- عدم تمكن الاحتلال اعتقال والد الشهيد يثبت التفاف المخيم والمقاومة لعائلات الشهداء
- أجهزة أمن السلطة جعلت المقاومة في جنين كتابًا مفتوحًا أمام الاحتلال
- ما يحدث في جنين أولى خطوات الانتصار والاستقلال
عدّ القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في جنين أسامة الحروب، اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي، مدينة جنين ومخيمها صباح اليوم، بأعداد كبيرة من الآليات العسكرية "رسالة انتقام" بعدما ذلت كرامته في أهم شوارع "تل أبيب" المعروف باسم "ديزنغوف" من قبل المقاوم رعد حازم الذي نفّذ عملية فدائية وانسحب من المكان، ليستشهد لاحقًا في يافا.
واعتبر الحروب في حوار خاص مع "فلسطين أون لاين"، أنّ اقتحام قوات الاحتلال لجنين يُمثّل عُدوانًا إسرائيليًّا، "يأتي في سياق الانتقام من أبناء الشعب الفلسطيني وذوي الشهداء للضغط على والد الشهيد لتسليم نفسه"، هذا الأب الذي قال "كلمات الأب المكلوم التي تعبر عن مكنون كل إنسان فلسطيني" فأغاظت الاحتلال.
وعن عدم تمكن الاحتلال من اعتقال والد الشهيد وانسحاب قواته الكبيرة، أكد أنّ ذلك يُثبت التفاف أهالي المخيم حول عائلات الشهداء واحتضان المقاومة لهم، وتؤكد أنّ المقاومة مستمرة والتي لولا وجودها لجاءت عدد من آليات الاحتلال بأعداد قليلة وقامت بهدم البيت وانسحبت.
احتضان والتفاف
وأضاف، بأنّ الوضع في جنين مختلف، فالمقاومة تحتضن عائلات الشهداء وتحمي حاضنتها الشعبية وتدافع عنها، في المقابل لم تستطع كلّ المؤسّسات والاتفاقيات الدولية التي وقّعتها السلطة أن تحمي بيتًا واحدًا من الهدم، مُتمّمًا: "ها هي المقاومة تحمي بيوت أبنائها ومقاوميها".
ودلّل الحروب على قدرة المقاومة حماية أبنائها، بما حدث صباح اليوم في جنين بفشل الاحتلال باعتقال والد الشهيد رعد حازم، وواصفًا ذلك بأنه "أُولى خطوات الانتصار وتحقيق الاستقلال"، وكذلك عندما انتزع الأسرى الستة حريّتهم من سجون الاحتلال قامت قواته بمداهمة بيوت عائلات خمسة أسرى عدة مرات، لكنها لم تستطع اعتقال أيٍّ من أفراد عائلة الأسير زكريا الزبيدي لأنه من مخيم جنين، واستطاعت المقاومة أن تحمي عائلته.
وربط الحروب الاقتحام واستمرار تصاعد المقاومة بالذكرى العشرين لمعركة جنين التي حدثت عام 2002، قائلًا، إنّ أبطال معركة جنين اليوم، في قرية "برقين" وغيرها من قرى جنين الذين تصدوا لقوات الاحتلال بكل ما أوتوا من قوة، يقولون، إن دماء الشهداء الأبطال محمود طوالبة و"أبو جندل" وغيرهم من القادة الذين خاضوا معركة نيسان، لم تذهب سدى ولم يغير الزمان من نضارة وصورة جهادهم، وأن هذا الجيل يكمل المسيرة الممتدة حتى تحرير القدس.
وأكد أنّ الشعب الفلسطيني مُمثلًا بمدينة جنين واجبه مقاومة الاحتلال، التي باتت تمثل آمال الشعب بأن تكون كلّ ساحة من ساحات الشعب هي جنين التي تُوجّه رصاصها ونارها وعُنفوانها على صدر المحتل.
ولدى سؤاله، إن كان الاحتلال يستطيع خوض معركة مع "جنين" كما حدث في انتفاضة "الأقصى" قال الحروب، إنّ "الاحتلال يعيش أزمة ومأزق عملياتي حقيقي اليوم، فهو تعود على تعويض أي فشل أمني بالدم الفلسطيني، لكنه اليوم لم يعد مطلق السراح في ذلك، لأن هناك مقاومة في غزة تضع أيديها على الزناد وانتصرت للحجر في "الشيخ جراح" ولجوع "أمعاء الأسرى" وهي أصدق ونحن أكثر ثقة بها أنها ستقف مع ظاهرة المقاومة في جنين".
وأضاف، بأنّ الاحتلال لم يستطع بكل إجراءاته الأمنية منع المقاومين من جنين من الوصول للداخل المحتل، رغم نشره عدة كتائب من جيش الاحتلال وكتيبة من حرس الحدود على الحدود الفاصلة بين الضفة والداخل المحتل تكثف تواجدها على حدود جنين مع الداخل، معتبرًا ذلك "فشلاً عسكريًا ذريعًا".
وتابع، بأنّ الاحتلال يأمل أن يغوص عميقًا في الدم الفلسطيني ليبرئ صورته أمام مستوطنيه، لكن بفضل وجود مقاومة راشدة بالضفة الغربية وأخرى متحضرة ويدها على الزناد في غزة فلن يستطيع الاحتلال الإيغال في الدماء، مستدركا، "لكنه يحاول تنفيذ عمليات خاطفة، أو تدمير ممتلكات يستر بها عورته أمام مستوطنيه الذين شتموا قادته عندما زاروا مسرح عملية نفّذها الشاب رعد حازم في "تل أبيب".
استعدادات كبيرة للتضحية
وعن مدى قدرة المقاومة في جنين على تصدّي لأي اجتياح إسرائيلي قد يحدث أمام تطورات الحالة الميدانية في المدينة، أقرّ الحروب بوجود فروقات كبيرة بين مقاومة جنين في السابق وحاليًّا، لكن امتلاك السلاح ليس هو الشرط الرئيس في المعركة، ولو كان كذلك لما قاوم الشعب الفلسطيني، ولما كانت هناك ثورة القسام عام 1936 ولما كانت المقاومة مستمرة.
وأكد أنّ المهم هي روح المقاومة بأن يكون هناك استعدادًا للتضحية، وأن يكون هناك روحًا متمرّدة ترفض الاندماج مع الاحتلال، فقد يستطيع الاحتلال اقتحام المخيم خلال يومين لكنه لن يستطيع أن ينزع روح المقاوِمة ولن يستطيع التأثير على معنويات الشعب الفلسطيني.
ووصف الحروب المقاومة في جنين بأنها "محاصرة من الإقليم والاحتلال والتنسيق الأمني الذي يُمثّل عينًا على المقاومة لصالح الاحتلال"، مُضيفًا: "لا يمكن أن نقول إنّ المقاومة في جنين ضعيفة، لكنّ إمكانياتها محدودة، واستعدادها للتضحية كبير جدًّا لأنها منذ معركة "سيف القدس" لم تضع بندقيتها ففي كلّ يوم هناك أحداث وشهداء".
وعن الضرر الذي ألحقه التنسيق الأمني في مقاومة جنين، أوضح أنّ أجهزة أمن السلطة تقوم بنقل كلّ المعلومات عن المقاومين أولاً بأول للاحتلال.
وأكد أنّ هذا الدور الوظيفي لأجهزة أمن السلطة جعل المقاومة في جنين كتابًا مفتوحًا أمام الاحتلال بحيث أنه بات لديه معلومات كاملة وكافية عن المقاومين وانتماء كلّ واحدٍ منهم وسلاحهم وهذا كله وصله عبر التنسيق الأمني.