قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، إنّ وزير المالية الأفغاني قبل سقوط كابل وتولّي حركة طالبان مقاليد الحكم هناك، يعمل حاليًّا سائقَ أوبر في العاصمة الأميركية واشنطن.
وأودت الصحيفة في تقرير مُطوّلٍ لها، أنّ خالد بايندا الذي كان حتّى الصيف المُنصرم وزيرًًا للمالية، ويُشرف على ميزانية تبلغ 6 مليارات دولار، شُوهد وهو يقود سيارته من طراز هوندا أكورد، مُتّجها شمالًا على "الطريق السريع 95" من منزله في وودبريدج، فيرجينيا، باتجاه واشنطن العاصمة، ويقيس نجاحه بمئات الدولارات بدلًا من المليارات.
وقال بايندا للصحيفة خلال تنقُّله وسط حركة المرور الخفيفة ليلة الجمعة الفائتة "إذا أكملت 50 رحلة في اليومين المُقبلين، فسأحصل على مكافأةٍ قدرها 95 دولارًا".
وأشار بايندا (40 عامًا) إلى أنّ وظيفته الجديدة هي طريقته لإعالة زوجته وأطفاله الأربعة بعد أن استنفد مُدّخراته المُتواضعة، مُضيفًا أنه يشعرُ بالامتنان الشديد لذلك، "هذا يعني أنني لستُ مُضطرًّا لأن أكون يائسًا".
وأضاف أنّ وظيفته كسائقِ سيارةِ أُجرةٍ هي بمثابة إجازةٍ مُؤقّتة "من الهوس بالمأساة المُستمرّة في بلاده، التي كانت تُعاني من الجفافِ الكارثي، والوباء، والعقوبات الدولية، والاقتصاد المنهار، والمجاعة، وعودة حكم طالبان".
وقال إنه يشعر بأنه عالق بين حياته القديمة وأحلامه لأفغانستان، مُشيرًا إلى أنه لم يكن يريد حياته الجديدة في أميركا أبدًا، لكن ليس لديه مكانٌ في الوقتِ الرّاهن، "أنا لا أنتمي إلى هنا، ولا أنتمي إلى هناك. إنه شعور فارغ للغاية".
إكراميّات من الركاب
عبر بايندا نهر بوتوماك إلى العاصمة، وتوقّفت سيارته الهوندا أمام مركز كينيدي، حيث تنتظره طالبتان من جامعة جورج واشنطن.
استقرّتا في المقعد الخلفي لسيارته وبدأتا تتحدثان عن يومهما، والانخفاض المُفاجئ في درجة الحرارة، وخُططهما لتناول العشاء، وحادثٌ مؤسفٌ في وقت سابق من صباح ذلك اليوم في قطار المترو.
بعد بضعِ دقائقَ بالسيارة، أنزل بايندا الطالبتين إلى شقّتهما وفحص هاتفه بسرعة، ووجد أنهما منحتاه "إكرامية بـ4 دولارات".