فلسطين أون لاين

السوق الخيري.. قبلة فقراء خان يونس ورفح خلال رمضان

...
غزة/ أدهم الشريف:

ينشط مجموعة من الشبان العاملين في جمعية إسناد المجتمع، في تنظيم سوق خيري على أراضي بلدة بني سهيلا، شرق محافظة خان يونس، مخصص لدعم فئة الفقراء خلال شهر رمضان.

وتنظم إسناد المجتمع السوق الخيري منذ 2014، لكن بسبب ظروف جائحة "كورونا"، توقف في عامي 2021، 2022، واستأنفت ذلك خلال رمضان الحالي، دعمًا وإسنادًا للفقراء.

ويتحول هذا السوق الخيري إلى قبلة الفقراء والمعوزين خاصة خلال أيام الشهر الفضيل في ظل تردي الظروف الاقتصادية للمواطنين وارتفاع نسبة الفقر والبطالة في القطاع الساحلي البالغ تعداد سكانه أكثر من مليوني نسمة.

ويستفيد من المشروع مئات الأسر المحتاجة، غالبيتهم العظمى من مدينة خان يونس، وآخرون من رفح، أقصى جنوبي القطاع الساحلي المحاصر، بحسب المتحدث باسم جمعية إسناد المجتمع مهند النجار.

وبيَّن النجار لصحيفة "فلسطين"، أن الأسر الحاصلة على فرصة للتسوق في السوق الخيري اختيرت بالشراكة مع الجمعيات العاملة بغزة، بتمويل من مؤسسة وقف الواقفين في دولة جنوب إفريقيا.

البيع بالقسائم الشرائية

وأكثر ما يميز هذا السوق الخيري، أنه يقدم سلعا واحتياجات تتوافر في الأسواق المحلية دون مقابل مادي تزامنًا مع الغلاء الكبير في السلع الأساسية بالأسواق، التي لم يعد بإمكان الكثيرين جلبها.

وأشار إلى أن السوق الخيري يضم في أقسامه مواد غذائية وخضارا ولحوما، وحلويات أيضًا.

وبيَّن أن عدد المستفيدين يقارب ألف أسرة من محافظة خان يونس، وجزء من رفح، وقد تم جلب أسماء الأسر المستفيدة من السوق من خلال الجمعيات العاملة في المحافظتيْن.

ويحمل كل زائر للسوق قسيمة شرائية قيمتها 50 دولارًا، بإمكانه اختيار أي صنف من السلع التي يحتاجها لعائلته من السوق الخيري، دون أن يفرض عليه أي نوع من السلع الغذائية.

وفي الآونة الأخيرة شهدت سلع أساسية بغزة ارتفاعًا كبيرًا في الأسعار، ومنها الدجاج وبعض المواد التموينية بحلول شهر رمضان.

وبين أن السوق الخيري لاقى استحسان الأسر الفقيرة التي زارت السوق ومعها قسائم شرائية.

والحاصل على هذه القسيمة يجب أن تتوافر لديه عدد من الشروط، أولها ألا يكون عدد أفراد أسرته أقل من 5، أو لديه مصدر دخل ثابت، مشيرًا إلى أن المشروع الخيري شمل أيضًا بعض مستفيدي شيكات الشؤون الاجتماعية التي لم تصرف منذ فترة طويلة.

وبين أن مؤسسة إسناد المجتمع تسعى إلى تنظيم هذا السوق أكثر من مرة خلال العام الواحد، وليس فقط خلال شهر رمضان.

مقصد لجميع المحتاجين

وجاء المواطن مروان أبو جاموس، من بلدة خزاعة شرق خان يونس، إلى السوق في بني سهيلا، ليتفاجأ بحجم السلع التي يحتويها السوق، التي يحتاج إليها المواطنون خلال شهر رمضان.

وقال أبو جاموس لـ "فلسطين": إن السلع المتوفرة في السوق الخيري مناسبة جدًا لجميع فئات المحتاجين.

وهذا الرجل، متزوج ويعيل أسرة مكونة من 8 أفراد، لا يعمل ولا يملك أي مصادر دخل.

وفي غزة، تعتاش آلاف الأسر على المساعدات المقدمة من الجمعيات والمؤسسات المحلية المعنية بخدمة الفقراء بتمويل من مؤسسات داعمة خارج الوطن أو داخله.

من جانبه عبر حسان قديح، من سكان شرق خان يونس، عن رضاه بالقسيمة التي مكنته من شراء الاحتياجات الأساسية لأسرته.

وقال لـ "فلسطين": إن المشروع ممتاز جدًا، لقد وفر لي حاجيات أساسية لم أتمكن من توفيرها.

وتفيد تقارير حقوقية بأن عدة أسباب أدت إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية للمواطنين بغزة، أولها الحصار الإسرائيلي، والعدوانات العسكرية التي شنها جيش الاحتلال وأدت إلى تدمير البنية التحتية، وإلحاق أضرار كبيرة بقطاع الإنشاءات والمصانع بغزة فضلاً عن تدمير الأبراج والأحياء السكنية.

وبحسب تقرير صادر عن مركز الميزان لحقوق الإنسان، في أكتوبر/ تشرين أول 2021، فإن الحصار والحروب رفعت معدلات البطالة في صفوف القوى العاملة إلى 45%، والفقر إلى 64% وانعدام الأمن الغذائي إلى 62.2%، وأن 80% من السكان يعتمدون على المساعدات الدولية.