يحاول أهالي الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي بكل السبل الاطمئنان على أبنائهم، خاصة في ظل تعنت الاحتلال واتخاذه جملة من الإجراءات العقابية بحق الأسرى لثنيهم عن مواصلة خطواتهم الاحتجاجية.
ويضطر الأهالي، للتنقل بين المؤسسات المعنية والمواقع الإخبارية للاطمئنان على أبنائهم وتتبع أوضاعهم وآخر التطورات المتعلقة بحراك "انتفاضة السجون".
ويواصل الأسرى خطواتهم النضالية رفضًا لجملة من الإجراءات التنكيلية الممنهجة بحقهم ورفضًا لسلب المنجزات التي حققوها على مدار سنوات الاعتقال، تتمثل في التمرد والعصيان ورفض قوانين السجن، ورفض الفحص الأمني، والاعتصام في ساحات السجن، وارتداء ملابس إدارة السجون "الشاباص" التي تعبر عن الاستعداد الجماعي للمواجهة، وإغلاق الأقسام.
ويتفقد خليل والد الأسير خالد السيلاوي، بين الفينة والأخرى هاتفه الذكي منتظرًا أي إشعارات أو رسائل تحمل خبرًا مفرحًا حول أوضاع الأسرى ومستجدات انتفاضته، وفق ما يقول لصحيفة "فلسطين".
وأضاف السيلاوي: أتابع أوضاع الأسرى وابني "خالد" عن طريق الأخبار ومواقع التواصل الاجتماعي في ظل حرمانهم من الزيارة، وفرض إجراءات عقابية على الأسرى والتي تزامنت بعد "نفق الحرية"، مشيرًا إلى أن الاحتلال حرمه زيارة ابنه، منذ خمسة أعوام بذريعة تنفيذه عملية طعن في سجن "نفحة" في فبراير 2017، احتجاجًا على عملية التفتيش المهينة التي تعرض لها الأسرى في السجن حينها.
واعتقل الاحتلال السيلاوي، وهو من سكان مدينة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، في 30 إبريل عام 2010، ويقضى حكمًا بالسجن الفعلي لمدة 18 عامًا.
كما وصف عمار الدريني، شقيق الأسير تامر، أوضاع الأسرى داخل السجون، بالصعبة جدًّا بسبب تعنت الاحتلال، وعدم استجابته لمطالب الأسرى المشروعة، ووقف الجرائم الممارسة بحقهم.
وأكد الدريني، لصحيفة "فلسطين" أن الأسرى داخل السجون يتعرضون باستمرار لقمع السجان، في ظل صمت دولي وعربي مطبق، داعيًا للوقوف إلى جانب الأسرى والضغط على الاحتلال لوقف الظلم الواقع عليهم والعمل من أجل إطلاق سراحهم.
وأشار إلى أنه لا يستطيع التواصل مع شقيقه أو التعرف إلى أخباره بسبب إجراءات الاحتلال المشددة في السجون، وحرمانه من زيارته في سجن "إيشل" منذ أربعة أعوام.
ولفت إلى أن إدارة السجون تمارس القمع والاعتداء على الأسير في محاولة منها لإفشال خطواتهم النضالية للمطالبة بحقوقهم، وترفض نقلهم إلى المستشفيات أو تقديم الرعاية الطبية اللازمة لهم.
والأسير الدريني، هو من سكان مشروع بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، ومعتقل منذ 1 أكتوبر عام 2004، ويقضى حكمًا بالسجن لمدة 20 سنة.
وأكد مجدي عبيد والد الأسير أحمد أن دوافع لجوء الأسرى إلى الخطوات الاحتجاجية داخل السجون هو ما يتعرضون له من عمليات قمع وسلب حقوقهم.
ولم يُخفِ عبيد، في حديث لصحيفة "فلسطين" خوفه على ابنه "أحمد" الأسير في سجن "إيشل" والمحرومين من زيارته أو التعرف إلى أي أخبار عنه، ولا سيما أن إدارة السجون منعت المحامين من الزيارة، كما تمنع أهالي القطاع من زيارة أبنائهم.
وأشار إلى أن إدارة السجون وضعت قيودًا مشددة على الأسرى لإفشال خطواتهم النضالية.
ويحاول عبيد، التعرف إلى أخبار نجله ورفاقه الأسرى والاطمئنان إليهم من خلال زيارة الأسرى المفرج عنهم، أو عبر المؤسسات المعنية والتي تنشط في مجال الدفاع عن الأسرى.
وأسرت قوات الاحتلال عبيد، خلال مشاركته في مسيرة سلمية قرب السياج الفاصل شرق مدينة غزة، في 28 سبتمبر/ أيلول 2017، وحكمت عليه بالسجن ستة أعوام ونصف العام.