فلسطين أون لاين

ابنة الشهيد أبو شنب : "أرضيت روحك يا أبي.. وسأكمل الطريق"

...
الشهيد إسماعيل أبو شنب (أرشيف)
غزة - يحيى اليعقوبي

"إن الفرحة بالتفوق هي فرحة مؤقتة وصغيرة، ولكن الفرحة الكبرى ستكون يوم ننعم بالحرية والتحرير" قالتها هبة إسماعيل أبو شنب لتدلل على تمسكها بذات نهج والدها الشهيد القائد في حركة حماس الذي اغتالته طائرات الاحتلال عام 2003، والذي كان غيابه بالنسبة لها دافعا "للحياة" وليس للموت كما أراد الاحتلال.

اتصال من شقيقتها الساعة العاشرة وخمس دقائق صباحا، حمل لها البشريات السارة بنجاحها وتفوقها بالثانوية العامة، لتتأكد النتيجة برسالة على هاتفها الشخصي.

في هذه اللحظة، غمرت هبة أهلها فرحةً عارمة بحصولها على معدل 97،9% في الفرع العلمي وهي الأولى على مدرسة دار الأرقم الثانوية، بدا عليها سعة الأفق إذ إنها اعتبرت خلال حديثها مع صحيفة "فلسطين" تفوقها بأنه رسالة للاحتلال.

"توجيهي أول مطب وأسهله وكل المراحل بعده صعبة" تواصل هبة أبو شنب حديثها عن مشوارها العلمي الذي بدأته فعلياً بتفوق كبير ولعلها نالت من سعة إدراك والدها الشهيد المهندس إسماعيل أبو شنب، وعن طموحها تقول: "سأدرس الطب، كي أكون مفيدة في الحياة وناجحة في خدمة مجتمعي وليس شخصي".

لكن أفضل المواقف التي تؤثر في "هبة" هي اللحمة والصحبة القوية، لتكتشف أن نجاحها جزء من نجاح أصدقائها، وتشعر بأن من يحيطون بها يخلصون بذلك، أما ما تبقى من تعب ومشقة فيزول وتبقى اللحمة مع الأهل والصديقات.

من أعماق ذاكرة لا تنسى تسحبنا والدتها أم "حسن أبو شنب"، بأنه منذ استشهاد زوجها وروحه لم تفارقهم بأي شيء، تستذكر ما كان يقول والدها عن ابنته آخر العنقود "هاي البنت متفوقة وحتكون شاطرة كتير لما تكبر"، ولطالما كانت أم حسن توصي أبناءها مخاطبة إياهم مرارا "أنتم حاملون روح أبوكم الشهيد بأعناقكم تعملون لإرضاء روحه بالجنة وتكملون الطريق من بعده".

"هذه رسالة واضحة للاحتلال فالكثير من أبناء الشهداء والأسرى هم متفوقون" قالت أم حسن، وتتابع: "رغم ما يفعله بنا الاحتلال، إلا أننا سنربي أجيالا كي تكمل المسيرة حتى تحرير فلسطين".

هل كان فقدان الأب معيقا لهبة؟ احتست جرعة من الصمت وردت: "إن الإنسان يجب أن يستثمر أي شيء يمر به بشكله الصحيح، سواءً في المواقف المحزنة أو المفرحة".

ورغم أن "هبة"، والكلام لوالدتها، كانت تفتقد والدها حينما تتكرم طوال 11 عاما تربعت خلالها على عرش المركز الأول في مدرستها دار الأرقم، إلا أن ذلك كان يمثل دفعة معنوية لمواصلة الطريق، تحفزها أمها في طفولتها في كل محطة تتفوق فيها بأن والدها يراها ويحب أن تكون متفوقة.

فرحة تفوق ابنتها بالنسبة لها فرحة منضبطة بدأتها العائلة بشكر "الله"، المصحوب بأمنيات أن تعم هذه الفرحة في بيوت الشهداء والأسرى وأن يكون أبناء الشعب الفلسطيني من المتفوقين دائما.

كانت تعتمد هبة، وما زال الكلام لوالدتها، على شرح المدرسين، وتذاكر أولا بأول ولا تراكم تحضير المواد، لا تفضل السهر، أو الاستعانة بالكتب التجارية التي تشتت جهد الطالب، التي تتضمن أحيانا أسئلة تصفها بـ "بالتعجيزية" تعمل على توتير الطالب.

وأضافت: "لقد أكملت مشوار الشهيد أبو شنب، بأن أزرع لبنة صالحة في الوطن الذي يحتاج إلى هذه اللبنات فابنتي متفوقة منذ طفولتها". بهذا ختمت أم حسن حديثها مع صحيفة "فلسطين".