"قيدوا يديه وقدميه وأجلسوه على كرسي صغير داخل أحد مقرات التحقيق في سجون الاحتلال الإسرائيلي، قبل أن ينهال عليه أحد المحققين بالضرب ويلف الحبل حول عنقه ليفارق بعدها الحياة"، كان هذا مشهدًا تمثيليًّا نظمه المركز الثقافي الماليزي ورابطة الفنانين الفلسطينيين ووزارة شؤون الأسرى والمحررين في مركز رشاد الشوا الثقافي بمدينة غزة، أمس.
وفي مشهد آخر، شيع مواطنون الشهيد الأسير، مرددين عبارات منددة بالاحتلال، وأخرى تدعم صمود الأسرى في مواجهة الإجراءات القمعية بحق المعتقلين.
وجسد الفنانون خلال أوبريت ومعرض فني حمل عنوان: خالدون ولو أطيافًا" معاناة الأسرى، وتشبث الفلسطينيين بأرضهم، والتصدي لمحاولات الاحتلال الإسرائيلي لسلبها، فعمدوا إلى رسم لوحات تشكيلية تحاكي قصص صمودهم وإصرارهم على الحياة ودفاعهم عن أرضهم.
وحضر الفعالية، رئيس هيئة الثوابت بحركة حماس محمود الزهار، ووكيل وزارة الأسرى بهاء المدهون، ورئيس دائرة اللاجئين في حركة حماس محمد المدهون، ورئيس القصر الثقافي عبد الخالق العف، وأهالي الأسرى، وممثلون عن القوى والفصائل الفلسطينية.
وقال المشرف العام على المعرض أحمد السحار: "يأتي المعرض والأوبريت الفني، في ذكرى يوم الأرض للتأكيد أن الأرض هي القضية الجوهرية في صراعنا مع الاحتلال، ولدعم صمود وثبات الأسرى وتدويل قضيتهم".
وعبّر الفنانون التشكيليون، وفق ما قاله السحار لصحيفة "فلسطين" خلال لوحاتهم على تمسكهم بالأرض ودعم صمود الأسرى وإظهار معاناتهم أمام العالم.
وبين أن المعرض الذي افتتح أمس ويستمر ليومين، تنوعت زواياه بين منحوتات فنية ولوحات جسدت صور ومعاناة الأسرى في السجون، وتشبث الفلسطينيين بأرضهم، بالإضافة إلى مشغولات يدوية.
ودعا الزهار لاستخدام كل الوسائل من أجل إطلاق سراح الأسرى، مضيفًا: "ليشاركوا في تحرير فلسطين كل فلسطين".
وقال رئيس هيئة الثوابت: إن ملف الثوابت ثابت على طاولة حركة حماس ويطرح في كل جلسة ويتابع القضايا الأساسية (الإنسان، والأرض، والعقيدة).
وأكد أهمية الأدب والفن في تثبيت حقوق الإنسان، مشيرًا إلى أنه جسد معاناة شعبنا الفلسطيني، وصور بطولات وأحرار شعبنا في الحفاظ على أمواله وأعراضه وأرضه "بالمقاومة بكل أشكالها وليس بالتفاوض"، كما جسد الفن والأدب للحفاظ على دين وعقيدة الأمم.
ودعا الزهار، لتشجيع ودعم كل وسائل الثقافة وتطويرها لتنسجم مع التطورات في كل عصر ووضع الأدوات والوسائل لحفظها من الانحراف كي لا تفسد الثوابت في فلسطين كما فسدت ببعض الدول.
بدوره، قال المدهون: إن مقاومة الاحتلال شرف تعتز به الشعوب وتتباهى به الأمم، سواء كان ذلك بالسلاح أو الحجر أو الإعلام أو القلم أ والفن والأدب.
وقال وكيل وزارة الأسرى، ما من شعب وقع تحت الاحتلال إلا ومارس المقاومة وانتزاع حريته، فمنذ احتلال أرضنا قاوم شعبنا المحتل وقدم الشهداء والأسرى والجرحى للحفاظ على أرضه.
وأضاف: "مارس الاحتلال إجرامه بحق شعبنا واستخدم كل الوسائل لقتل وسجن وتشريد شعبنا وكانت الاعتقالات من الوسائل المجرمة التي شكلت عقابًا للفلسطينيين وقمعهم وترهيبهم وكانت تهدف لقتلهم داخل السجون معنويًا ونفسيًا وجعلهم فريسة المرض والعجز والوهن".
وهنأ الحركة الأسيرة بانتصارها على السجان عقب التوصل لاتفاق يلبي مطالبهم ويعلق إضرابًا كان مزمعا الشروع فيه صباح الجمعة الماضي.
من جانبه، أكد رئيس المركز الثقافي الماليزي شادي سالم، أن مركزه التابع لمؤسسة أحباء غزة ماليزيا، سيواصل دعمه لأهالي قطاع غزة.
وقال سالم في كلمة له: "تمر علينا ذكرى يوم الأرض الـ46 لنجدد خلالها العهد للبقاء على أرضنا ولن نتخلى عنها"، مؤكدًا أن قضية الأسرى حاضرة في كل ميدان فهم أبطال ناضلوا وضحوا وأفنوا زهرات شبابهم من أجل فلسطين.