القربان مرات عديدة خلال الأعوام الماضية.

وبيّن الداعية الجلاد في تصريح أن ذبح القربان داخل الأقصى يُمثل نهاية مرحلة الإحياء المعنوي للهيكل، ليبدؤوا بعدها بالبناء الفعلي، فهو مرحلة فاصلة، وما بعدها ليس كما قبلها.

وأشار الجلاد إلى خطورة تقديم القربان داخل الأقصى، والذي بدأ منذ عام 2014، وفي كل عام يقتربون خطوة أخرى للوصول لتقديمه في عام 2022 داخل باحات المسجد الأقصى المبارك.

وأوضح الجلاد أن جماعات المعبد ترى أن تقديم القربان هو الطقس الوحيد الذي لم يتم داخل الأقصى إلى الآن، وذلك يعني اكتمال الطقوس العبادية المزعومة لديهم.

وأضاف الداعية الجلاد إلى أن هذه الخطوة ترمز لـ"إحياء الهيكل"، حيث يُعد تقديم القربان هو علامة وجود الهيكل، فمنذ اندثار معبدهم المزعوم لم يؤدَّ طقس تقديم القربان بشكل حقيقي، ولهذا فهم يرون أن إحياء هذا الطقس هو إحياء للمعبد من جديد.

وقال الجلاد إن تقديم القرابين يؤسس لمرحلة جديدة من السيطرة على الأقصى، حيث سعى اليهود لبناء معبدهم عبر مراحل؛ الأولى: التقسيم الزماني، والثانية: التقسيم المكاني باقتطاع جزء من الأقصى وتحويله إلى كنيس لهم.

وأضاف أنه لما تمت عرقلة أو تبديد مشروع التقسيم المكاني في المنطقة الشرقية بعد افتتاح مصلى باب الرحمة، انتقلوا إلى مرحلة جديدة يمكن أن تُسمى: "البناء المعنوي للمعبد"، بمعنى أن يتم التعامل مع المسجد الأقصى على أنه معبد لهم، يؤدون فيه الطقوس كاملة، مع بقاء الأبنية الإسلامية، فهم بتقديم هذا القربان كأنما بنوا المعبد معنويًا.

إفشال المخطط

وشددت المرابطة المقدسية خديجة خويص، على أن الرباط والاعتكاف في المسجد الأقصى المبارك، جدوى مستمرة، وهما السبيل الأمثل لحماية الأقصى من أي تدنيس وانتهاك، وذلك قبل أيام من اعتزام المستوطنين إدخال "قربان الفصح" إلى المسجد مساء الجمعة القادم الموافق 14 رمضان.

وقالت خويص إننا "لن ننعم بأقصى بركات الأقصى حتى نهبه أقصى طاقاتنا وجهدنا وجهادنا ورباطنا، وأفضل أوقاتنا وأزكى أموالنا وأطهر قلوبنا"، داعية إلى الحشد من أجل الرباط والاعتكاف بالأقصى، لإفشال المخططات الاستيطانية.

وأكدت أن الأقصى قضية عالية وغالية ومقدسة، ولا يليق بها إلا الأثمان المخلصة الغالية، من النفس والمال والوقت والجهد والعمل والتضحيات.

وأشارت خويص إلى ضرورة الرباط على ثغر تربية الجيل، لأنه المستهدف من الاحتلال الإسرائيلي، مشيرة إلى أهمية هذا النوع من الرباط، لإنشاء جيل كما ينبغي في تبعيته للمقدسات والحفاظ على العقيدة، للوصول إلى وعد الله بالنصر على يديه.

وفي ذات السياق، دان مركز حماية لحقوق الإنسان تجدد دعوات اقتحام جماعات المستوطنين لباحات المسجد الأقصى خلال شهر رمضان المبارك، بدعم من سلطات الاحتلال الإسرائيلي، محذرا من تكرار أحداث مايو الماضي.

وأكد مركز حماية على أن مثل هذه الدعوات لاقتحام الأماكن المقدسة وخصوصًا المسجد الأقصى ستعمل على استفزاز مشاعر المواطنين الفلسطينيين والمسلمين في العالم وتعمل على إثارة الاضطرابات داخل الأراضي المحتلة، "وهذا ما ينذر بتفجير الأوضاع وتكرار أحداث مايو الماضي".

وأشار المركز إلى أن الدعوات لاقتحام المسجد الأقصى من قبل الجماعات الاستيطانية تحظى بدعم من القيادة السياسية والأمنية لدى الاحتلال.

وأكد أن سلوك الاحتلال ومستوطنيه في الأراضي المحتلة عمومًا وفي مدينة القدس والمسجد الأقصى على وجه الخصوص يشكل مخالفة لقواعد القانون الدولي الإنساني ولا سيما اتفاقية جنيف الرابعة.

وطالب المجتمع الدولي بإدانة سلوك المستوطنين الذي يتم بحماية جنود الاحتلال وبغطاء من أعلى مستوى سياسي لدى الاحتلال، داعيا للتحرك العاجل والضغط على سلطات الاحتلال لإجبارها على منع هذه الاقتحامات.

 

اخبار ذات صلة