حذر رئيس لجنة التوجيه العليا لعرب النقب جمعة الزبارقة، من وجود نية إسرائيلية لحسم قضية الأرض والصراع عليها في النقب المحتل، والسعي لجر الأوضاع لحرب شوارع.
وقال زبارقة في مقابلة خاصة مع صحيفة "فلسطين: "إننا نتوقع أن تتصاعد الأحداث بالنقب، فنحن نعلم جيدًا أن هناك نية إسرائيلية لحسم قضية الأرض والصراع عليها، وأن إعلان وزير الإسكان الإسرائيلي أنه سيتم استئناف أعمال التحريش وارد، لكن القضية أبعد من ذلك بكثير لأن التحريش وسيلة وليست هدفًا، فالهدف هو الاستيلاء على الأرض وهذا صراعنا بالأساس مع الفكر الصهيوني".
وأضاف، أن أعمال التجريف والتحريش في أراضي "الأطرش" لم تتجدد حتى اللحظة، معتقدًا أن الاحتلال ينتظر إلى ما بعد يوم الأرض، خاصة في ظل وجود أنشطة جماهيرية في يوم الأرض الذي ستحتل قضية النقب سلم أولوياته "لكن إذا عادوا فسنعود ولن نفرط بأرضنا".
وحذر زبارقة من خطورة الوضع بالنقب بعد قيام الاحتلال بإنشاء مليشيا يمينية مسلحة تحت اسم "وحدة بارئيل" معتبرًا ذلك تصعيدًا وأن العرب في النقب لن يقفوا مكتوفي الأيدي تجاه ذلك وأنهم سيدافعون عن أنفسهم.
وذكر أن الاحتلال شكل هذه المليشيا بهدف قمع العرب وملاحقة الشباب العربي بكل مكان، معتبرًا الوحدة عنصرية ويقدمها الاحتلال كأنهم مواطنون و"هذا يجر لحرب شوارع وصدام".
وكشف تقرير لصحيفة "هآرتس" العبرية الأسبوع الماضي، عن تشكيل مئات الإسرائيليين "ميلشيا فاشية" مسلّحة تحمل اسم "سرية بارئيل"، بدعم من شرطة الاحتلال وبلدية بئر السبع؛ لاستهداف فلسطينيي النقب المحتل.
وعن إقامة الاحتلال عشر مستوطنات جديدة في النقب، بين أن الاحتلال يريد إقامة هذه المستوطنات على أراضٍ عربية مثل قرية الزرنوق وصوين وذلك بهدف السيطرة على أكبر عدد ممكن من أراضي النقب ومنع العرب من الاستفادة من أراضيهم.
وأشار إلى أن النقب يعيش ملاحقة إسرائيلية منذ 74 عامًا وأن الاعتداءات الإسرائيلية ليست جديدة، مؤكدًا وجود قرار سياسي إسرائيلي بحسم قضية الأرض وذلك من خلال عدم الاعتراف بنحو 36 قرية فلسطينية بالنقب تقوم بحرمانها من الخدمات الأساسية ومن جميع مقومات الحياة بهدف دفع الناس للرحيل عنها.
وأضاف "الحكومة الإسرائيلية مرتكزة على يمين متطرف وتريد من العرب أن يكونوا جالية أو عابر سبيل وهذا لن نرضى به، وهم يعلمون أن الاعتداء الجماعي لن يمر مرور الكرام رغم سعي الاحتلال لجر الأوضاع لحرب شوارع"، لافتًا إلى صعوبة التنبؤ بمجريات الأوضاع نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة في النقب.
ولفت زبارقة إلى أن الفعاليات التي يقيمها الفلسطينيون في النقب للاحتفال في يوم الأرض تبعث برسائل للاحتلال الإسرائيلي أن الشعب لن يتراجع عن أراضيه، وأنه لا يوجد لديه ما يتنازل عنه بعدما حشر الاحتلال أهالي النقب في أقل من مساحة 5% من النقب يسعى من خلال عدة مشاريع استيطانية وشق طرق لدفعهم للتنازل عن هذه المساحة.
وعن خيارات المواجهة، قال زبارقة، نحن شعب مجرد لا يمتلك شيئا إلا صدوره العزل، مؤكدًا أن إرادة الشعب أقوى بكثير من سلاح الاحتلال الإسرائيلي ودباباتهم كون الشعب يملك قضية مشروعة يدافع عنها.
وعن أبرز المخططات الإسرائيلية بالنقب، أشار لوجود عدة مخططات منها خط الكهرباء الذي يمر بمحاذاة عدة قرى منها قصر السر، وأبو "تلول" وخشم زنة والتي أصبحت محاصرة بين الخط وبين شارع رقم (25)، إضافة لمشروع الفوسفات الذي يسعى لتهجير واقتلاع بعض القرى مثل "الفرعة والزعرورة، وخربة غزة والقطامات" إضافة لمشروع رقم (6) الذي سيلتهم مساحات واسعة من النقب ويقتلع تجمعات سكانية في طريقه.