فلسطين أون لاين

احتفالية إصدار (الدر المنتخب للبكرجي) تحقيق د.بسام الأغبر

...

 عقد منتدى الإبداع الثقافي في كلية الآداب بالتعاون مع اللجنة الثقافية بقسم اللغة العربية ومركز العلم والثقافة احتفالية إصدار المخطوط المحقق (الدر المنتخب في أمثال العرب للشيخ قاسم بن محمد الحلبي البكرجي) تحقيق الدكتور بسام الأغبر من نابلس، وذلك بحضور عميد كلية الآداب د. أسامة حماد، ورئيس قسم اللغة العربية د. باسم البابلي، ورئيس منتدى الإبداع الثقافي أ.د. كمال أحمد غنيم.

عرض د. بسام الأغبر من نابلس في خطابه للحضور في قاعة مؤتمرات كلية الآداب في الجامعة الإسلامية بغزة تجربة تحقيق المخطوط، مؤكدا أن إنجاز تلك المهمة العلمية الجليلة استغرق فترة زمنية طويلة تطلبت معرفة كبيرة بالكلمات ودلالاتها، واحتاجت إلى كمٍّ كبير من المراجع والمصادر للتأكد من صحة ما ورد في نسخ المخطوط المتعددة، لتكون النسخة النهائية موثقة ومعتمدة، حيث اعتمد على أكثر من ثلاثمائة مرجع.

وتبين له من خلال دراسة المخطوط أن معظم الأمثال جاءت فيه نثرا، والقليل منها شعرا، وبلغت نسبة الأمثال المستمدة من الآيات القرآنية 7%، والحديث النبوي 18%، واحتل الشعر المرتبة الأولى في الشواهد وبلغت نسبته 75%.

وجاء الكتاب في أبواب، كل باب من الأبواب الثمانية والعشرين جاء مختوما بأمثال المولدين، وهم ليسوا عربا، وإنما عاشوا في البيئة العربية، في حين خُصص الباب التاسع والعشرين لأيام الإسلام، والباب الثلاثين لأمثال مستمدة من كلام النبي محمد صلى الله عليه وسلم والخلفاء والصحابة والتابعين.

وبين د. بسام الأغبر أن الأمثال، في الغالب، لا يعلم قائلها، ويتم تناقلها كما قيلت دون تحريف أو تعديل حتى إن احتوت على أخطاء لغوية، وهذا ساعد على سرعة تناقلها وانتشارها بين الناس وسهولة استحضارها. ومنها ما هو متداول أو قريب منه كمثل "عش رجبًا تر عجبا" و"أزهى من طاوس" و"الحرب سجال" و"مَن صدق الله نجا" و"الطمع الكاذب يدق الرقبة" وغيرها.

والبكرجي هو الشيخ قاسم بن محمد، ولد عام 1094هـ، ونشأ في حلب، وأخذ العلم على أيدي علمائها، كعلوم النحو والبيان والفقه، ومن مؤلفاته "شرحٌ على همزية الشيخ البوصيري". 

وأكد الباحث أنه وظف في تحقيقه نسخا إلكترونية للمخطوطة من مؤسسة جمعة الماجد في الإمارات والجامع الأزهر في القاهرة، وبين أن (الدر المنتخب) هو مختصر ومنتقى من كتاب "مجمع الأمثال" للميداني، وأن الدر المنتخب تميز بأمرين، هما تحقيق النصوص والاختصار، وهو ما كان ينقص "مجمع الأمثال". وقد صدر الكتاب المحقق عن "دار الكتب العلمية" في بيروت.

وأشار الأغبر إلى ضرورة الاهتمام بالمخطوطات والعمل على تسهيل الوصول إليها، ذلك أن الكثير من مخطوطات الحضارة العربية الإسلامية الموجودة بالدول الغربية لا يمكن للأفراد الوصول إليها، فالأمر يحتاج إلى جهد مؤسساتي عربي لإحضارها أو نسخها تمهيدا لتحقيقها ثم نشرها.