فلسطين أون لاين

تقرير "بئر السبع".. ردٌّ فلسطينيٌّ على مُحاولات التهويد والتهجير

...
بئر السبع المحتلة (أرشيف)
النقب المحتل-غزة/ جمال غيث:

تحريش وتجريف أراضي النقب المحتل وتنفيذ اعتقالات في صفوف سكانها الفلسطينيين الأصليين، وتشكيل مليشيات مسلحة لتسهيل طرد بدو النقب من مسقط رؤوسهم، لإقامة مستوطنتين جديدتين واحدة للحريدين وأخرى للعلمانيين، هي من الأسباب التي دفعت الشهيد محمد أبو القيعان، لتنفيذِ عملية بئر السبع، والتي أدّت لمقتل 4 مستوطنين.

ومنذُ مطلع يناير/ كانون ثاني المُنصرم، يشهد النقب الفلسطيني، هبّة ضدّ سياسات التهويد هناك، فيما تُنفّذ قوات الاحتلال حملة اعتقالات واسعة للنيل من الهبّة الشعبية في النقب.

ولتسريع تهجير الأهالي من أرضهم كشف تقرير لصحيفة "هآرتس" العبرية السبت الماضي، عن تشكيل مئات الإسرائيليين "ميلشيا فاشيّة" مسلحة تحمل اسم "سرية بارئيل" بدعم من شرطة الاحتلال وبلدية بئر السبع لاستهداف فلسطينيي النقب المحتل.

ولقيَ 4 مستوطنين إسرائيليين مصرعهم في عمليةِ طعنٍ ودهسٍ بمدينة بئر السبع المحتلة، فيما أُصيب آخرون بجراح، واستُشهد مُنفّذ العملية وهو محمد أبو القيعان، بعد إطلاق الرصاص عليه.

ردٌّ طبيعي

وقال رئيس لجنة الإعلام في لجنة المتابعة العليا بالداخل المحتل رجا زعاترة: إنّ عملية بئر السبع جاءت ردًّا على جرائم الاحتلال والمستوطنين في النقب المحتل، لاسيّما وأنها جاءت بعد تحذيرات لمسؤولين إسرائيليين من تفجُّر الأوضاع في القدس خلال شهر رمضان.

وأضاف زعاترة: ما حدث هو نتيجة تراكم للاعتداءات الإسرائيلية على أهلنا في النقب المحتل والتي كان آخرها قتل الشاب سند الهربد الذي ارتقى في 15 الشهر الجاري على يد قوة خاصة من المُستعربين التابعة لشرطة الاحتلال في مدينة رهط في الداخل المحتل.

وتابع: أنّ ما يتعرّض له أهلنا في الداخل منذ بداية العام الجاري، من عمليات تجريف وتحريش لأراضيهم ومحاصرتها ومحاولات تهجيرسكانها منها لغرض إقامة مدينتين في النقب، واحدة للحردين وأخرى للعلمانيين من بين الأسباب التي دفعت الشهيد أبو القيعان لتنفيذ عمليته.

وأكد أنّ الاحتلال لم يتوقف طوال الأيام والأشهر الماضية، عن ممارسة جرائمه في النقب، بل شكل مليشيات مسلحة تتلقى الدعم والحماية من شرطة الاحتلال وبلدية بئر السبع لاستهداف الفلسطينيين وتسريع تهجيرهم من أرضهم.

وحمل رئيس لجنة الإعلام، الاحتلال ومستوطنيه المسؤولية الكاملة والمباشرة عمّا ستؤول إليه الأوضاع في النقب، مُشددًا "فهو من يجب أن يدفع الثمن بسبب جرائمه التي لا تتوقّف بحقّ أهلنا هناك".

وذكر في حال استمر الاحتلال ومستوطنيه مواصلة جرائمهم بالداخل المحتل، فستتصاعد العمليات المُناهضة للاحتلال بمرور الأيام القادمة، مُؤكّدًا أنّ بدو النقب لن يتخلّوا عن أرضهم ويدافعون عنها بكلّ ما يملكون، "فهم أصحاب الأرض الأصليين".

برميل بارود

بدوره، قال مدير مركز الإنسان والحيز للتخطيط والتمكين المجتمعي عامر الهزيل: إنّ ممارسات الظلم والاضطهاد والقمع والمصادرة والهدم والاقتلاع الذي يتعرّض له أهلنا في النقب المحتل، شكّلت إحدى دوافع عملية بئر السبع.

وأضاف الهزيل لصحيفة "فلسطين": أنّ محاولات الاحتلال تهجير بدو النقب من أراضيهم وقُراهم ووضعهم في "كانتونات" ليسهُل السيطرة عليهم، وإطلاق العنان للميليشيات المُسلحة لتهاجم أهلنا هناك تُنذر بانفجار الأوضاع قريبًا، مُشيرًا إلى أنّ العملية جاءت نتاج الضغط المُستمر على أهلنا في الداخل المحتل.

وتابع: ربما تشكل عملية بئر السبع، دافعًا عاجلًا للاحتلال لأن يسارع الخطى في إعادة النظر بسياساته العنصرية تجاه البدو، وإلا فالأوضاع مُرشحة للتصعيد والانفجار خاصة بعد تزايُد الجرائم ضدّ البدو.