فلسطين أون لاين

في ذكرى عملية "السور الواقي"

تقرير عملية (تل أبيب) البطولية أفشلت منظومة الاحتلال الأمنية وأسقطت "جداره الفولاذي"

...
عملية (تل أبيب) البطولية (أرشيف)
جنين-غزة/ محمد أبو شحمة:

جاءت العملية البطولية التي نفّذها الاستشهادي ضياء حمارشة في مدينة (تل أبيب)، وسط فلسطين المحتلة، في الذكرى الـ20 لعملية "السور الواقي" التي أطلقها جيش الاحتلال لاستئصال المقاومة في الضفة الغربية المحتلة، لتؤكد فشل وهشاشة المنظومة الأمنية الإسرائيلية.

وشكّلت العملية التي أدّت لمقتل 5 إسرائيليين، وإصابة 6 آخرين بجراح مُتفاوتة، ردًّا على تفاخُر وزير جيش الاحتلال "بيني غانتس"، بما سمّاه "اجتثاث المقاومة" خلال ما يُسمّى عملية "السور الواقي" والتي وصفها بـ"الجدار الفولاذي".

فشل إسرائيلي

ورأى الكاتب والمختص في الشأن الإسرائيلي، سعيد بشارات، أنّ عملية (تل أبيب)، تثبت فشل جميع الإجراءات الأمنية الإسرائيلية في الضفة الغربية على مدار السنوات الماضية، في منع الفلسطينيين من مقاومة الاحتلال.

وقال بشارات في حديث لـ"فلسطين": إنّ العمليات الأخيرة في الداخل المحتل محاولات الاحتلال القضاء على الروح الفلسطينية لم تنجح بعد عملية "السور الواقي"، وأنهم باتوا بعد عشرين عامًا يُشكّلون خطرًا كبيرًا على الاحتلال ومستوطنيه.

ولفت إلى أنّ الحركة الدبلوماسية التي شهدتها المنطقة خلال الفترة الماضية، لم تنجح في قتل الروح الوطنية لدى الشعب الفلسطيني.

ولفت إلى أنّ المقاومين في الضفة الغربية يمكنهم الوصول إلى الداخل المحتل، والاحتلال بات يخشى من موجة غضبٍ عارمة تجتاح الضفة، والقدس المحتلة، والأراضي المحتلة عام 1948.

واستبعد المختص في الشأن الإسرائيلي، أن يُقدِم الاحتلال على عملية عسكرية جديدة بالضفة وجنين على وجه الخصوص على غرار عملية "السور الواقي"، بسبب عدم جدوى تلك العمليات عسكريًّا، أو تمكُّنها من إنهاء وجود المقاومة.

إسقاط "السور الواقي"

من جانبه، رأى الكاتب والمحلل السياسي، سامي الشاعر، أنّ تنفيذ حمارشة عملية فدائية في (تل أبيب)، دليل على فشل قتل روح المقاومة، وإسقاط مشروع "السور الواقي".

وقال الشاعر في حديثه لـ"فلسطين": إنّ "هذه العملية أثبتت عدم جدوى أيّ محاولات إسرائيلية أمنية أو عسكرية لإنهاء المقاومة أو منع من وصول المقاومين إلى الداخل المحتل".

وأضاف: "العملية تأكيد لحقّ الشعب الفلسطيني في أرضه، وتؤكد أنّ أيّ محاولات وأدٍ للمقاومة ومحاصرة منابعها فشلت، وأنّ معادلة ما بعد معركة "سيف القدس" ليس كما قبلها".

وأوضح أنّ العملية تُجسّد واقعًا على الأرض بالفعل المقاوم الفلسطيني الذي مثّله ضياء حمارشة، ومُنفّذو عمليّتَي الخضيرة وبئر السبع، مُبيّنًا أنّ تكرار العمليات مُؤشّرٌ حقيقيٌّ على توجُّهٍ فلسطينيٍّ مُوحّدٍ نحو المُضيِّ في مشروع التحرير.

وذكر الشاعر أنّ مخاوف الاحتلال من تصاعدِ الأوضاع في قادم الأيام وخُصوصًا خلال شهر رمضان، مُشيرًا إلى أنّ الأوضاع قد تتصاعد ما لم ينزع الاحتلال فتيل تفجير الأحداث، ومنها منع اقتحامات المستوطنين للأقصى، وقف عمليات المصادرة للأراضي في النقب، ووقف محاولات تهجير أهالي الشيخ جراح، وعمليات هدم المنازل في القدس، ورفع الحصار عن غزة.

وتوقّع المحلل السياسي، أن تكون هناك عمليات مُتدحرجة في حال استمرّ الاحتلال في عربدته، ثم تنتقل إلى مشهد دراماتيكي سريع ومُتطوّر للمقاومة سيكون بشارة التحرير.