فلسطين أون لاين

الشيخ صبري: الاقتحامات صباحية ووجود المسلمين فيها فرض

تقرير منع المرابطين الاعتكاف بالأقصى ثمرة تنسيق ثلاثي بين السلطة والأردن والاحتلال

...
اقتحام المسجد الأقصى المبارك (أرشيف)
القدس المحتلة-غزة/ يحيى اليعقوبي:

ليس صدفةً تزامن منع وزارة الأوقاف الأردنية في المسجد الأقصى المرابطين من الاعتكاف داخل المسجد إلا في العشر الأواخر من رمضان، والطلب من أبناء الضفة الغربية مغادرة المسجد، مع اتصال أجهزة الأمن الوقائي التابع للسلطة بأصحاب حافلات من الضفة وأمرهم بعدم نقل المصلين إلى حاجز "قلنديا" من أجل الصلاة في القدس يوم الجمعة الماضية، فاستجاب بعضهم، ما دفع الناس للبحث عن وسائل نقل أخرى.

ويعتقد باحثون في شؤون القدس أن ما جرى أمس هو أولى ثمرات لقاءات مكثفة عقدت بين السلطة والاحتلال والأردن.

في 28 مارس/ آذار الماضي، التقى العاهل الأردني عبد الله الثاني في مدينة رام الله في الضفة الغربية المحتلة برئيس السلطة محمود عباس، وكان محور الحديث حول مصادر فلسطينية وإسرائيلية لخفض التوتر في القدس، خلال الصلاة في المسجد الأقصى في شهر رمضان.

وكان العاهل الأردني التقى بوزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد في وقت سابق من الشهر ذاته وبحث معه إستراتيجيات لاحتواء أي اضطرابات متوقعة خلال شهر رمضان.

يقول خطيب المسجد الأقصى عكرمة صبري إن الاقتحام الإسرائيلي للأقصى يحدث في الفترة الصباحية، ويفترض أن يوجد المسلمون في هذه الفترة الصباحية بين الساعة السابعة والحادية عشرة صباحًا.

وأضاف صبري لصحيفة "فلسطين" أن الاقتحامات الإسرائيلية ليست جديدة، وأن المستوطنين يستغلون الأعياد لمحاولة تغيير الواقع بالأقصى إرضاءً لليمين الإسرائيلي المتطرف، وهذه المسؤولية تتحملها الحكومة الإسرائيلية، ولولا شراسة إجراءات الاحتلال لحماية المستوطنين لما تجرؤوا على دخول الأقصى.

تصعد جماعات الهيكل المتطرفة التحدي وتعلن محاكاة لـ"قربان الفصح" في القصور الأموية الملاصقة للسور الجنوبي للمسجد الأقصى مباشرة، وذلك في الساعة الخامسة من مساء اليوم الاثنين.

وعلق صبري على تقديم القرابين بأن الجماعات كانت تخطط لتقديم القرابين في الأقصى، ولكنهم لم يتمكنوا من ذلك بعد تحذير شرطة الاحتلال لهم، لذلك يريدون تقديمه خارج الأقصى، في محاولة لإثبات وجودهم بأي طريقة، معتبرًا ذلك تصرفا غوغائيا لا يعطي أي حق للاحتلال.

وعن أهمية وجود المرابطين بالمسجد الأقصى في هذه الأيام، أكد صبري أنه كلما زادت أعداد المرابطين في الأقصى كان ذلك حماية له وردعا لأولئك المعتدين وهذا ما يجب المطالبة به.

من جانبه، يقول الباحث في شؤون القدس زياد الحسن، إن القضية واضحة أن اللقاءات المكثفة بين القيادة الإسرائيلية والأردنية على مختلف المستويات، وكذلك مع مسؤولين بالسلطة الفلسطينية وزيارة العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني لرئيس السلطة محمود عباس الهدف منها استباق شهر رمضان، لتحقيق الهدوء.

وأضاف الحسن لصحيفة "فلسطين"، أنه من المتوقع حدوث عدوان إسرائيلي على الأقصى بما يسمى "عيد الفصح" وتقديم قربان وطقوس تلمودية، وهذه ثمرة من ثمرات التنسيق الأمني تجاه الأقصى.

وتابع أنه يستوجب على من يطالب أو يبحث عن الهدوء أن يضمن منع الاحتلال الاعتداء على المسجد الأقصى في رمضان، فما دام لا يوجد عدوان فلن تكون إلا السكينة، أما البحث عن هدوء مع استمرار العدوان فهو مساهمة في تسليم المسجد الأقصى، المهدد بالإحلال الديني والتعامل معه أنه "هيكل مزعوم".

ويعتقد الحسن أن مرور رمضان بهذا الهدوء المزعوم مع أداء طقوس يهودية، فإن النتيجة فعليًا ستكون تسليم جزء أساسي منه للاحتلال وتمكينهم من التعامل معه أنه "هيكلهم المزعوم"، خاصة أنه يحاولون تقديم القربان في أعيادهم، والقربان الذي يتم التركيز عليه، هو شكل من أشكال العبادة اليهودية اندثر مع اندثار "الهيكل المزعوم" ومحاولة استعادته هي استعادة للهيكل.

ولفت إلى أن التنسيق الحاصل في أقدس المقدسات يجب رفضه، وعلى من تورط فيه ألا يضع نفسه في زاوية بيع وتسليم المسجد الأقصى.

وبحسب الكاتب والمحلل السياسي المقدسي راسم عبيدات، فإن منع التصعيد في الأقصى هو جزء من نتائج اللقاءات الثلاثية بين الأردن والاحتلال والسلطة، وهذه الخطة تهدف لعدم وجود كم بشري كبير من المصلين داخل الأقصى وخاصة يوم الجمعة القادم، الذي ستنفذ فيه جمعيات "تلمودية" فيما يسمى عيد الفحص عمليات اقتحامات واسعة وستعمل على إدخال "القرابين". 

وقال عبيدات لصحيفة "فلسطين" هم يحاولون ألا يكون هناك كتلة بشرية واسعة للفلسطينيين من الضفة والداخل المحتل، لكون هذه الكتلة ستعمل على التصدي للاقتحامات، وبالتالي تنزلق الأمور باتجاه انتفاضة شعبية شاملة أبعد من معركة "سيف القدس".

ورأى أن دخول السلطة في صلب هذه الخطة يأتي في إطار دورها الوظيفي وكونها باتت جزءًا من حلف يتشكل بالمنطقة يضم دول التطبيع والاحتلال أشبه "بناتو عربي" هدفه حماية الاحتلال وتنمية اقتصاده.