فلسطين أون لاين

تقرير "البحر إلنا".. تعاونية شبابية لإيجاد مساحة تحت الشمس

...
استراحة على شاطئ بحر غزة
غزة/ فاطمة الزهراء العويني:

تمكنت هناء مع ثلاثة من زملائها من تحقيق حلمهم في خلق مساحة "البحر إلنا"، وهي مبادرة فردية تسعى لتعزيز الإحساس بالملكية والهوية الجمعية للاهتمام بالبيئة.

تقول الغول التي درست الإخراج المسرحي، وهي كاتبة سيناريو ومدربة دراما: "كغيرنا من الشباب، لم نحظ بفرصة للعمل، وكان لا بد من إيجاد طريقة لنشعر بقيمتنا. نجحنا في جلب تمويل لمبادرة لتعليم المسرح من منظمة دولية، وقمنا بتدريب الفتيات والشبان على فنون المسرح".

وتضيف: "اخترنا البحر مكانًا للتدريب. واجهت الفكرة تحفظًا من المجتمع. ولدعم الفتيات، قمنا بدعوة عائلاتهن لمشاهدة التدريبات، ونجحنا في الإبقاء على المشاركات بل وحظين بتشجيع الأهل. انتهى المشروع وعدنا من حيث بدأنا. نحاول إيجاد مكان لنا تحت الشمس".

وتتابع: "لم يكن الطريق سهلًا أبدًا. جاءتنا الفكرة كفنانين مسرحيين من منطلق الإحساس بالمسؤولية تجاه مجتمعنا، فالبحر هو متنفس أهل غزة الوحيد. وأحزننا ما نشاهده من مخلفات بلاستيكية على الشاطئ بعد مغادرة المُصطافين، لهذا أطلقنا تعاونية البحر إلنا".

وتابعت هناء الغول قائلة: "جميعنا يتحمل مسؤولية الحفاظ عليه وعلى شاطئه من التلوث، فإن لم نبادر نحن المسرحيين التنويريين بهذا الدور فمن إذًا سيقوم به. تحملنا من التنمر والاستهزاء ما كان كافيًا لوأد الحلم ولكنني أؤمن بالإنسان وبقدرتنا كشباب على التغيير".

أما زميلها في المبادرة، علي مهنا، فيقول: "في كل مرة كان يُصيبنا الإحباط، كان شغف هناء، وتصميمها على المضي قدمًا يُعيدنا إلى الطريق، فهي ترى الأمور من زاوية مختلفة. وجود هناء، كان قوة دافعة لنا".

تلتقط هناء الغول طرف الحديث، مضيفة: "لم يكن لدينا سوى فكرة وإيمان، بضرورة وجود مساحة جميلة ونظيفة على شاطئ البحر، واعتمدنا على الأرض الصلبة التي لا يمكن لأحد أن يختلف عليها، شاطئ خالٍ من التلوث، ومكان يليق بالمصطافين".

وتوضح أن مبادرة "البحر إلنا" تهدف إلى خلق "إحساس بالملكية والهوية الجمعية للاهتمام بالبيئة".

وتتابع: "أردنا أن نكون قدوةً للآخرين، فقمنا بإعادة استخدام كل ما وجدناه. شبابيك مكتبنا هي أبواب غسالات قديمة، والباب أخذناه من ثلاجة مهملة، أما الكراسي فهي مصنوعة من خشب صناديق البضائع وإطارات السيارات، قمنا بتلوينها فأضافت قيمة جمالية إلى المكان."

تكمل الغول: "لا يوجد عمال نظافة هنا، فكل المصطافين مسؤولون عن نظافة المكان. يرتدي علي رداءً أبيضًا مطبوعًا عليه عبارة (طبيب البحر) ويطوف بين المصطافين. وحين يرى أي مخلفات بلاستيكية، يبادر بالشرح بأن هذه المخلفات تسبب المرض للبحر، فهو كائن مثلنا".

ولاقت الفكرة رواجًا بين الناس لندرتها، وتحولت الفكرة إلى عَقْد اجتماعي بين الناس والبحر، بحسب الغول.

وتضيف: "تعاوَنَ الناس معنا، وبدأوا بالتبرع بما يريدون التخلص منه، مثل السجاد وألعاب أطفال وكتب. بنينا مكتبة من جريد النخيل وخشب صناديق البضائع، وأقمنا مسرحًا. تأثر المسرح والمكتبة أثناء تصعيد مايو/أيار من العام الماضي".

وتلفت إلى أن تعاونية "البحر النا" حصلت بدعم من بلدية غزة ومجلس الخدمات المشترك لإدارة النفايات الصلبة ومؤسسة جايكا اليابانية، على وحدة لمعالجة النفايات العضوية وتحويلها إلى سماد عضوي ضمن الجهود المبذولة للتقليل والاستفادة من النفايات الصلبة.