قائمة الموقع

مع اقتراب رمضان.. الاحتلال يخشى غضب الفلسطينيين وتكرار سيناريو "سيف القدس"

2022-03-23T08:45:00+02:00
مواجهات مع الاحتلال من داخل المسجد الأقصى (أرشيف)

تزداد مخاوف الاحتلال الإسرائيلي من غضبِ الشارع الفلسطيني ومقاومته مع اقتراب حلول شهر رمضان المبارك، من جراء سياساته العُنصرية اليومية المُمنهجة، ومُحاولاته إحكام سطوته على مدن الضفة الغربية وتحديدًا القدس المحتلة، إضافة إلى استمرار الحصار المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من 15 عامًا.

وعلى ضوء احتمالية حدوث تصعيد كبير، رفعت مؤسسة الاحتلال الأمنية حالة التأهُّب لكبحِ "فتيل الانفجار"، بالإعلان عن سلسلة تسهيلاتٍ مزعومةٍ خلال شهر رمضان، حسبما ذكرت قناة "كان" العبرية.

ويخشى الاحتلال دخول وقت الأعياد اليهودية التي تبدأ في 11 أبريل/ نيسان القادم وتحديدًا ما يُسمى "عيد الفصح" الذي يتزامن مع شهر رمضان، مع استمرار تهديدات جماعات استيطانية بتنفيذِ أكبرِ مسيرٍ واقتحامٍ للقدسِ والمسجد الأقصى وتنفيذِ طقوسٍ تلموديةٍ مُعلنةٍ داخل المسجد.

وبحسب القناة العبرية، فإنّ التسهيلات المزعومة تتمثّل بالسماح للفلسطينيين بالصلاة في المسجد الأقصى خلال شهر رمضان، والموافقة على زيارة عائلات من غزة لأبنائها الأسرى في سجون الاحتلال، مع اقتصارها على أسرى حركة فتح فقط.

وأعربت مصادر أمنية إسرائيلية عن قلقها من محاولات حركة المقاومة الإسلامية حماس المُتكرّرة لربطِ قضايا الداخل المُحتل بالضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، مُشيرةً إلى وجود تخوف من المظاهرة التي ستنظم في رهط في 26 مارس/ آذار الجاري.

غليان الشارع

ويقول المختص في الشأن الإسرائيلي راسم عبيدات إنّ الشارع المقدسي يعيش حالة من الغليان نتيجة سياسات حكومة الاحتلال القمعيّة ضد المواطنين، وإطلاق الجماعات التلمودية دعوات لاقتحامات واسعة للمسجد الأقصى خلال رمضان.

ورأى عبيدات في حديث لصحيفة "فلسطين" أنّ تفجّر الأوضاع متوقع بشكلٍ كبيرٍ في رمضان على خلفيةِ وجود 5 أعيادٍ للجماعات الاستيطانية وخاصة "عيد الفصح" في منتصف أبريل، مُوضّحًا أنّ هناك خشيةً من التصعيد ليس فقط لدى الاحتلال، إنّما على المُستويين العربي والدولي أيضًا، وهو ما دفع حكومة الاحتلال لإرسال رئيس جهاز الأمن العام "الشاباك" إلى الولايات المتحدة، وزيارة وزير خارجية الاحتلال يائير لبيد الأردن للغرضِ ذاته، وبحث الحيلولة دون حدوث انفجار الأوضاع.

ويعتقد عبيدات أنّ التسهيلات التي أعلنها الاحتلال "نظرية" وستفشل في تبريد الحالة الشعبية والجماهيرية في مدينة القدس، وكذلك منع التصعيد لأن ما يجري على الأرض مختلف، سيّما أنّ الجماعات التلمودية مُستمرّة في الاقتحامات والتهويد والاعتداء على المواطنين.

وبيّن أنّ الاحتلال يخشى من تكرارِ سيناريو معركة "سيف القدس" التي خاضتها المقاومة في غزة في مايو/ أيار 2021 دفاعًا عن القدس والمسجد الأقصى، لذلك يسعى إلى اتخاذ إجراءاتٍ لمنع التصعيد وخاصة في الضفة والقدس.

إجراءات عنصرية

ويُؤيّد ذلك المختص في الشأن الإسرائيلي جلال أبو رمانة، مُوضّحًا أنّ الأجواء الراهنة في الشارع الفلسطيني مُهيّأة للانفجار خاصّة في شهر رمضان نتيجةَ الإجراءات الإسرائيلية العُنصرية اليوميّة.

ويؤكد أبو رمانة في حديث لـ"فلسطين" أنّ الاحتلال يدرك أنّ الهبّات الجماهيرية التي يُمكن أن تتحولَ لانتفاضةٍ لا يستطيع أحدٌ إيقافها، وأنّ التربةَ خصبةٌ الآن لاندلاع أيّ انتفاضة وهو يعلم ذلك.

وعدّ التسهيلات التي أعلنها الاحتلال "سطحية" وغير كافية، لأنّ المشكلة الرئيسة في غزة هي استمرار الحصار، وفي الضفة استمرار الشعور بتدهور المشروع الوطني والحالة السياسيّة، مُستبعدًا أن تُوقف التسهيلات المزعومة أيّ هبّاتٍ قادمة.

وعلى ضوء هذه التطورات، من المُقرّر أن يزورَ العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني رام الله مطلع الأسبوع القادم للقاء رئيس السلطة محمود عباس في محاولةٍ لمنعِ التصعيد الأمني المُحتمل في رمضان، وفقَ ما ذكرت قناة "كان" العبرية.

ولفت عبيدات إلى أنّ الزيارة تأخذ شكلًا رسميًّا أكثرَ من الخُطُوات العملية على الأرض، سيّما أنّ هناك ضوءًا أخضر للجماعات التلمودية بالقيام بجرائمِ الاقتحام خلال رمضان، مُعتبرًا الزيارة "بروتوكولية" وتسعى لتبريد الحالة الشعبية فقط، لأنّ الاحتلال لا يلتزم بالاتفاقيات مع أيّ دولة.

وفي 10 مارس الجاري التقى وزير خارجية الاحتلال يائير لبيد بالملك عبد الله في العاصمة الأردنية عمّان، وذلك مع اقتراب شهر رمضان، وفي ظلّ القلق من تصاعُد التوتُّرات في القدس، بحسب ما جاء في بيانٍ صدر عن خارجية الاحتلال حينها.

ونقل البيان عن لبيد قوله: اتّفقنا على ضرورة العمل معًا لتهدئة التوتر وتعزيز التفاهم، وبخاصّة في الفترة التي تسبق شهر رمضان و"عيد الفصح اليهودي".

اخبار ذات صلة