اعتبر مُحلّلون ومراقبون أنّ عملية الخضيرة الفدائية قلبت الطاولة على المُطبّعين وخاصّة بالتزامن مع "قمة الشر" في النقب المحتل، وصدمت أوهام الاحتلال الإسرائيلي بـ"تدجين" فلسطينيي الداخل المحتل منذ عام 1948.
وأدّت عملية إطلاق النار الفدائية في الخضيرة التي نفّذها الشهيدان أيمن اغبارية وإبراهيم اغبارية من مدينة أم الفحم، إلى مقتل إسرائيليين اثنين وإصابة 10 آخرين.
وجاءت العملية في تطورٍ مُماثلٍ لعملية طعنٍ فدائيةٍ نفّذها الشهيد محمد أبو القيعان في مدينة بئر السبع بالنقب المحتل وقُتل فيها 4 إسرائيليين، الثلاثاء الماضي.
وعدّ المحللون هذه العمليات ردًّا طبيعيًّا على انتهاكات الاحتلال وتصاعد جرائمه بحقّ أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس والنقب على وجه الخصوص.
وقال الكاتب والمحلل السياسي عليان الهندي إنّ هناك هجمة إسرائيلية شاملة على المواطنين في فلسطين التاريخية، وهذه الهجمة لم تعد تُفرّق بين أحد، مُشيرًا إلى تصعيد المستوطنين الكبير في النقب لتهجير أهله والاستيلاء على أراضيهم.
وأضاف الهندي في حديثٍ لصحيفة "فلسطين" أنّ الانتشار الكبير للسلاح في صفوف المجتمع الفلسطيني والذي بسببه يُقتل أكثر من 100 شخصٍ كلّ عامٍ في الداخل المحتل بعلمٍ كاملٍ من مُخابرات الاحتلال وغضّها للطرف، تزامنًا مع تصاعد انتهاكات المحتل، شكّلت عوامل دافعة لمثل هذه العمليات الفدائية.
ولفت إلى أنّ المواطن أصبح لديه شعور بأنه مستهدف في جميع أماكن تواجده، ولم يعد يجد طريقة يُعبّر من خلالها عن ذاته إلا من خلال تنفيذ عمليات فدائية ضدّ الاحتلال، وقد جاءت عمليتا بئر السبع والخضيرة وغيرها من المدن المحتلة في هذا السياق.
وتوقّع رد الاحتلال بشكلٍ عنيفٍ على العمليات الفدائية، للتغطية على خسائره البشرية وفشله الأمني.
وفي السنوات الأخيرة أخذت وتيرة الانتهاكات منحًى تصاعديًّا في القدس وخاصّة حي الشيخ جراح، وكذلك في الضفة الغربية والنقب، بهدف تهجير الأهالي قسرًا والاستيلاء على أراضيهم ومُنشآتهم لصالحِ المستوطنين.
وقال الباحث في الشؤون الأمنية رفيق أبو هاني إنّ عملية الخضيرة تأتي في سياق الرّد الطبيعي على عنجهيّة الاحتلال واعتداءاته على المسجد الأقصى والأسرى والأسيرات.
وأضاف أبو هاني في حديث لـ"فلسطين" أنّ مثل هذه العمليات تُمثّل الوضع الطبيعي لشعبٍ يقبعُ تحت احتلال منذ عشرات السنين، وقد بات بإمكان أيّ مواطنٍ في القدس أو الضفة أو النقب والخضيرة وغزة مقاومة الاحتلال في كلّ بقاع فلسطين المحتلة.
ولفت إلى أنّ العملية قلبت الطاولة على المُطبّعين من بعض الدول العربية مع الاحتلال، إذ تجلّى ذلك بالتزامن مع ما أسماها المُحتلُّ "قمّة النقب التاريخية" التي عُقدت اليومين الماضيين بمشاركة وزراء خارجية عرب.
وأكمل أنّ عملية الخضيرة جاءت لتقلب الطاولة على المُطبّعين الذين يحاولون التجسير لوجود الاحتلال، ليشعر أنه كيان طبيعي.
ورأى أنّ العملية تؤكد أنّ أهالي الداخل المحتل يحملون همّ القضية الفلسطينية، وبمقدورهم مقاومة الاحتلال كما يجري في غزة والضفة الغربية والقدس، مُتوقّعًا تنفيذ المزيد من العمليات الفدائية خلالَ الأيام القادمة.