فلسطين أون لاين

المالحة.. قرية مقدسية تواجه مخططًا لهدم منازلها التاريخية القديمة

...
قرية المالحة تتعرض لمخطط استيطاني يهدد منازلها القديمة ومسجدها (صورة أرشيفية)

تواجه قرية المالحة الواقعة جنوبي غرب القدس المحتلة مخططًا استيطانيًا ضخمًا، يهدف إلى هدم العشرات من منازلها القديمة ضمن مشروع بلدية الاحتلال المسمى بـ"TMA 38".

هذا المخطط الاستيطاني تم الكشف عنه بعد الاعتراضات التي قدّمها مستوطنون لبلدية الاحتلال في القدس، ليتبين أنه سيتم هدم منازل القرية القديمة مقابل بناء 1050 وحدة استيطانية على أراضيها.

يهدف مشروع TMA 38 إلى هدم المنازل القديمة ومسجد قرية المالحة التاريخي والمنازل التي تعود للقرن الماضي وإزالتها بشكل كامل، وبناء مبانٍ ووحدات استيطانية ذات ارتفاع كبير مكانها.

وقدم المستوطنون الذين استولوا بعد النكبة عام 1948 على منازل الفلسطينيين في المالحة، وخاصة في الحي التاريخي (المالحة الفوقا) قرب المسجد الذي ما زال قائمًا وتم تحويله إلى منزل لأحد المستوطنين، اعتراضًا على المشروع. وردت بلدية الاحتلال بأنها ستدرس الأمر.

يتميّز المكان المنوي إقامة المشروع عليه، بالمباني السكنية القديمة ذات البناء العربي التقليدي المنخفض، ومعظمها مباني قديمة جدًا بها وحدة سكنية واحدة على قطع أراضي كبيرة وزراعية، حيث احتلها وسكن فيها مهاجرون من مختلف الجاليات اليهودية.

ويهدف المشروع بعد عملية الهدم، إلى بناء مبانٍ تتكون من 4 طوابق عبارة عن مواقف للمركبات ومخازن، إضافة إلى ثماني وحدات استيطانية.

وفي الاعتراض المقدم إلى "لجنة التخطيط والبناء" في بلدية الاحتلال بالقدس، تم الحديث عن العديد من أسباب رفض المشروع، دون التطرق لحقوق أصحاب هذه المنازل من الفلسطينيين الذين حولتهم دولة الاحتلال بعد النكبة إلى لاجئين، وسلبت حقوقهم في أراضيهم ومنازلهم التي هجروا منها إلى الضفة الغربية والقدس ومحيطها وفي دول العالم.

وتركزت اعتراضات المستوطنين على الارتفاعات وحجم البناء والمشترك من الحدائق والمنازل وكيف سيستفيد المستوطنون من هذه المشاريع الاستيطانية الضخمة، وتوسيع شققهم، وتحقيق أرباح مالية، مقابل الموافقة على هذا المشروع الاستيطاني.

ومن ضمن الاعتراضات والحجة الرئيسية تركز على حقيقة أن المباني تقع في منطقة “المدينة التاريخية” وأنه يجب رفض الطلب لأن نطاق البناء المطلوب فيه، بما في ذلك حجم البناء والتغطية والارتفاع وعدد الوحدات الاستيطانية، يتراوح ما بين 950 إلى 1050 في منطقة المدينة التاريخية.

وجاء أيضًا أن "الخطة 3718 التي تمت الموافقة عليها عام 1996 هي خطة تهدف إلى الحفاظ على القيم التاريخية الفريدة لحي وقرية المالحة الفلسطينية التاريخية وطابعه الريفي، مع وضع أنظمة بناء صارمة وبناء مستوى الأرض (حتى طابقين كحد أقصى) في جميع قطع الأراضي في الحي، ولكن هذا المشروع سيرفع النسبة والارتفاع الإضافي للمبنى، وزيادة مساحات البناء، وسيشكل سابقة خطيرة تتجاوز القيم المعمارية والتاريخية الفريدة للقرية التاريخية".

وكشفت بلدية الاحتلال أنها تعمل على خطة ترميم تشمل المباني في قرية المالحة في الفترة الانتقالية، حتى الموافقة على المخطط، بدل إيقاف مشاريع البناء الاستيطاني في القرية الفلسطينية.

وحسب الاعتراضات، فإن هذا المخطط الاستيطاني يلتقي في التخطيط ويكمل قطاعًا استيطانيًا ضمن مخطط لتوسيع أحياء استيطانية جنوب القدس ومسح (الخط الأخضر) على أراضي بيت صفافا وشرفات وتوسيع مستوطنة “جيلو” (جنوبًا) وربطها بالشارع الالتفافي الذي يجري شقه جنوبًا من مستوطنة "كفار عتصيون" ويتقاطع مع "الشارع الأمريكي" لربط المستوطنات الجنوبية في القدس وفي الغور مع المستوطنات في القدس؛ "معاليه أدوميم" (شرقً) و"بزغات زئيف" (شمالًا) والتي أتم إقرار مشروع توسيعها بـ 720 وحدة استيطانية مطلع الشهر الجاري.

المصدر / فلسطين أون لاين