فلسطين أون لاين

تقرير بقماش "الخيامي" والفانوس تستقبل البيوت بهجة رمضان

...
APA
غزة/ مريم الشوبكي:

داخل غرفة في بيتها أمسكت حنان المدهون "فرد السيليكون" للصق كسوة قدرة الفول بقماش "الخيامي" المصري، وما إن انتهت حتى أخذت تكسو طبلة المسحراتي الذي عملت على تصميم زي خاص به، وبجانبه وضعت بائعًا، وماكنة الكنافة، ومدفع رمضان، وكذلك بائع القطائف إيذانًا بتسليمها للزبائن.

تعج الغرفة بالخشب، والأقمشة، والكرتون المقوى، وورق الفوم اللامع بمختلف الألوان، وأحبال الزينة، والأنوار، وألوان الأكريليك اللامعة، كلها أدوات تستخدمها "المدهون" في صناعة الفوانيس الورقية، والخشبية، وزينة رمضان، والرسم على الزجاج، والسيراميك.

ابتعدت المدهون (37 عاما) عن التقليدية، وابتكرت أنواع زينة غير دارجة في قطاع غزة، فتميزت بتصميم عربات الفول، والكنافة، والقطائف، وتبتعد عن الروتين، حيث تجدد التصاميم في كل موسم رمضاني، فكل عام تصمم شخصية مسحراتي تختلف عن العام الذي قبله.

قبل سبع سنوات ألحت طفلتا المدهون عليها بصناعة فوانيس، وزينة، وبعد مطالعة فيديوهات على اليوتيوب أتقنت صناعتها، واستخدمت موهبتها في الرسم لإضفاء لمسات مميزة عليها، وبعدما لمست انبهار طفلتيها، وأقاربها، أصبحت تنتج الكثير من التصاميم وتعرضها على منصات التواصل الاجتماعي حيث لاقت رواجًا بين الناس.

المدهون حاصلة على بكالوريوس علاقات عامة، ولم تجد وظيفة في مجال تخصصها، وبعدما أنجبت ثلاثة أطفال، أرادت أن تحسن من دخل زوجها الذي تأثر بسبب جائحة كورونا، فكثفت صناعة الفوانيس والمشغولات اليدوية الأخرى.

زينة مصرية

تقول المدهون لـ"فلسطين": "وجدت في المشغولات اليدوية شغفي وحبي للرسم، بالإضافة إلى هدفي الأساسي في إيجاد دخل يحسن من المستوى المادي لعائلتي، ولا يقتصر على موسم رمضان، بل أعمل على مدار العام".

تتابع: "ولكن في شهر رمضان الطلبات تزداد من الزبائن، بخلاف بقية أشهر السنة، حيث أعمل على مدار الساعة لكي أتمكن من تسليم الطلبات في وقتها المحدد".

تقضي المدهون نحو 20 ساعة عمل يوميا في صناعة الفوانيس، وزينة رمضان بمختلف الأحجام والأشكال، متعتها وحبها للعمل يهونان عليها الإرهاق، والتعب الجسدي نتيجة ساعات العمل الطويلة.

تبرع المدهون في الرسم على الفناجين، وبكارج القهوة، وأكواب الماء والعصير الشفافة، والخشب، بالإضافة إلى التطريز، وتوزيعات التخرج، والأفراح، وصناعة الفوانيس بأحجام صغير وكبيرة تصل إلى 80 سم، وتتراوح أسعارها بين 5 و100 شيقل.

وتشير إلى أن أسعار المواد الخام ارتفع ثمنها تدريجيا، وعلى الرغم من ذلك لم ترفع سعر مشغولاتها.

وعن أكثر المشغولات التي تلقى رواجًا في رمضان، تذكر أن الزينة المصرية (المدفع، وعربة الفول، والقطائف، وماكينة الكنافة، والمسحراتي" هي الأكثر طلبًا، إضافة إلى الفوانيس كبيرة الحجم التي تصنعها من الخشب وبداخلها إنارة.

ويتابعها على منصات التواصل الاجتماعي، سيدات من الضفة الغربية، والأراضي المحتلة عام 48م، ويبدون إعجابهم بمشغولاتها، ويطلبون توريدها إليهم، ولكن الاحتلال الإسرائيلي يمنع ذلك.

لذا تطمح المدهون بتوسيع مجال عملها، وتطوير مشروعها ليصبح لها محل ثابت، لتتمكن من تصدير أعمالها إلى الخارج.

فوانيس مختلفة

في شهري رجب وشعبان تبدأ ريهان شراب من مدينة خان يونس، بالاستعداد لاستقبال طلبات الزبائن، لتبدأ بتجهيز الفوانيس، وزينة رمضان، حيث تصنعها بأحجام متنوعة.

اتجهت شراب (38 عامًا) إلى استثمار موهبتها في صناعة المجسمات، حيث أنتجت في البداية قبل ثلاث سنوات، عددا قليلا من الفوانيس من الكرتون المقوى، وسوقتها عبر صفحتها "فيس بوك"، وبعضها في محل والدتها التجاري.

وبعدما بيعت الفوانيس، فكرت شراب بتطوير الفوانيس، وتصنيعها من الخشب وكسوها بقماش "الخيامي" وبأحجام متعددة تصل إلى مترين، ولاقت رواجًا كبيرًا، فأصبحت تستقبل طلبات الزبائن قبل نحو شهرين من حلول الشهر الفضيل، وفق شُراب.

وتشير شراب لـ"فلسطين" إلى أنه بخلاف فوانيس الزينة، تتجه السيدات إلى طلب الفناجين وبكارج القهوة برسومات معينة كالشخصيات الكرتونية التي ارتبطت بشهر رمضان كـ"بوجي" و"طمطم"، وأواني الضيافة التي يُقدم فيها الكعك، والمعمول، والتمر، والشوكولاتة.

وتعكف حاليا على الانتهاء من تصنيع 100 فانوس لتسليمها قبل دخول شهر رمضان، وتذكر أن أسعارها تتفاوت باختلاف الحجم، وكمية القماش المستخدمة، وإذا كان بداخلها إنارة أو لا، حيث تتراوح بين ثلاثة و 100 شيقل.

وتعمل شراب كل مدة على تحديث تصاميمها، وابتكار أشكال جديدة، من أجل التنوع، والتطوير، وجذب الزبائن، سعيًا منها إلى توسعة مشروعها وافتتاح متجرها الخاص.