توافق اليوم الذكرى السنوية الـ19 لاستشهاد قائد كتائب القسام في مدينة نابلس نصر الدين عصيدة، خلال اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال بعد 5 سنوات من المطاردة.
ولد الشهيد نصر الدين مصطفى عصيدة في قرية تل قضاء نابلس وتلقى تعليمه الابتدائي والثانوي فيها، تميز الشهيد بأخلاقه العالية وأدبه الجم، وعطائه اللامحدود، ما أهّله ليقود خلايا القسام في شمال الضفة الغربية.
أشرف عصيدة على عمليات المقاومة برفقة إخوانه المجاهدين، وشارك في تخطيط وتنفيذ عدد من العمليات الفدائية.
فكانت عملية مغتصبة "عمانوئيل"، والتي قتل خلالها أحد عشر مستوطناً وجرح العشرات، كما اتهمه الاحتلال بالمشاركة في عملية مستوطنة "يتسهار"، التي أسفرت عن مقتل مستوطنين، إضافة لضلوعه في عملية مستوطنة "ألون موريه"، التي أسفرت عن مقتل أربعة مستوطنين.
وقد مثّل القائد القسامي رأس قائمة المطلوبين لدى سلطات الاحتلال، والتي لم تستطع الوصول إليه لأكثر من خمسة أعوام من المطاردة بدأت منذ عام 1998.
تعرض عصيدة خلال سنوات مطاردته للاعتقال لدى أجهزة السلطة برفقة بعض من أفراد مجموعته، وقضوا نحو ثلاثين شهراً في سجون السلطة، ولم يفرج عنهم إلا مع اندلاع انتفاضة الأقصى، كما تعرض لعدة محاولات فاشلة لاعتقاله واغتياله.
الرد السريع
بعد أن ارتقى الشهيد محمد ريحان أمام أطفاله، رفيق القسامي نصر عصيدة كان لا بد له ورفاقه أن يردوا، فتركوا هذه المرة بصمة جديدة كبيرة بتاريخ 12-12-2001م.
ونفذ أبطال القسام عملية ضد حافلة ركاب تقل مستوطنين من مستوطنة "عمانوئيل" من خلال عبوات زرعوها على الطريق، واستشهد في العملية خلال الاشتباك، المقاوم عاصم ريحان ابن جامعة النجاح الوطنية وشقيق الشهيد محمد ريحان.
وأصبحت قرية تل هدفاً أساسياً لقوات الاحتلال التي شنت حملات عسكرية واسعة للتوغل في البلدة واعتقال أقرباء المطلوبين وترويع المدنيين، ولكنها فشلت في اعتقال نصر الدين أو أحد من رفاقه.
وترك عصيدة، في معركة الإرادة والعقول مع الاحتلال بصمة جديدة من حيث لم يتوقع أحد سواء من المحتلين أو المراقبين، فضربت مجموعته في "عمانوئيل" بتاريخ 16-7-2002م، ونصبت ذات المجموعة التي نفذت عملية "عمانوئيل" الأولى كميناً لحافلة إسرائيلية، وقتل فيها حسب اعتراف العدو نحو 11 مستوطنا وجندياً.
ارتقى شهيدا
وبتاريخ 1/1/2003، توجه المجاهدان نصر الدين عصيدة وسامي زيدان لتنفيذ عملية قرب مستوطنة "أرائيل"، ومرا من جبال بلدة عوريف القريبة من "أرائيل"، وكان معهما عبوة وسلاحهما الرشاش وإذا بكمين لقوات العدو في الطريق، فاشتبكا معه ما أدى لاستشهاد سامي زيدان فيما تمكن نصر من الانسحاب.
اشتدت عملية مطاردة نصر الدين في شهر آذار من العام 2003 إلى أن تمّ حصر منطقة وجوده في عدة قرى تقع إلى الغرب من مدينة نابلس، هي الفندق وأماتين وحجة.
وفي يوم الأربعاء 18/3/2003 حاصرت قوات كبيرة من جيش الاحتلال المنطقة، وحاولت وحدة خاصة إسرائيلية اعتقاله، لكنّه آثر الشهادة واللحاق برفاق دربه وأفراد مجموعته القسامية، وظلّ يقاوم إلى أن نال شرف الشهادة رافعًا الرأس.