احتفلت دائرة الشباب في حركة المقاومة الإسلامية حماس، بتسليم شقق العمارة الرابعة من مشروع إسكان الشباب التعاوني في محافظة شمال قطاع غزة.
وشارك في الاحتفال الذي نظمته الدائرة، الأهالي المستفيدون من مشروع الإسكان، إذ أُجريت القرعة العلنية لتحديد الشقة السكنية المُخصّصة لكلّ مستفيد.
جهد كبير
وقال رئيس الدائرة د. رامي حسين: إن "مشروع إسكان الشباب التعاوني يهدف لحل مشكلة يعانيها الشباب الفلسطيني وهي السكن"، مشيرًا إلى أن مشاريع الإسكان تُعطي دفعة قوية للشباب الفلسطيني لمواجهة صعوبات الحياة، فتوفر السكن أول مراحل الاستقرار والانطلاق.
وأضاف: "ما نراه من إنجاز هو حصيلة جهد كبير بذل طيلة المرحلة السابقة من أجل تقديم إسكان خاص بشريحة الشباب وبأسعار معقولة وفق برنامج التقسيط المُيسر وأيضاً بجودة في الإنجاز والموقع تناسب هذه الشريحة المهمة للمجتمع.
ولفت إلى أن العمارة الرابعة التي تم تسليمها تتضمن مواصفات قد لا تتوفر في العمارات التجارية، ولا سيّما أنها تشتمل على كامل الخدمات من طاقة شمسية ومصاعد وكهرباء وشبكة مياه، إضافة إلى إنجاز المعاملات الحكومية الخاصة بها.
ودعا حسين، إلى إطلاق البرنامج الوطني لإسكان الشباب التعاوني الذي ينبغي أن يكون برعاية حكومية ومشاركة فاعلة من القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني للوصول لإستراتيجية وبرنامج وطني متكامل، لتوفير السكن لشريحة الشباب الفلسطيني.
وناشد باسم الشباب الفلسطيني، رفعَ الحصار الظالم المفروض على قطاع غزة، والذي يؤثر سلباً في كل مناحي الحياة ومنها مشاريع الإسكان الشبابي، من خلال إعاقة دخول المواد والمعدات اللازمة لإتمام البناء في المدة الزمنية المحددة للمشاريع، عدا عن ارتفاع أسعار المواد وقلتها في السوق المحلي.
بدوره، أكد القائم بأعمال وكيل وزارة العمل في قطاع غزة محمد طبيل، أن وزارته تولي اهتماماً كبيراً للعمل التعاوني، مشيراً إلى أن ما يزيد على 190 جمعية تعاونية تتبع للوزارة وحيث تتابع كل شؤونها المالية والإدارية وفقاً لقانون التعاون.
وذكر طبيل في كلمته، أن الوزارة تقدم خدمات التشغيل والتشغيل المؤقت، وتشجع الشباب على التوجه نحو التشغيل الذاتي والمستدام من خلال مشاريع العمل عن بُعد والمشاريع الصغيرة.
وأفاد، بأن "العمل" تعمل على توفير أيدٍ عاملة ماهرة لكل المهن من خلال مراكز التدريب المهني التابعة لها، إضافة إلى العديد من الخدمات المتعلقة بالسلامة والصحة المهنية للعاملين في المنشآت في سوق العمل المحلي وكذلك الحقوق العمالية.
وجدد طبيل التأكيد أن الوزارة ستواصل جهودها من أجل التخفيف عن أبناء الشعب الفلسطيني من حدة البطالة العالية وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطن.
مشاعر فرح
وعبّر الأهالي المستفيدون من المشروع عن سعادتهم الكبيرة عقب حصولهم على شقق سكنية، بعد سنوات طويلة من مكوثهم في شقق بالإيجار، مثمنين دور دائرة الشباب في حركة حماس على جهودها في خدمة ورعاية الشباب الفلسطيني في قطاع غزة.
ملامح السعادة ارتسمت على مُحيا المواطن زياد الحِبل من بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، بعد استفادته من مشروع الإسكان، الذي شكّل إنهاء لمُعاناته في التنقل بين الشقق السكنية بـ"الإيجار".
ووصف الحبل لمراسل صحيفة "فلسطين"، المشروع بـ"الرائع" لكونه مّكنه من تملُك شقة سكنية، بدلاً من الإيجار الذي امتد على مدار سنوات.
وعبّر الحبل الذي يُعيل عائلة مكونة من 5 أفراد، عن سعادته، مقدماً شكره لدائرة الشباب في حركة حماس على مجهودها في توفير شقة سكنية بالتقسيط المُريح.
ولا يختلف الحال لدى الشاب إبراهيم شلايل (36 عاماً) الذي استفاد من المشروع، بعد تقديم طلب لدى دائرة الشباب في حماس.
وقال شلايل لصحفية "فلسطين": "هذا مشروع جميل لكونه يهتم بفئة الشباب، خاصة أنه يتم دفع تكاليف الشقة على أقساط مُريحة ومُيسرة لمدة ثلاث سنوات"، لافتاً إلى أن المشروع مكّنه من الاستقلال بعائلته في شقة سكنية "ملك" بعد أن أمضى سنوات في بيت العائلة.
بدوره، أكد المُستفيد من المشروع بشار نوفل، أهمية مشروع إسكان الشباب، لكونه يُخفف عن كاهلهم أعباء توفير المسكن خاصة من أصحاب الدخل المحدود والمُقبلين على الزواج.
وقال نوفل: "هذا المشروع مكّنني من تملك شقة بعدما أمضيت سنوات وأنا أسكن في غرفة لدى عائلتي، ثم سنوات أخرى في إيجار البيوت".
من جانبه، قال مدير مشروع إسكان الشباب التعاوني أحمد أبو سلمية، إن فكرة المشروع بدأت منذ نهاية عام 2018، إذ جرى تنفيذ المرحلة الأولى في شمال غزة، مطلع 2019.
وبيّن أبو سلمية لمراسل "فلسطين"، أن المرحلة الأولى من المشروع تضم 5 عمارات سكنية، وتم تسليم أربع عمارات حتى الآن.
وأشار إلى أن العمارة الرابعة تضم 48 شقة سكنية يستفيد منها 48 شاباً، لافتاً إلى أن المستفيدين يدفعون دفعة أولى بقيمة 6 آلاف دولار، على حين تُدفع أقساط مُيسرة بقيمة 170 دولارًا شهرياً على مدار ثلاث سنوات.
ولفت إلى أن مساحة الشقق تبلغ 90 مترًا مربعًا مع الخدمات، حيث تناسب هذه الشقق فئة الشباب، وبسعر مُناسب، معرباً عن أمله بأن يتم تكرار المشروع في جميع المحافظات من خلال دعم الجهات الممولة في القطاع.