ملا زالت ظلال معركة سيف القدس مسيطرة على الاحتلال الإسرائيلي، وما زالت حاضرة حتى يومنا مع اقتراب ذكرى حدوثها في مايو الماضي.
إذ إن الاحتلال الإسرائيلي يتحسب لها كثيرًا، لما يمكن أن يحدث في رمضان القادم الذي يوافق العديد من الأعياد اليهودية والتهديدات الصادرة عن الجماعات اليمينية المتطرفة الإسرائيلية باقتحام المسجد الأقصى وتنظيم مسيرات عنيفة في مدينة القدس المحتلة وتكرار التجربة العام الماضي.
الهواجس الإسرائيلية حاضرة بقوة لدى الجهات العسكرية الأمنية والعسكرية التي لا تفضل الذهاب إلى مواجهة على غرار ما حدث في صيف القدس لأسباب كثيرة لكن في مقدمتها ما تعرض له الاحتلال الإسرائيلي من ضربات موجعة وجهتها المقاومة على مدار 11 يومًا.
قاوم الفلسطينيون اعتداءات الاحتلال، من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب في توحد مشترك بين كل الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 48 والضفة الغربية وغزة وفي حدود الأردن ولبنان، ما مثل عبئًا كبيرًا على الاحتلال الإسرائيلي وأشعل الجبهات التي كان يحذر من توحد موقفها.
نحن اليوم أمام مشهد آخر ومهم وهو مشهد توحد الدم كما حدث في الأسبوع الماضي بين جنين ونابلس والنقب، وكذلك وبنفس الوقت الإعلان عن اللجنة الوطنية الإسناد ودعم النقب والداخل المحتل التي أعلنت في غزة انطلاق نشاطاتها وفعالياتها المساندة للكل الفلسطيني، ما يعني أن جبهة جديدة ستفتح على الاحتلال الإسرائيلي تضم كل الجبهات التي توحد جهدها ونشاطها نحو مواجهة الاحتلال الإسرائيلي على كل الصعد الإعلامية والسياسية والشعبية وإذا لزم المقاومة المسلحة.
نحن أمام موقف جديد ومهم فلسطينيًّا يرسي قواعد جديدة لصالح القضية الفلسطينية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي بعيدًا عن مشاريع التسوية ومشاريع التنسيق الأمني التي يقودها فريق من قيادة السلطة في الضفة الغربية التي ثبت أنها مجندة لخدمة الاحتلال الإسرائيلي بالاغتيالات ومطاردة المقاومة.
وبنفس الوقت ترك الاحتلال الإسرائيلي يفعل ما يشاء من عمليات القتل واعتقال ومطاردة في كل أنحاء الضفة الغربية.
تنطلق هواجس الاحتلال فيما يتعلق برمضان القادم هو رعب رمضان والمقصود هنا إمكانية الذهاب إلى مواجهة جديدة وهذا وارد إذا ما توفرت الظروف التي تساعد على انطلاق المواجهة الجديدة، يكون وقودها اعتداءات المستوطنين في الضفة في الضفة الغربية والقدس وبنفس الوقت وحدة المقاومة في كل الجبهات ليصبح وطنًا واحدًا في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.