يصادف اليوم 8 نيسان/ أبريل الذكرى الـ74 لاستشهاد القائد عبد القادر الحسيني، أحد رموز الحركة الوطنية الفلسطينية، في قرية القسطل القريبة من القدس، بعد أن قاد معركة ضد عصابات الاحتلال لمدة 8 أيام.
أتاحت بيئة آل الحسيني السياسية والاجتماعية فرصة ثمينة لعبد القادر الحسيني، فقد كان منزل والده بمثابة الحضن الأول له، والذي كان يجتمع فيه رجالات العرب الذين يفدون إلى القدس، لأن والده موسى الحسيني كان رئيساً لبلديتها.
أتم الحسيني تعليمه الثانوي في القدس، ثم التحق بعدها بكلية الآداب والعلوم في الجامعة الأميركية في بيروت، ثم ما لبث أن طرد منها نظراً لنشاطه الوطني.
بعدها التحق بالجامعة الأميركية في القاهرة. إلا أنه اكتشف الدور المشبوه الذي تقوم به الجامعة اَنذاك، فقام بفضحها وأدان سياستها. فأمرت حكومة إسماعيل صدقي باشا بطرده من مصر عام 1932، ليعاد عبد القادر إلى بلاده فلسطين ويعمل محرراً في جريدة "الجامعة الإسلامية" ثم مأموراً في دائرة تسوية الأراضي في فلسطين.
ويعد عبد القادر الحسيني، أول من بدأ الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936، حيث أطلق النيران على ثكنة عسكرية بريطانية في قرية بيت سوريك بمحافظة القدس، مما أدى إلى تحرك خلايا الثورة الفلسطينية في كل مكان، وانضم إليها رجال المقاومة في ذلك الوقت من كل حدب وصوب.
استشهد الحسيني في صبيحة الثامن من نيسان/ إبريل عام 1948، في معركة بين مقاتلي تنظيم "الجهاد المقدس" الفلسطيني الذي يقوده، وقوة من عصابات الاحتلال، معززة بقيادة إسحق رابين. ودفن بجانب ضريح والده في باب الحديد في القدس، واستشهد وهو في الأربعين من عمره.
ولما خرج الجميع غداة اليوم التالي في 9 نيسان /أبريل لتشييع عبد القادر الحسيني، أبت قوات الاحتلال إلا أن ترتكب مجزرة أخرى، فعمدت إلى مهاجمة قرية دير ياسين وارتكبت مجزرة مارست فيها أبشع أنواع التعذيب والقتل والحرق.