كي الوعي الذي صنعته معركة سيف القدس، ترك تأثيرًا قاسيًا على المنظومة السياسية والأمنية والعسكرية الإسرائيلية مما جعلها تعيش حالة من التخبط والتردد فيما يمكن أن يحدث بعد أيام خلال شهر رمضان تحت عنوان رعب رمضان وهو المصطلح الذي يتداوله الاحتلال في كيفية التعامل مع مجريات الأحداث وضمان عدم الذهاب إلى تكرار معركة سيف القدس التي حدثت في مايو الماضي.
اتضح ذلك من خلال عملية السبع التي نفذها الأسـير المحرر محمد أبو القيعان.
إذ اعتقد الاحتلال أن العمليات ستتركز في الضفة الغربية والقدس خلال شهر رمضان، لكن هذه العملية جاءت لتؤكد أن العمل المقاوم يتوزع في كل فلسطين، وأن النار تحت الهشيم تشتعل، وفي حال واصل الاحتلال انتهاكاته خلال رمضان يمكن أن نكون أمام مواجهة جديدة.
أوصلت عملية القدس رسائلها بالدم للاحتلال بأن وحدة الجغرافيا لمقاومة الاحتلال في كل المناطق، ولا تزال معركة سيف القدس تلقي بانعكاساتها على الاحتلال وأمنه بشكل كبير.
وملخصها أن الاحتلال لن يشعر بالأمن في الضفة وغزة والقدس و48، وأنه لا يوجد له مكان آمن، وأن هذه العمليات الفردية التي ينفذها أشخاص، تحدث بشكل غير منظم، وبالطريقة التي يرونها مناسبة وتأثيرها أكبر.
العملية الأقسى التي أدت لمقتل 4 أربعة من المستوطنين وهذا يعتبر العدد الأكبر منذ مايو الماضي بهذه الطريقة وهذا الشكل، تشكل شللًا ذريعًا للأجهزة الأمنية والاستخباراتية الإسرائيلية باستبعاده أن تكون هناك عمليات فدائية من أراضي الـ48 ومن بئر السبع تحديدًا، لذلك يعيش حالة من الصدمة، وتركيزه على القدس وغزة والضفة.
جاءت العملية في مرحلة التحفيز، حيث هناك وفود وزيارات لعدة عدة دول كانت تضغط باتجاه ألا يحدث مواجهة مع قطاع غزة تحديدا خلال الفترة القادمة، وألا تؤجج حماس والمقاومة بغزة الأوضاع في الضفة الغربية والقدس، فجاءت هذه العملية من حيث لا يحتسب، وفي توقيت قاتل ما قبل شهر رمضان، وهذا يعطي مؤشرا على أنه قد يكون هناك رمضان ساخن، وهو ما سماه رعب رمضان".
منظومة الأمن لدى الاحتلال لم تعد قادرة على التعاطي مع المتغيرات وقراءتها جيدًا، خاصة أن هناك عددا كبيرا من القتلى سيطرح تساؤلات كبيرة أمام حكومة الاحتلال وأجهزته التي سيحاسبها الجمهور حول حالة التقصير، سواء ما قبل العملية أو في أثناء تنفيذها.