لا تزال أزمة التيار الكهربائي في قطاع غزة تلقي بثقلها الكبير على مناحي حياة الغزيين، في ظل أجواء صيفية حارة ورطبة.
ويعاني سكان الأبراج والعمارات العالية من أزمة مياه خانقة، نتيجة غياب التيار الكهربائي اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية لضخ المياه ما يزيد على 20 ساعة يوميًّا، إضافة إلى غياب الخيارات والحلول لتلافي تلك الأزمة.
وأكدت المواطنة أروى يونس التي تعيش في أحد أبراج حي تل الهوا غرب مدينة غزة أنها تعيش في معاناة حقيقية، بسبب الانقطاع المستمر للمياه عن شقتها السكنية، لافتةً إلى أنها اضطرت إلى العيش عدة أيام دون وصول "قطرة مياه".
وقالت يونس لصحيفة "فلسطين": "العيش في برج سكني يزيد عدد شققه السكنية على 10، ووجود 10 خزانات كل خزان بحجم 1500 لتر يجعلان أهل البيت يتمنون المياه لقضاء حوائجهم أو الاستحمام".
وأضافت: "في حال تزامن وصل الكهرباء ومجيء المياه في الوقت نفسه يكون من الصعب تعبئة كل الخزانات، لقصر ساعات وصل الكهرباء"، لافتة إلى أنهم اضطروا أكثر من مرة إلى تعبئة خزاناتهم بالمياه المفلترة.
وأشارت يونس إلى أن سكان البرج اضطروا إلى جلب مولد كهربائي لتشغيله في ساعات مجيء المياه، الأمر الذي ساهم مساهمة طفيفة في تخفيف أزمة المياه عن الشقق السكنية.
ولفتت إلى أن أزمة المياه دفعتها إلى التنقل بين شقتها ومنزل أهلها القريب من مكان سكنها، لجلب المياه أو الاستحمام، معقبة: "لقد أصحبت الحياة لا تطاق مع استمرار أزمتي الكهرباء والمياه".
تأقلم اضطراري
وعبرت وفاء السويسي عن استيائها من الأوضاع المعيشية نتيجة أزمتي الكهرباء والمياه، لافتة إلى أنها عاشت أيامًا في منزلها دون مياه، الأمر الذي دفعها للجوء إلى خيارات محدودة.
وقالت السويسي لصحيفة "فلسطين": "أزمة المياه جعلتنا نقلل من الاستخدام المفرط لها، إضافة إلى أننا نجلب مولدًا كهربائيًّا لتشغيل المضخة اللازمة لرفع المياه إلى الخزانات على الطابق الخامس".
وأضافت: "في بعض الأحيان نضطر إلى تعبئة الخزانات بالمياه الحلوة التي تباع للمنازل"، لافتة إلى أنهم يشترون ما يكفيهم منها وحسب حاجتهم وقدرتهم المالية على الدفع، خاصة أن خزانات الأسطح كبيرة.
وأشارت إلى أن استمرار انقطاع المياه عن المنطقة التي تقطن بها (حي الزيتون جنوب مدينة غزة) اضطر عددًا من المواطنين إلى فتح أنبوب المياه الموجود في الشارع الرئيس، لجلب المياه منه ونقلها إلى منازلهم.
أسباب عدة
من جهته بين المدير العام لدائرة المياه والصرف الصحي في بلدية غزة م . ماهر سالم أن سكان الأبراج والعمارات العالية يعانون من مشكلة في وصول المياه، مع أن جدول المياه ثابت.
وقال سالم لصحيفة "فلسطين": "إن هناك عدة عوامل تزيد من صعوبة وصول المياه إلى الأبراج، أبرزها: انقطاع التيار الكهربائي ساعات طويلة، وعدم وجود مخزون كاف من المياه يغطي احتياج سكان كل الطوابق الأرضية والعلوية داخل الأبراج السكنية".
وأضاف سالم: "إن العمارات السكنية التي يوجد بها 10 شقق أو أكثر نجد أن الوصلة المنزلية لهم ثلاثة أرباع إنش أو واحد إنش، الأمر الذي يؤثر على كمية المياه التي يمكن إدخالها إلى هذه العمارة".
وبين أن أصحاب العمارات يرفضون توسعة وصلات المياه إلى 2 إنش، الأمر الذي من شأنه زيادة كمية المياه الواصلة إلى العمارة، وذلك بسبب رفضهم دفع أموال إضافية، لافتاً إلى أن قيمة اشتراك 1 إنش 650 شيكلًا، و2 إنش 1600 شيكل.
وذكر سالم أنه "مع تحسن ساعات وصل الكهرباء حاليّاً، وعودة جدول الـ4 ساعات إن 50% من مشاكل الأيام الماضية التي ظهرت مع انقطاع التيار الكهربائي ستنتهي وسيلمس المواطن ذلك".
وفيما يخص المياه المالحة التي تصل إلى بعض المناطق السكنية بين أن توقف العمل في ضخ آبار المياه المالحة مرتبط بالكهرباء، وأنه بعد عودة جدول الـ(8-8) ساعات سيتوقف ضخ المياه المالحة، الذي لجأت إليه البلدية اضطرارًا لتعويض النقص في كمية المياه.