فلسطين أون لاين

في حفل نظمته وزارة شؤون المرأة بغزة

تقرير احتفاء رسمي بـ "امرأة فلسطين لعام 2022" وتأكيد لفاعليتها المؤسساتية والمجتمعية

...
صورة من الحفل الذي نظمته وزارة شؤون المراة
غزة / فاطمة الزهراء العويني:

بحضور رسمي وشعبي ونسائي لافت، وفي أجواء من العروض الفنية التراثية، احتفت وزارة "شؤون المرأة" برعاية ماليزية بنماذج نسوية كان لها إبداعات في مجالات متعددة، استحقت وفقاً لها الفوز بلقب "امرأة فلسطين لعام 2022م" في عامه السابع، كتشجيع مدعوم من الحكومة بغزة للمرأة الفلسطينية على الاستمرار في العطاء.

فـ"المرأة الفلسطينية متميزة وضربت الأمثلة في العطاء والتضحية والفداء والتميز في كل مجال، كما نرى المرابطات في القدس حين يمنع الاحتلال الإسرائيلي الرجال من دخول المسجد الأقصى وهن يضربن أروع الأمثلة في الحفاظ على المقدسات"، يقول نائب رئيس لجنة المتابعة الحكومية بغزة محمد الفرا.

وفي الأراضي المحتلة عام 48م تتقدم المرأة في كل الميادين معتزة بعروبيتها، وفقاً للفرا، وفي الضفة الغربية تحتضن أشجار الزيتون وقوفاً أمام كل مخططات المحتل الإسرائيلي في سلب الأراضي وبناء المستوطنات والحواجز، وتتعرض للأسر والشهادة.

وأشار إلى تقدم المرأة الفلسطينية في الشتات الفلسطيني، بتقدمها في كل ميادين العلم في الدول العربية والأجنبية وتحتل مواقع سياسية متقدمة في برلمانات العالم، ومنها الكونجرس الأمريكي، "ووقفن بقوة في وجه إحباط كل المؤامرات على شعبنا ومثلنَ رئة يتنفس بها شعبنا في أوقات الحروب".

المرأة الغزية

أما المرأة الفلسطينية في غزة، فمضى الفرا إلى القول: "الحديث عنها يطول فهي بين شهيدة ضحت بروحها أو زوجة أو ابنة شهيد أو أسيرة أو من تحملت مع زوجها المجاهد قصف البيت على رؤوس ساكنيه والتشتت في عدة بيوت، وفقدان ذكرياتها وأعزائها".

ولفت إلى صمودها برفقة زوجها في وجه الحصار بحسن تدبيرها، وتميزها في مجالات العمل والعلم، "حتى إن الجامعات رفعت مستوى القبول في مختلف التخصصات للإناث عن الذكور".

وأعرب عن اعتقاده بأن المرأة الفلسطينية لا يثنيها أي ظرف عن التقدم في كل الميادين، فهي تقود حالياً جهازًا أمنيًا عسكريًا، وأخرى تقود سلطة الطاقة، متابعاً: "المرأة الفلسطينية تقدم في كل مواقعها مثالاً ناصعاً للتميز والتضحية والفداء".

تمكين وصمود

وإذ تؤكد وكيل وزارة شؤون المرأة بغزة أميرة هارون عظمة المرأة الفلسطينية تحت كل سماء وعلى أي أرض وبأي صفة كانت، وعبرت عن اعتزازها باحتفال "امرأة فلسطين" السنوي الذي أصبح تقليدا لإجلال المرأة الفلسطينية، "فوزارة شؤون المرأة وُجدت من أجل النهوض بها وتمكينها للعب دور فاعل مؤثر في المجتمع كشريكة في النضال والبناء والعمل أيضاً". 

فالمنهاج الذي تقوم عليه وزارة شؤون المرأة –وفقاً لهارون- تعزيز صمود المرأة وتمكينها وتوسيع مشاركتها في أماكن صناعة القرار وتوفير بيئة داعمة لها سواء مجتمعية أو قانونية (تشريعية).

وأشارت إلى أن المرحلة التي يمر بها شعبنا حالياً معقدة وبالغة الصعوبة بسبب الاحتلال الذي يغالي كل يوم في أدوات القهر والاستلاب والتزوير، "حتى إن الثقافة العامة والرأي العالمي بات على شفا حفرة من اختلاط الحق بالباطل لنحتاج إلى مجتمع أعصى على الفتنة وأثبت على الحق". 

تابعت هارون: "نحتاج إلى عزائم لا تنثني وصبر لا ينتهي ومجاهدة لا تضعف، وهل يكون هذا المجتمع إلا بوجود امرأة فلسطينية قادرة على إبداع جديد كل ثانية لأساليب المواجهة وإدارة المعركة بحكمة وقوة وثبات؟!".

وإذ تشدد هارون على دور المرأة الفلسطينية الأكبر ليس فقط في المقاومة بأشكالها كافة وعلى رأسها الحفاظ على الهوية ومنظومة القيم المجتمعية وإنما أيضاً دورها في بناء المجتمع.

واختيار أسماء بعينها لا يلغي حقيقة أن كل امرأة في فلسطين في الداخل والضفة والشتات تستحق التكريم، لكن التخصص مطلوب لتوجيه العمل، "واعتمدنا في الاختيار على لجنة تحكيم من شخصيات نخبوية من كل أطياف المجتمع ليتساوق ذلك مع منهجية الوزارة في الشراكة الفاعلة مع مكونات المجتمع الفلسطيني جميعها، وكذلك لضمان الشفافية والمهنية في اختيار هذه النماذج" وفق هارون.

التوجه الحكومي

وأكدت هارون التوجه الحكومي بغزة لدعم المرأة في كل مجالاتها وخصوصاً دعمها الأخير لوجود المرأة في مراكز صناعة القرار حيث حصلت المرأة على ترقيات خاصة بالقطاع الحكومي بنسبة تفوق الـ 50%.

من جانبه قال مدير برنامج المرأة في مؤسسة أحباء ماليزيا، الراعية للجائزة، إن المؤسسة ترى أن هناك واجباً دينيًا وأخلاقيًا يقتضي مساندة المرأة الفلسطينية، "ومن يقوم بتمويل المشاريع الخاصة بالمرأة الفلسطينية هي شركة ماليزية ترأسها امرأة ويقودها طاقم من النساء الرياديات المبدعات اللاتي أردن توثيق إنجازات المرأة الفلسطينية وتسليط الضوء عليها لكونها تستحق أن تُصدّر إنجازاتها للعالم".

وعدّ منصور ما تقوم به المرأة الفلسطينية بالنسبة لعديد الدول الشرقية والغربية خارج عن العادة والمألوف، معددًا المشاريع الخاصة بالمرأة التي ترعاها المؤسسة كدعم المركز الوطني للدراسات والأبحاث الذي يركز على أبحاث ودراسات المرأة الفلسطينية وصندوق تمكين المرأة الذي جاء امتداداً لبرنامج "دلني على السوق" لدعم وتمكين المرأة التي لديها مشروع خاص، ومشروع ريادة الشابات في المجال الأدبي ومشروع التبادل الثقافي الماليزي.

معايير الدقة

في حين أثنى رئيس لجنة التحكيم لـ"امرأة فلسطين 2022م" ورئيس رابطة الأدباء والكتاب الفلسطينيين د. عبد الخالق العف على المرأة الفلسطينية، "التي تتفوق على نساء الأرض تضحية وإبداعاً ووفاء"، مؤكدًا أن المرأة الفلسطينية شريكة الرجل منذ بزوغ فجر الثورة الفلسطينية، "وقد أبدعت في كل مجال نصرة للقضية الفلسطينية وخاصة القدس".

وعن ظروف تحكيم الجائزة، أوضح أن 90 امرأة "مبدعة" تقدمن من الوطن والشتات في مجالات العمل المؤسسي والنقابي والتطوعي والإعلامي وصناعة المحتوى الرقمي والمجال الثقافي والفكري، وتم تشكيل لجنة تحكيم من متخصصين في مجالات متنوعة من قامات من قادة الفكر والرأي والعلم".

وأكد العف أن المشاركات خضعن لأعلى معايير الدقة والنزاهة والشفافية والموضوعية دون تحيز جغرافي أو فصائلي أو سياسي أو اجتماعي، "وقد تم اختيار امرأة فلسطين حسب معيار خدمة قضية القدس وعملها النقابي والسياسي والنضالي".

وحازت لقب امرأة فلسطين لعام 2022 المقدسية الدكتورة نائلة الوعري الباحثة والمحاضرة في التاريخ الحديث والمعاصر، ومؤسسة تجمع نساء من أجل القدس في البحرين. فيما فازت بلقب امرأة فلسطين لعام 2022 في المجال الإعلامي عبير أبو مخدة، وفي المجال المؤسسي والنقابي المهندسة هنادي ديبة، وفي المجال التطوعي المهندسة إسلام العالول، وفي المجال الفكري د. ختام الوصيفي، والمجال الثقافي رسامة الكاريكاتير أمية جحا.