فلسطين أون لاين

"الشعبية" برفح تحُيي يوم الشهيد الجبهاوي وتؤبن القائد محمود أبو حميد

...
صورة أرشيفية

أحيت الجبهة الشعبية لتحرير في محافظة رفح مساء اليوم السبت يوم الشهيد الجبهاوي بمهرجان حاشد تخلله تنظيم حفل تأبين لرفيقها القائد الراحل محمود أبو حميد.

وشارك في المهرجان حشد كبير من المواطنين وممثلي العمل الوطني والإسلامي والشخصيات الوطنية والمجتمعية والأعيان والمخاتير، تقدمهم قيادات وكوادر وأعضاء الجبهة وأهالي الشهداء.

وتخلل المهرجان عرض فيلم وثائقي يستعرض التجربة النضالية للشهيد القائد أبو حميد.

وَتزَينت القاعة بأعلام فلسطين ورايات الجبهة، وصور الشهيد القائد جيفارا غزة ورفيقيه العمصي والحايك، وصور الأسير القائد أحمد سعدات ورموز الجبهة الشهداء، إضافةً إلى صورة الشهيد القائد أبو حميد.

وألقى عضو اللجنة المركزية العامة في الجبهة الشعبية محمد مكاوي كلمة قال فيها "نلتقي اليوم في هذا المكان إكرامًا للشهداء، ومن سار على درب الشهداء والبطولة التي تَجسّدت على مدار عشرات الأعوام، ولنحيي ذكرى الشهيد الجبهاوي يوم أن سلم الرفيق القائد محمد الأسود المعروف بجيفارا غزة ورفاقه الأبطال الحايك والعمصي الراية لجيل مقاتل جديد في معركة بطولية استمرت لساعات، استخدم فيها العدو كل آلته العسكرية في عام 1973".

وأضاف "نلتقي اليوم لتأبين القائد الشهيد والمعلم محمود أبو حميد، الذي استمر على نهج الشهداء الأبطال وعلى فكر المقاومة، لنحيي ذكراه بما يليق بمسيرة حياته الحافلة بكل معاني النضال والصمود والتضحية، التي بمجملها جَسدّت المعنى الحقيقي للارتباط الوثيق بين الفكر والممارسة، ولاستلهام الدروس والعبر من حياة هذا القائد الذي شَكلّ لرفاقه ومحيطه النضالي والاجتماعي والوطني".

واستحضر مكاوي في كلمته تجربة الفدائيين الأوائل الذين حَولّوا الرمال إلى نارٍ ولهيبٍ تحرق المحتل، مستذكرًا أيضًا حياة وتجربة أبو حميد، وترعرعه في مخيم رفح، وأنه كان من أسرة مناضلة، عانت من مرارة الهجرة واللجوء في مخيمات البؤس.

وأردف مكاوي "الشهيد القائد أبو حميد أدرك باكرًا أن لا خيار لشعبنا إلا القتال والمقاومة، فما أُخذ بالقوة لا يُسترد إلا بالقوة".

وأكد مكاوي أن الشهيد محمود تميز بالشجاعة والإقدام والسرية، وتعرض للاعتقال من قبل الاحتلال في بداية عام 1991 إثر نشاطه المقاوم في صفوف الجبهة، وبعد الإفراج عنه استأنف نشاطه الوطني والحزبي، وانخرط مجددًا في منظمات الحزب ليتولى مسؤولية المنطقة الشرقية، وذلك مع بداية مشروع التسوية السياسية والتجسيد العملي لمشروع أوسلو، والذي اعتبرته الجبهة خرقًا استراتيجيًا للمشروع الوطني.

وقال مكاوي: "آثر الرفيق محمود الالتزام بقرار عدم الانخراط في الأجهزة الأمنية للسلطة، وذلك مع بداية حياته الزوجية والتزاماتها، وقد عمل في عدة مهن وحرف لإعالة عائلته انسجاماً مع المبادئ والمواقف التي آمن بها رغم قساوة الظروف، وبعد اندلاع الانتفاضة الثانية عام 2000 انضم إلى صفوف كتائب الشهيد أبو علي مصطفى، متصديًا مع رفاقه المقاتلين للاحتلال واجتياحاته انطلاقًا من الحدود بين مصر وفلسطين وفي المناطق الشرقية، ونشاطه على المستوى الوطني، وتمتعه بحضور كبير".

من جهته، ألقى جمعة الغول منسق العلاقات الوطنية في حركة حماس كلمة القوى الوطنية والإسلامية قال فيها "نجتمع اليوم لنكرم رجلًا مناضلًا حسن السيرة وطيب المعشر وصادق الانتماء، أفنى حياته في خدمة القضية والأهداف التي تربى عليها"، لافتًا إلى أن الرفيق الراحل كان أحد المناضلين الأوائل في صفوف الجبهة الشعبية الذي واصل نضاله رغم الاعتقال والملاحقة والمطاردة، حتى رحل".

وأشاد الغول بمناقب الرفيق الراحل، الذي أمضى حياته مقارعًا الاحتلال، معتبرًا مناسبة يوم الشهيد الجبهاوي محطة تاريخية لمسيرة الدم الذي يسيل على ثرى هذه الأرض المباركة.

من جانبه، ألقى يحيى أبو حميد كلمة عائلة الرفيق الشهيد أبو حميد، قال فيها "أخي محمود، في ذاك اليوم غفوت على أمل لقاك والاطمئنان عليك، فاستيقظت على فاجعة رحيلك الموجع".

وأضاف: "سيبقى يوم رحيلك هو اليوم الأصعب في حياتنا، فقد فقدنا فيه نصف روحنا، فقدنا جزءًا من قلوبنا، فقدنا شخصًا من المستحيل نسيانه، أو نسيان شخصيته، وعقليته ونضالاته ومعاناته، وصبره".

وأكد أن شقيقه الراحل كان حقًا مثالًا للرجل الثوري المقدام، الذي يتحمل المسؤولية، لافتًا أنه منذ نعومة أظافره، وهو لا يخشى في كلمة الحق لومة لائم، فالكلمة الصادقة والفكرة النيرة كانت دومًا هدفه وأسلوبه في الحياة.

وفي ختام المهرجان، كرمت لجنة ضمت الرفيق جميل مزهر عضو المكتب السياسي والرفاق أعضاء قيادة الفرع وأعضاء من اللجنة المركزية في محافظة رفح أسرة الشهيد المناضل محمود أبو حميد.

المصدر / فلسطين أون لاين