فلسطين أون لاين

حفل توقيع مخطوطات حققها الدكتور محمود العامودي

...

بمناسبة يوم المخطوط العربي وتحت شعار "إرثنا المخطوط في زمن العولمة"؛ عقد منتدى الإبداع الثقافي في كلية الآداب بالتعاون مع اللجنة الثقافية بقسم اللغة العربية ومركز العلم والثقافة حفل توقيع مخطوطات حققها الأستاذ الدكتور محمود العامودي. وذك بحضور عميد كلية الآداب د. أسامة حماد، ورئيس منتدى الإبداع الثقافي بكلية الآداب أ.د. كمال أحمد غنيم، وجمع من الأساتذة والمثقفين وطلبة العلم.

رحب عميد كلية الآداب بالحضور، مؤكدا على أهمية إرثنا المخطوط، وضرورة تحقيقه وبعثه إلى الحياة، وأكد على دور الأستاذ الدكتور العامودي في هذا المجال، الذي أفنى عمره فيه، قائلا "أول ما فتحت عيني على عالم المخطوطات أخذتها عن طريق الأستاذ الدكتور محمود العامودي". وبين أن هناك مجموعة كبيرة من المخطوطات تحتاج إلى التحقيق لاستكمال الإرث الثقافي.

من جانبه أطلق غنيم على الأستاذ الدكتور محمود العامودي لقب "شيخ المحققين الفلسطينيين" مشيرا إلى حجم الإنجاز الكبير الذي حققه على مدار العقود الماضية، حيث نحتفل اليوم بتوقيع أربعة كتب جديدة من المخطوطات المحققة التي وصلت هذا الأسبوع، إضافة إلى جهوده السابقة.

من جانبه تناول الأستاذ الدكتور محمود العامودي تجربته العلمية في تحقيق المخطوطات، وعرض نماذج مما حققه، وبين اعتزازه بتحقيق "الفصول والجمل لابن هشام اللخمي"، ثم تحدث عن الخطوات الأولى في تحقيق المخطوط، وذلك من خلال جمع نسخ المخطوط من مصادرها المتعددة، وترتيبها حسب الأهمية: نسخة المؤلف, نسخ التلاميذ, وغيرها.

وأكد العامودي على أهمية العنوان والتأكد من نسبة المخطوط لصاحبه، وأجاب على سؤال مهم: "هل كل عنوان مخطوط دقيق؟"، وبين بأسف أن ذلك لا يحدث في بعض الأحيان, فقد يقع أساتذة عظام في أخطاء العناوين, وذكر ثلاثة نماذج لوقوع أساتذة في خطأ نسبة المخطوطات وعناوينها وقام هو عبر أبحاثه العلمية المحكمة بإثبات خطأ نسبة الكتاب لمؤلفه: من ذلك (حل المعاقد للشمني)، والصحيح أنه للزيلي, وأثبت أنه ليس للشمني, مع أن من حقق ذلك الكتاب حصل به على درجة الدكتوراه, ومن الأدلة على أنه ليس كتابه أن الشمني قد مات قبل كتابة الكتاب بمائة عام, ومن الأدلة على أنه للزيلي أن أربعة من كتب التراجم نسبت عنوان الكتاب للزيلي ولم تنسبه للشمني.

والأنموذج الثاني "شرح لامية العرب للمبرد"، أثبت العامودي من خلال المتن أن الكلام ليس للمبرد؛ لأنه ينقل عن المبرد, وأثبت أنه للتبريزي؛ لأن صاحب الخزانة نقل مجموعة كبيرة عن الكتاب وكان ينسبه للتبريزي.

والأنموذج الثالث "شرح مقصورة العرب لابن دريج" للمهلبي, تحقيق: محمد قاسم درويش, فقد نقل الأحسائي أقوال عن المهلبي لم توجد في النسخة المحققة, لكن وجدت في النسخة المخطوطة التي من برلين, ونسخة أمريكا, أما النسخة المحققة اعتمدت على نسخة العراق, فنسخة برلين وبريستون الأمريكية متوافقتان في كل شيء, والنسخة المختلفة نسخة العراق, ومن الأدلة أنا أبا حيان نقل صفحتين في كتاب تذكرة النحاة نقل عن المهلبي وليس للأحسائي.

وقال العامودي في خاتمة الكلمة: "علم تحقيق المخطوطات ماتع, وإن كان شاقاً, ولا يمر علي يوم إلا وأمتع نظري بالمخطوط، حيث تغلغلت هواية التحقيق في مسامات دمي، وجوانب روحي".

وفي ختام اللقاء قام أ.د. محمود العامودي بتوقيع نسخ من المخطوطات التي حققها، وطبعها، وتم نشرها في "معرض الكتاب والمخطوطات المحققة" المنعقد في الجامعة الإسلامية خلال أسبوع المخطوط العربي احتفاء بيوم المخطوط العربي الذي يصادف الرابع من نيسان كل عام.