فلسطين أون لاين

في ورشة نظمتها الإغاثة الزراعية

المُطالبة بتكثيف مشاريع المعالجة والتحلية للحد من مشكلة المياه في قطاع غزة

...
صورة أرشيفية
غزة/ رامي رمانة: 

طالب متحدثون بتبني برامج طويلة وقصيرة الأجل على المستوى المحلي والدولي لإيجاد حلول فعلية للحد من مشكلة المياه في فلسطين وخاصة في قطاع غزة، والعمل على إدخال التكنولوجيا والتقنيات الحديثة المستخدمة في عمليات ري المحاصيل الزراعية.

وحث المتحدثون على التوسع في مشاريع ومعالجة المياه العادمة وتحلية المياه ودراسة النماذج التي تم تطبيقها من المؤسسات المختلفة ودعم التدخلات الفعالة وذات قدرة كبيرة على إيجاد حلول، والحد من التدخلات غير المجدية.

وأكد المتحدثون دور وأهمية حملات التوعية لتعزيز المسؤولية المجتمعية للحد من الزراعة بشكل عشوائي ودور البلديات وسلطة المياه لمتابعة المخالفين للحد من الاستنزاف الجائر للمياه، إلى جانب تعزيز دور الشباب والجامعات والمراكز البحثية في دراسة وإبراز مشكلة المياه على كل الصعد وإيجاد الحلول العلمية لها، والضغط على الاحتلال لإيقاف إنشاء مصائد المياه، وفتح السدود التي تتسبب في إغراق أراضي المزارعين بالقرب من المناطق الحدودية.

جاء ذلك خلال يوم دراسي نظمته الإغاثة الزراعية في جامعة الازهر بغزة أول من أمس، بعنوان "الشباب والمياه" ضمن مشروع "نداء غزة الطارئ" الممول من مؤسسة أوكسفام.

وأكدت منسقة الإعلام والمناصرة في الإغاثة الزراعية نهى الشريف أن أزمة المياه تركت بآثارها السلبية على القطاع الزراعي، إذ اضطر مزارعون إلى تغير الأنماط الزراعية وآخرون عزفوا عن الفلاحة ما أثر سلبًا على الأمن الغذائي.

وبينت الشريف أن الإغاثة الزراعية قدمت وما زالت منذ تأسيسها تدخلات عديدة للتغلب على مشكلة المياه مثل توفير شبكات ري، وتعليم المزارعين ترشيد استهلاك المياه، وتنفيذ برامج بناء قدرات متتالية حول الزراعة التي تقلل الاستهلاك الجائر للمياه، والتنوع الزراعي الذي يعتمد على نوعية وكمية المياه.

وأضافت الشريف أن الإغاثة أنشأت (500) بركة تجميع مياه الأمطار للاستفادة منها في ري مزروعات الدفيئات والأراضي المفتوحة ما يزيد من خيارات المزارعين، كما أنشأت الإغاثة حاووز بمنطقة الشوكة جنوب القطاع الذي ساعد على ضخ مياه لنحو (500) دونم زراعي، مشيرة إلى أن الإغاثة عملت بعد العدوان الأخير على قطاع غزة على إعادة تأهيل آبار مدمرة لتعزيز صمود المزارعين وتمكينهم في أراضيهم.

واحتوى اليوم الدراسي الذي أداره م. إسلام دهليز على عدة أوراق عمل، الأولى بعنوان "العلاقة بين المتغيرات المناخية والموارد المائية" للباحث م. معتر ثابت، وجاء فيها أن تعطيل دورة المياه أحد الآثار الأساسية لتغير المناخ، وأن العلاقة بين المياه والطاقة والزراعة والمناخ لا تقل أهمية عن كونها معقدة، ويمكن لتغير المناخ أن يخرج عن التوزان المستقر نسبيًّا الذي بنيت فيه الحضارة ويهدد أمن أنظمة المياه والغذاء والطاقة.

كما أوضحت الورقة البحثية أن تغير المناخ يؤثر على موارد المياه من خلال التأثير على كمية وتقلب وتوقيت وشكل وكثافة هطول الأمطار وأن معدلات التبخر المتزايدة تؤدي إلى تقليل إمدادات المياه في العديد من المناطق ما يؤدي إلى انخفاض في مستويات رطوبة التربة وزيادة تواتر وشدة الجفاف الزراعي.

كما أن انبعاث الغازات وثاني أكسيد الكربون أحد مسببات الاحتباس الحراري، وأن زيادة درجة الحرارة تؤدي إلى زيادة الفاقد من المياه عن طريق التبخر، وأن تغير حجم وتوزيع الأمطار يؤدي إلى التغير في عمليات الغذاء المتوفر. 

أما الورقة البحثية الثانية تناولت: "المياه العادمة وتأثيرها على الخزان الجوفي" للباحث م. عمر السلطان، وأوضحت أن المياه العادمة غير المعالجة من أهم مصادر تلوث مياه قطاع غزة، وأن حوالي 97% من مياه الخزان الجوفي تعتبر غير صالحة للشرب بسبب التلوث نتيجة لتسرب مياه الصرف الصحي المعالجة جزئيًا أو غير المعالجة إلى الخزان الجوفي بمتوسط 12مليون متر مكعب سنويًا.

وأشارت الورقة إلى أن قطاع غزة ينتج ما يزيد عن (170) ألف متر مكعب من المياه العادمة يوميًا يذهب حوالي (80%) من مياه الصرف الصحي الغير معالجة إلى البحر، ويتسرب نحو (20%) منها إلى الخزان المياه الجوفي، وشبكات الصرف الصحي تغطي نحو (60%) فقط في المساكن في قطاع غزة .

أما ورقة العمل البحثية الثالثة حملت عنوان "دور الشباب في الإدارة المتكاملة لموارد المائية" للباحث م. تامر النجار، وأكدت الورقة على دور الشباب في المساهمة في التوعية والبحث عن حلول للحد من مشكلة المياه.

وقال فيها إنه بحسب منظمة اليونيسف لم تعد المياه صالحة للشرب في قطاع غزة في السنوات الخمس عشرة الماضية، وأن المياه في غزة آخذة في التدهور حيث أن أسرة واحدة من بين 10 أسرة لديها إمكانية الوصول المباشر إلى المياه الصالحة للشرب.