فلسطين أون لاين

لتضامنهم مع الفلسطينيين.. الاحتلال يوثق تفاصيل ناشطين أجانب لمنع دخولهم البلاد

...
جنود الاحتلال يتصدون لمتضامنين أجانب في الخليل (صورة أرشيفية)

سعى جنود الاحتلال، مؤخراً، إلى تصوير نشطاء أجانب في الضفة الغربية المحتلة، وتسجيل تفاصيلهم لمنعهم في المستقبل من الدخول إلى الأراضي المحتلة عام 1948، بناءً على تعليمات من وحدة "الذئب الأزرق"، وفق ما ذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية، اليوم الجمعة.

وكشف شريط تم تصويره من قبل "مركز الأمن" في المستوطنات المقامة على أراضي المواطنين في محافظة الخليل جنوب الضفة الغربية، أن قائد جيش الاحتلال في المنطقة أعطى تعليمات بتصوير الأجانب الناشطين في الدفاع عن الفلسطينيين الذين تتعرض بيوتهم للهدم.

ويظهر الشريط الذي وصل إلى "المنظمة اليهودية ضد العنف" أن الجنود صوروا الناشطين الأجانب بواسطة كاميرات حديثة جدا من أجل تحويلها إلى وحدة "الذئب الأزرق" التي تعمل يوميا على تصوير وتسجيل تفاصيل الفلسطينيين، والتي كشف النقاب عنها قبل أشهر في صحيفة "الواشنطن بوست" الأميركية. 

جبال الخليل

ويقول "مركز أمن المستوطنات" للجنود، كما يظهر في الشريط، "قائد الوحدة قال لي إنه مهم جدا تصوير وجوه الناشطين الأجانب لمنعهم من دخول (إسرائيل) مستقبلا". 

وحسب صحيفة "هآرتس"، فإن الجنود حاولوا تصوير وجوه النشطاء الأجانب الذين وقفوا إلى جانب سكان قرية سوسيا بجبال الخليل، وحاولوا إخراجهم من الأرض الزراعية التي دافع عنها النشطاء الأجانب مع أصحاب الأرض. 

وتواجد ناشطو حقوق إنسان أجانب، غالبيتهم يحملون الجنسية الأوروبية، بالقرب من قرية سوسيا، قبل أسبوعين، بهدف مساعدة المزارعين الفلسطينيين. ووصل إلى المكان جنود الاحتلال. ووثق شريط مصور أحد الجنود يتحدث عن إحدى الناشطات الأجنبيات ويسأل ضابطا "هل هي موجودة في مخزون المعلومات؟". وأمر أحد الضباط الجندي، الذي كان يحمل كاميرا رقمية، بتصوير الناشطة. وعندها سأل الجندي زملاءه "أين الـ"ذئب أزرق"؟"، وأجابه جندي آخر "إنهم لا يوافقون على التقاط صور لهم، وهم يخافون من الكاميرات".

وبحسب شريط الفيديو، فإن الجنود تحدثوا مع وحدة "الذئب الأزرق" بأن الناشطين الأجانب يرفضون التقاط صورهم ويخافون من الكاميرا. 

مخزون معلومات

 ونظام "الذئب الأزرق"، الذي يستخدمه جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ سنتين ونصف، عبارة عن مخزون معلومات حول تفاصيل وصور مواطنين فلسطينيين بهدف متابعة تحركاتهم.

وتشمل التفاصيل رقم بطاقة الهوية، والسن، والجنس، وعنوان السكن، ورقم السيارة، وتقرير حول "انطباع سيئ" لتصرف فلسطيني أثناء لقائه مع الجندي الذي زود تفاصيله للنظام.

ونقلت الصحيفة عن ناشطة حقوق الإنسان الأميركية، مايا بيكل (23 عاما)، وهي من منظمة "مركز اللاعنف اليهودي"، قولها " لقد حضرنا إلى المكان بعد أن قال راعي أغنام فلسطيني إن الجنود طردوه واعتدوا على زوجته. وعندما وصلنا، تحدث معنا الجنود بصورة مهينة. وهذا كان مختلفا جدا، لأن الجنود يصورون عادة الحدث كله، وهذه المرة أصروا على تصوير وجوهنا. وحاولوا الاقتراب نحو وجوهنا بالقوة حاملين الكاميرات".

وأضافت بيكل أن الناشطين استدعوا الشرطة وأبلغوا أن الجنود يحاولون طردهم من المكان من دون أمر عسكري وأنه جرى الاعتداء على راعي الأغنام. وقالت إن "أفراد الشرطة الذي جاؤوا سألوا مباشرة من هي مايا، وأخذوا جواز سفري وصوروني. وحاولوا إدخال اسمي إلى نظامهم ولم ينجحوا بذلك، وعندها صوروا جواز سفري ووجهي".

وتابعت الناشطة أن "الجنود تحدثوا عن نظام ذئب أزرق، لكني أدركت ذلك فقط بعد هذه الواقعة. وما سمعناه هو أنهم تحدثوا مع مركز الأمن (المستوطن)، الذي قال إن قائد لواء الخليل طلب تصوير الوجوه كي لا ندخل إلى (إسرائيل) في المرة القادمة". وأكدت أن الجنود تحدثوا معها بألفاظ مهينة.

المصدر / وكالات