يستذكر الفلسطينيون القائد الوطني عمر البرغوثي "أبو عاصف" في الذكرى الأولى لرحيله التي توافق اليوم الجمعة.
ونشر نشطاء وأسرى محررون، على مواقع التواصل الاجتماعي، مناقب القائد في كتائب القسام أبو عاصف البرغوثي.
وكتب الأسير المحرر رامي البرغوثي على حسابه بالفيس بوك:" رحيل سيد الرجال، ها هي الذكرى الأولى على رحيلك يا سيدي، تمر علينا ونحن ما نسيناك من دعواتنا وصلاتنا ولا يوما غبت عنا، فكل صورة وكل موقف وكل ميدان رجولة يذكرنا بك".
وأضاف:" رحمك الله يا من كنت جامعاً مانعاً درعاً حصيناً شحّاذا للهمم لم تخاف في الله لومة لائم".
أما الأسير المحرر عصمت منصور فنشر صور له في السجن برفقة الراحل البرغوثي وكتب الى جانبها " رحم الله الصديق والمناضل المجاهد عمر البرغوثي أبو عاصف في ذكرى وفاته الأولى، كانت الأحلام كبيرة والعزيمة أكبر، ولا زلنا على العهد له ولكل الشرفاء".
وتوفي البرغوثي بعد سنوات من المقاومة والجهاد على أرض فلسطين، قارع فيها الاحتلال والمحتلين، وأكلت السجون من سنين عمره.
وأصيب أبو عاصف بفيروس كورونا قبل أيام من وفاته، وأدخل على إثرها للمشفى بعد تدهور وضعه الصحي بشكل خطير.
الوداع المهيب
وشيع القائد البرغوثي في موكب مهيب وحشد جماهيري ضخم في بلدة كوبر برام الله.
وشارك في تشييع الجثمان قيادة حركة حماس في الضفة الغربية ونشطائها الذين انطلقوا منذ ساعات الصباح الباكر نحو مدينة رام الله وقرية كوبر.
وتزامن مع التشييع انطلاق مسيرة من الملثمين الذين رفعوا رايات حركة حماس وكتائب الشهيد عزالدين القسام.
قائد وطني
ويعتبر القيادي البرغوثي، أحد الرموز الوطنية الفلسطينية، حيث قضى حوالي 30 سنة في سجون الاحتلال، وهو شقيق الأسير نائل البرغوثي، ووالد الشهيد صالح البرغوثي، والأسير عاصم البرغوثي، وقد تعرض وعائلته للاعتقال الإسرائيلي، وهدم منازلهم.
يذكر أن عائلة البرغوثي من العائلات التي حفرت اسمها بذاكرة الثورة الفلسطينية بمداد الدم، عبر سنوات ممتدة من العطاء والتضحيات، بدأت من أواخر سبعينيات القرن الماضي، بزناد الأسيرين عمر البرغوثي وشقيقه نائل.
فالأسير عمر البرغوثي "أبو عاصف" نفذ عملية فدائية، قتل فيها مستوطنا "إسرائيليا" عام 1978م، رفقة شقيقه نائل الذي يعد أقدم أسير سياسي في العالم، إذ أمضى 41 عاما بالأسر وما يزال، اعتقل وحكم عليه بالمؤبد، ثم خرج من السجن في المرة الأولى، بعد صفقة تبادل للأسرى عام 1985م.
ثم أعاد الاحتلال اعتقال "أبو عاصف" عدة مرات، وقد أمضى في الأسر ما يقارب (28 عامًا)، عاشت فيها عائلته أيام عصيبة، تنقل خلالها من سجن إلى سجن، وقد أمضى (13 عاماً) في الاعتقال الإداري.
انخرط "أبو عاصف" في الانتفاضة الأولى مبكرا، كما مثّل الأب الحاني في مراكز التحقيق للأسرى، وقد أحبه الجميع من التنظيمات الفلسطينية كافة، لاهتمامه ومحاولته حل مشكلات المحيطين به، وفق ما أفاد به أسرى محررون، فيما تميز خارج الأسر بعلاقاته المميزة مع جميع أهالي قريته كوبر.
ثم استمر عطاؤه بصنيع ولديه منفذا عملية "عوفرا"، الشهيد صالح البرغوثي والأسير عاصم البرغوثي.