فلسطين أون لاين

تقرير أبو القيعان.. مجاهد تحضر للشهادة قبل تحرره من سجون الاحتلال

...
الشهيد محمد أبو القيعان
النقب المحتل-غزة/ أدهم الشريف:

في وقت حظيت عملية النقب البطولية التي قتل خلالها 4 مستوطنين، بأهمية سياسية كبيرة كونها فريدة من نوعها، ولأول مرة منذ سنوات في منطقة تشهد إجراءات أمنية، أخذت سيرة منفذ العملية الشهيد محمد أبو القيعان اهتمامًا كبيرًا.

وأبو القيعان (34 عامًا)، من سكان بلدة حورة في النقب المحتل، مدرس سابق في مدرسة ثانوية حورة، وقد نجح في الجمع بين الأسر والإيمان بفكرة المقاومة والالتزام بشرع الله ودينه، كما يقول محررون عايشوه داخل سجون الاحتلال عندما كان أسيرًا.

وتعقيبا على ذلك يقول المحرر عمر أبو سنينة، رفيق أبو القيعان في سجون الاحتلال، إنه كان إنسانًا هادئًا وصامتًا إلى أبعد الحدود، وطَلِقَ الوجه، "خرج من ضيق زنازين سجن هداريم إلى سعة الفردوس، وقد طلب الجنة وها قد نالها فهنيئًا له".

وأوضح أنه كان ملتزما بصلاته وكان يصوم كل اثنين وخميس ولم يكن يترك حتى النوافل، ويقضي وقته في لعب الرياضة والشطرنج والحديث عن المقاومة والجهاد، وهو ملتزم دينيًا في صلاته".

وأكمل أن محمد يحب الحياة جدًا مثل أي إنسان، ويريد أن يبني مستقبله والعيش بكرامة وحرية، وكان مهتما جدًا بأخبار انتهاكات الاحتلال ويتابعها عن كثب، ولم يرضه ما يفعله جنود الجيش بحق الأهالي في النقب والأراضي المحتلة.

من جهته، روى الأسير المحرر أحمد شكري القدرة، والذي عايش الشهيد أبو القيعان في سجن واحد، شهادته بأنه كان قوّامًا، ويختم المصحف مرةً في الأسبوع، و"كان رحيمًا بيننا شديدًا على الأعداء، حافظ على نفسه ووجّه سلاحه وفكره صوب الاحتلال".

وأضاف القدرة أن الشهيد أبو القيعان كان يجهز نفسه للاستشهاد من داخل السجن، وكان يستعد لهذا اليوم، مؤكدا أنه حافظ على وجهة سلاحه نحو الاحتلال.

أما المحرر عيسى شوكة فقال: لمن لا يعرف الأسير المحرر والشهيد الشهيد محمد أبو القيعان، فهو رجل شهد له كل الأسرى بحسن الخلق وطيب المعشر أحبه كل من التقاه، كان مدمنًا على تلاوة القرآن وحافظًا له.

وفي الأشهر الأخيرة صعّد الاحتلال من استهداف قرب النقب وأهلها، وشن حملات مداهمة واعتقال وهدم وتحريش في بعض المناطق بهدف السيطرة على المزيد من الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وتعقيبا على موضوع العملية التي نفذها أبو القيعان، يقول المختص في الشأن الإسرائيلي ساري عرابي: إن عملية النقب مهمة ومؤثرة كونها نفذت داخل الأراضي المحتلة منذ نكبة الـ 48، ولأنها جاءت ردًّا على النكبة المستمرة وعمليات الهدم والتهجير والإقصاء الحاصلة في النقب على وجه الخصوص.

ونبَّه عرابي، إلى أن العملية متصلة بالحالة الكفاحية في الضفة والقدس، ومعركة سيف القدس ومجمل الأحداث والعمليات والأحداث الجارية في ساحة الضفة الغربية والقدس المحتلتيْن.

وأشار إلى أن دوافع العملية متصلة بواجب الفلسطينيين والمسؤولية التاريخية في الدفاع عن أنفسهم وأرضهم المحتلة.

وتوقع أن يلجأ الاحتلال إلى إجراءات قمعية بعد عملية أبو القيعان، وسيرافق ذلك تشديد القبضة والمراقبة الأمنية على أهالي النقب، مع إمكانية لجوئه إلى أدواته الناعمة لمحاولة "دمج فلسطيني النقب" في "المؤسسة الصهيونية".

وأكد أن تمدد الاحتلال الإسرائيلي أكثر في النقب يستفز الدوافع الكفاحية للفلسطينيين، وسيرافق ذلك المزيد ارتكاب المزيد من الانتهاكات.

المصدر / فلسطين أون لاين