فلسطين أون لاين

الطفل "منصور".. رهينة "الاعتقال الإداري" في زنازين الاحتلال

...
الأسير محمد منصور (أرشيف)
جنين-غزة/ جمال غيث:

"لا تقلقي يا أمي فالسجن إلى زوال، صبرت الكثير ولم يتبق إلا القليل".. كانت هذه الكلمات التي استقبل بها الأسير محمد منصور (17 عامًا) والدته سناء خلال زيارته قبل أسبوعين في سجن "مجدو" الإسرائيلي في محاولة منه لطمأنتها عليه والتهدئة من روعها بعدما تبددت ملامحه.

تحاول والدة الأسير منصور زيارته كلما سنحت لها الفرصة، وهي تحبس دموعها التي تفضحها في كل مرة، لاشتياقها الشديد لابنها وظهور معالم التعب الجسدي والنفسي عليه بسبب اعتقاله وعدم وجود موعد لإطلاق سراحه.

كعادتها، حرمت إدارة السجون عائلة منصور من زيارته طوال الأشهر الستة الأولى لاعتقاله في 9 إبريل/ نيسان 2021، دون ذكر أي أسباب، وقد بدت فيها أعراض التعب والإرهاق النفسي والجسدي وآثار الاعتداء عليه.

اعتقال وحشي

وتعود الأم بذاكرتها إلى الوراء عندما اعتقلت أجهزة أمن السلطة ابنها مطلع فبراير/ شباط 2021 "احترازيا" كما تقول السلطة، مشيرةً إلى أنه بعد الإفراج عنه بأيام وعند الساعة الثانية فجر التاسع من إبريل 2021 اقتحمت قوة من جنود الاحتلال منزل العائلة وما أن شاهدوا "محمد" أمامهم حتى انهالوا عليه بالضرب بأعقاب البنادق إلى أن فقد وعيه.

وتكمل الأم بحرقة: لم يرحم الاحتلال طفولة ابني، إذ انهالوا عليه بالضرب ولم يستجب لنداءاتنا بالتوقف عن ضربه والتعرف على أسباب اعتقاله، وبعد أن أفاق رفضوا تزويده بالماء والملابس.

ونقلت عن ابنها عند زيارته، أن الاعتداء عليه لم يتوقف بل استمر خلال نقله إلى السجن وهو معصوب العينين ومقيد القدمين، عدا عن إلقائه في زنزانة لمدة 28 يومًا دون تهمة وجهت إليه.

وبحزن، تشير إلى أنها مع كل زيارة تلتقي ابنها من خلف اللوح الزجاجي وبيدها سماعة الهاتف وما أن تسمع صوته يبدأ قلبها بالخفقان وتذرف عيناها الدموع ليواسيها "محمد" بألا تقلق وأن اعتقاله سينتهي عاجلًا أم أجلًا، فهو لم يرتكب أي جريمة.

وتؤكد الأم وعلامات الحزن ظاهرة في صوتها خلال حديثها لصحيفة "فلسطين" أن ابنها يعاني أوضاعا نفسية صعبة جدا جراء تمديد اعتقاله المستمر دون أي تهمة أو محاكمة أو تحديد موعد للإفراج عنه.

وتشير إلى أن الاحتلال جدد اعتقاله الإداري أربع مرات، أولها لمدة ستة أشهر صدرت في 24 إبريل 2021، ثم مدده 3 مرات أخرى لمدة 4 أشهر لكل منها، من المقرر أن تنتهي الأخيرة في 6 يونيو/ حزيران القادم، داعية المؤسسات الحقوقية للتدخل لوقف اعتقال نجلها الإداري والعمل على إطلاق سراحه.

إلغاء الزيارة

ولم تخفِ والدة منصور صدمتها بعد تلقيها اتصالا من اللجنة الدولية للصليب الأحمر قبل يومين بنقل ابنها من سجن "مجدو" إلى "النقب" وإلغاء الزيارة التي كانت مقررة له غدًا، مشيرة إلى أنها كانت تتجهز للزيارة وتحاول انتقاء كلمات ترفع فيها معنوياته في مكالمته من خلف ألواح الزجاج.

ولفتت إلى أنها ستسجل لزيارته في 28 مارس/ آذار الجاري، وهو أقرب موعد للزيارة، وكلها أمل أن تنتهي معاناة وعذابات ابنها ويتم إطلاق سراحه وألا يتم تجديد اعتقاله الإداري.

ويواصل نحو 500 أسير مقاطعتهم لمحاكم الاحتلال لليوم الـ73 تواليا، في إطار مواجهتهم لسياسة الاعتقال الإداري.