شكل إطلاق الهيئة الوطنية لدعم وإسناد الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 1948، خطوة من شأنها توحيد نضال الشعب الفلسطيني في كل أماكنه في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وفق ما يرى محللان سياسيان.
ويتعرض فلسطينيو الداخل المحتل لهجمة إسرائيلية عقب فعالياتهم الوطنية في مايو/أيار الماضي التي تزامنت مع معركة "سيف القدس" التي خاضتها المقاومة في غزة دفاعًا عن القدس والمسجد الأقصى، والتي كانت امتداداتها على طول الأرض الفلسطينية وفي الخارج.
نضال مشترك
ورأى الكاتب والمحلل السياسي، د. نهاد الشيخ خليل، أن إطلاق هيئة وطنية لدعم فلسطينيي الداخل المحتل، من شأنه توحيد الشعب الفلسطيني في كل أماكنه، وتعزيز نضاله المشترك في مواجهة الاحتلال.
وأوضح الشيخ خليل لـ"فلسطين"، أن تشكيل الهيئة يُعيد بناء التعاون من جديد بين مكونات الشعب الفلسطيني في كل أماكنه ليخوضوا نضالات مشتركة لمساندة بعضهم بعضًا في القضايا العاجلة والملحة والعناوين الرئيسة.
وذكر أن على أرضية التعاون بين جميع مكونات الشعب الفلسطيني، يُمكن تجدير الشركات النضالية بين مختلف الأماكن، بمعنى لا يجوز أن تناضل غزة وحدها، والنقب وحده، والجليل وحده، ولكن يجب بناء نضالات مشتركة.
وبين أن الهيئة الوطنية يمكنها المساهمة في جعل غزة داعم وشريك أصيل في النضال، وهو ما يشجع مناطق أخرى كالضفة الغربية وأراضي الـ48 والشتات، لإنشاء هيئات لمؤازرة المناطق الأخرى.
ولفت الشيخ خليل إلى أن ما يتعرض له الفلسطينيون خطير وإستراتيجي خاصة في الداخل المحتل، لذلك يجب أن تظهر الروح النضالية التي لم تنعدم، ويجب تعزيزها، ويتم إشعارهم أنهم جزء من أبناء الشعب الفلسطيني.
ونبه إلى أن أهالي الداخل المحتل لم يتركوا أبناء الشعب الفلسطيني على مدار صراعه مع الاحتلال، إذ قدموا الشهداء والتضحيات، وفي محاولات كسر الحصار عن قطاع غزة، كما أنهم يلعبون دورا كبيرا في دعم المسجد الأقصى، والرباط فيه، ودعم القدس المحتلة.
بدوره، رأى الكاتب والمحلل السياسي، محمد أبو شباب، أن الإعلان عن لجنة دعم فلسطينيي الداخل نقطة قوة تسجل لغزة وفصائلها نحو قيادة المشروع الوطني.
وأوضح أبو شباب لـ"فلسطين"، أن غزة تشكل نموذجا يحتذى في توافق الفصائل وتعاونها في قضاياها الداخلية ومواجهة الاحتلال.
ولفت إلى الاحتلال حاول جاهدا تقطيع أواصر الفلسطينيين، وتشتيتهم، ففصل الضفة عن غزة، وعزل الداخل عن الشتات، ولكن الفلسطينيين يعلنون اليوم أنهم على قلب رجل واحد رغم محاولة الاحتلال عزل فلسطينيي الداخل بالذات.
وذكر أن الاحتلال ظن أنه نجح في عزل فلسطينيي الداخل، ويستطيع الاستفراد بهم، وأنه استطاع تدجينهم، إلا أن رهانه فشل، وما قضية النقب عنا ببعيد، ووقفتهم ضد العدوان الإسرائيلي على غزة في مايو الماضي.
ولفت أبو شباب أن لجنة دعم فلسطينيي الداخل تؤكد أن الفلسطينيين تجمعهم قضاياهم الوطنية، وتوحدهم مقاومة الاحتلال مهما اختلفت أماكنهم، وتظهر الدور الريادي لغزة في طليعة المشروع الوطني الفلسطيني.