هتافات تتردد في ساحات الوطن "احنا رجال محمد ضيف" في القدس والنقب وغزة والضفة والداخل المحتل، إنها ليست مجرد شعارات فالواقع والوقائع تؤكد أنها تحمل مضامين عميقة لأسطورة فلسطين الجهادية محمد دياب الضيف (أبو خالد) قائد هيئة أركان كتائب الشهيد عز الدين القسام، ذلك البطل الذي أسس نظاماً عسكرياً متيناً ومتماسكاً ،حاز أوثق عرى المجد والرفعة بصفته قائدا وطنيا كبيرا يتمتع بقدرة عظيمة على التخطيط والتنفيذ والاختفاء، نجا من سبع محاولات اغتيال فاشلة من الاحتلال أو يزيد، إن أشد ما نستحضره في الضيف أنه كان وما زال متقدماً في طريق ذات الشوكة لم يجد الخوف له سبيلاً في اندفاعه بطريق الجهاد في مواجهة الإرهاب الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني. دافع عن المظلومين والمستضعفين ولا تزال الآمال نحوه منعقدة، فمثلت شخصيته الهوية الجهادية التي حققت بصمات بارزة في تطوير أداء الجناح العسكري لحركة حماس وتطورات نوعية واضحة.
ولد الضيف عام ١٩٦٥ لأسرة فلسطينية عانت مرارة التهجير من أرضها فانتقلت للإقامة في مخيم خانيونس، حسب من عرفوه من قرب فقد برزت عليه علامات النبوغ والذكاء منذ نعومة أظفاره، أنهى شهادته الجامعية واعتقل عام 1989 وأمضى عاما ونصف العام في سجون الاحتلال بتهمة الانتماء لكتائب القسام فخرج بعدها ليؤسس مع إخوانه في كتائب القسام ليطور الجهد الجهادي في الضفة الغربية، فكانت آراؤه بالتوفيق منصورة، وبرز غرسه الجهادي بعد اغتيال الشهيد عماد عقل عام 1993 من خلال عمليات جهادية عدة منها سلسلة عمليات فدائية أوقعت عشرات القتلى في جنود الاحتلال، وسبق كذلك مشاركته في أسر الجندي الصهيوني نحشون فاكسمان .
استطاع القائد الضعيف أن يعلم الأمة أن الحياة في سبيل الله هي أعظم حياة من خلال بطولاته وحكمته وذكائه فكان ابنا لكل فلسطين، أجمع عليه الكل الوطني والإسلامي لرفعه دعائم الوحدة واقتفاء أثر القادة الأوائل وسلوكه منهجهم واتباعه هدي الصحابة الأوائل فمثل قدوة حية للتضحية والفداء، ولا يزال ماضياً مجاهداً من أجل الحق والعدل حاملاً سجلاً ناصعاً من التضحيات.
عمل القائد محمد الضيف على تطوير وتعزيز قدرات كتائب القسام العسكرية واللوجستية مدركاً المسارات والأبعاد التي تحيط بالقضية الفلسطينية، فصُنعت العبوات الأرضية وقذائف الياسين والبتار وحُفرت الأنفاق، وأنتجت العقول القسامية طائرات الأبابيل وبعدها الزواري وتبعتها طائرات شهاب وأنجزت بمباركته صفقة وفاء الأحرار ولا تزال أمانة تحرير الأسرى من أولوياته و بتوجيهاته كل هذه الإنجازات تحققت التي هي نتاج توفيق الله لهذا القائد الأسطورة الذي أدار دفة سفينة الجهاد رغم العواصف فوجهها وقاد وعمل وضحى من أجل فلسطين ولعزة المجاهدين فحق لنا أن نفخر بهذا القائد الأسطورة الذي مثل المرجعية الصادقة للمجاهدين جميعا .
باعتراف العدو حقق الصيف أعظم قدرة على التخفي عن أعين الاحتلال لعقود من الزمن، بالتزامن مع الأداء العسكري المتطور واللافت لكتائب القسام فأصبحت المنظومة العسكرية من مجرد مجموعات مقاتلة إلى ما يمكن وصفه بالجيش المتخصص والمؤهل عقائدياً وأكاديمياً في مختلف الجوانب الدينية والمادية.
يحمل القائد محمد الضيف رمزية وطنية باتت تلازم ذكر اسمه في كل الوطن وكانت هتافات أهالي حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة لحظة عدوان المستوطنين الصهاينة على حيهم بأن هتفوا باسم القائد الضيف، وليس باسم أي شخصية ممن حادوا عن طريق الجهاد، فلبى الضيف نداءهم (إن لم يتوقف العدوان على أهالي حي الشيخ جراح في القدس في الحال فإن كتائب القسام لن تقف مكتوفة الأيدي وسيدفع الاحتلال الثمن غاليا) فكانت معركة سيف القدس أصدق تطبيق لرسالته ووعده، فأثمرت انتصارا حقق الردع بصواريخ المقاومة التي هزت العمق الصهيوني وعملت ضمن رؤية وطنية أرسى دعائمها القائد الضيف قائد هيئة أركان كتائب الشهيد عز الدين القسام بحكمته، وتحققت وحدة جهادية في الميدان من خلال غرفة عمليات المشتركة التي كانت فاعلة وقوية في مواجهة العدوان الصهيوني في الميدان وأرعبت المنظومة الأمنية الصهيونية وجنودها، ولا تزال صفحات من المجد تسطر بأفعال القائد محمد الضيف أسطورة الوطن والمقاومة.