فلسطين أون لاين

تقرير "التعاون الأمني".. السلطة تتمسك بأسباب بقائها

...
التنسيق بين أجهزة السلطة ومخابرات الاحتلال (أرشيف)
رام الله- غزة/ جمال غيث:

يومًا بعد الآخر تثبت السلطة في رام الله "تبعيتها" للاحتلال الإسرائيلي الذي يواصل جرائمه بحق الشعب الفلسطيني، فتصر على مواصلة سياسة "التعاون الأمني"، الذي ترى فيه ضامناً لاستمرار وجودها، وفق محللين سياسيين.

ورأى المحللان في حديثين منفصلين لصحفية "فلسطين"، أن بقاء السلطة مرتبط بمواصلة "التعاون الأمني"، الذي يعد تجسيدًا لبنود اتفاق "أوسلو" (1991) وملاحقه، فتشاركه في ملاحقة وتعقب واعتقال المقاومين، وجمع المعلومات "لاحتواء" عمليات المقاومة.

وأمس، قال محافظ جنين أكرم الرجوب، في تصريحات صحفية، إنه "لا يمكننا وقف التنسيق الأمني مع (إسرائيل) بعد كل حادثة في المخيم، وأن التنسيق الأمني سيبقى مستمرًا رغم توتر الأوضاع القائمة، لافتًا إلى أن السلطة لا يمكنها التضحية بهذه العلاقة بعد كل عملية ينفذها جيش الاحتلال".

واغتالت قوات الاحتلال الخاصة، فجر أول من أمس، ثلاثة مقاومين من سرايا القدس، بعد استهداف المركبة التي يستقلونها بعشرات الأعيرة النارية على دوار عرابة جنوب مدينة جنين، شمال الضفة الغربية المحتلة.

"خيانة عظمى"

وعدّ أستاذ العلوم السياسية بجامعة النجاح الوطنية، عثمان عثمان، التنسيق الأمني مع الاحتلال "خيانة عظمى، وجريمة كبرى بحق الشعب الفلسطيني".

وقال عثمان لصحيفة "فلسطين": إن "التنسيق الأمني عمالة بامتياز؛ ولا يمكن بأي حال من الأحوال القيام به، أو تبريره، بحجة أنه مؤقت ولغاية التوصل إلى حل نهائي مع الاحتلال".

وأوضح أن التنسيق الأمني هو سر استمرار وجود السلطة، ومواصلتها هذا النهج يدلل أنها مستفيدة منه، فهي لا تريد مناضلين واتخذت طريقًا بعيدًا عن النضال، مؤكدًا أن الاحتلال هو الكاسب الأول والأخير من استمرار التنسيق الأمني.

ورأى المحلل السياسي أن "التنسيق الأمني" هو سر وجود السلطة، وهو ما اعترف به رئيس السلطة محمود عباس في تصريحات سابقة بأن: "التنسيق الأمني مقدس، وسيبقى مقدسًا".

وشدد عثمان ضرورة اتخاذ الفصائل موقف موحد وحاسم ضد التنسيق الأمني ومن يمارسه، فلا يمكن لأي شخص تقديم معلومات عن مقاومين، ومن يثبت عليه ذلك فهو خائن لوطنه وشعبه ولا بد من محاسبته.

غرف أمنية

ورأى الكاتب والمحلل السياسي، مصباح أبو كرش أن "التساؤلات بشأن قدرة السلطة على وقف التنسيق الأمني يترك مساحة لها، وكأنها صاحبة قرار في هذا الشأن؛ نظلم هذه السلطة كثيرًا عندما نعتبرها صاحبة رؤية وقرار في ملفات أمنية من هذا النوع، فهي ليس عليها سوى التنفيذ وتحت طائلة المسئولية".

وأوضح أبو كرش لصحيفة "فلسطين"، أن "السلطة تواصل إصرارها على التنسيق الأمني مع الاحتلال لأنها تدرك جيدًا أن توقفها عن التنسيق يعني خسارتها لأهم وأكبر أسباب وجودها، وبالتالي تعرّض مستقبل وجودها بالكامل لمخاطر حقيقية".

ولفت إلى أن جرائم أجهزة السلطة الأمنية بحق الأحرار من أبناء شعبنا تتجاوز مخيلة البعض وتوقعاتهم بشكل كبير؛ "فلو أن أبناء شعبنا علموا حقيقة ما يحدث في الغرف الأمنية السوداء لانهارت هذه السلطة في وجه ثورة الشعب الغاضب ضدها خلال أقل من لحظات".