- البطش: الهيئة امتداد لمسيرات العودة ومعركة سيف القدس
- أبو رمضان: تشكيلها يعكس الإجماع على عدالة قضيتنا والنضال لأجلها
أعلن في غزة، اليوم، عن تأسيس الهيئة الوطنية لدعم وإسناد فلسطيني الداخل المحتل منذ نكبة 1948، وذلك تزامنًا مع تصاعد انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي المحتلة.
وجرى الإعلان عن تأسيس الهيئة خلال مؤتمر صحفي أعقب اجتماع عقدته لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية في حديقة العودة بمنطقة ملكة، شرق مدينة غزة، بحضور قادة فصائل ووجهاء ومخاتير، ورؤساء منظمات أهلية وممثلات عن اتحادات نسائية.
وأكد المشاركون في الاجتماع والمؤتمر، أنّ أهالي الداخل المحتل ليسوا وحدهم في مواجهة الاحتلال وانتهاكاته وسياساته الهادفة إلى تهويد كل ما هو فلسطيني.
امتداد وطني
وقال عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي خالد البطش: "إنّنا من هذه المنطقة التي نقف فيها وقد شهدت انطلاق فعاليات مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار، نعلن عن تشكيل الهيئة الوطنية لدعم وإسناد أهالي الداخل المحتل تأكيدًا منّا على وحدتنا الفلسطينية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي".
وعدَّ البطش خلال المؤتمر الصحفي مُمثلًا عن القوى الوطنية والإسلامية، أنّ تشكيل هذه الهيئة يأتي امتدادًا لفعاليات مسيرات العودة وكسر الحصار التي انطلقت من شرق غزة وأرسلت رسائل إحياء للأمة والشعب الفلسطيني ومن ثم معركة سيف القدس التي جسّدت الوحدة الوطنية للساحات الفلسطينية؛ غزة والضفة والداخل المحتل والشّتات كذلك.
وخاطب البطش أهالي الداخل المحتل وخاصة في النقب، جنوبي فلسطين التاريخية: إن "كل محاولات الاحتلال التي ترمي إلى تهويد وضم وسلب الأرض لن تمر، فأنتم لستم وحدكم ونحن وأرواحنا وأجسادنا والمقاومة معكم، وإن كان سلاحنا هنا فإن كرامتنا هناك، ولن نسمح لأحد بالنيل من كرامتنا أو طمس هويتنا".
وأكد أنّ "وحدة شعبنا في الداخل والخارج أساس وركيزة اليوم لحماية مشروعنا وثوابتنا في مواجهة مؤامرات التصفية والتطبيع ومحاولات اعتبار (إسرائيل) قطرًا شقيقًا في المنطقة العربية".
وأبدى عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد، مخاوفه من أن تصبح (إسرائيل) في المستقبل "عضوًا" في جامعة الدول العربية، مُضيفًا: "من غير المُستبعد أن تكون عضوًا في منظمة التعاون الإسلامي بعد أن فتح بعض العرب دولهم لها كي يُشرّعوا وجودها على أرضنا".
عدالة القضية
بدوره، أكد رئيس الهيئة الوطنية لدعم وإسناد فلسطينيّي الـ 48 د. محسن أبو رمضان، أنّ تشكيل الهيئة الوطنية في هذا الوقت المهم يعكس حالة الإجماع الوطني بين المُكوّنات السياسية والمجتمعية في غزة حول الانتصار لعدالة القضية ولمشروع نضال جماهير شعبنا في الداخل الفلسطيني المحتل.
وشدَّد أبو رمضان في كلمة خلال المؤتمر، على أنّ تشكيل هيئة دعم أهالي الداخل يعكس المساهمة الفاعلة التاريخية لقطاع غزة المُعزّزة بالكفاح والتضحيات للدفاع عن الهوية الوطنية ومواجهة سياسة التفتيت والتجزئة الممارسة من قِبل الاحتلال الإسرائيلي.
وأكد أنّ اجتماع، اليوم، يؤكد رفض الجميع لإجراءات الاحتلال وانتهاكاته ومحاولات تجزئة أرضنا وشعبنا جغرافيًّا وسكانيًّا، ويؤكد على وحدة الأرض والشعب والقضية.
وأكمل: أنّ جماهير شعبنا في الداخل المحتل أثبتت عمق انتمائها الوطني من خلال سلسلة نشاطات وفعاليات تاريخية أبرزها ذكرى يوم الأرض في 30 مارس/ آذار 1976، والذي استشهد خلالها 6 فلسطينيين خلال دفاعهم عن الأرض خلال مواجهة سياسات الاحتلال ومصادرة الأراضي.
وبيَّن أنّ باكورة نشاط الهيئة الوطنية يتجسّد بإطلاق سلسلة فعاليات شعبية واسعة بمناسبة ذكرى يوم الأرض، واعتبارها عنوانًا للصراع، مُوجّهًا تحيته لجماهير الداخل لتصدّيها لِما يُسمّى "قانون القومية" العنصري، وإجراءات التطهير العرقي، وقانون المواطنة، وإجراءات التمييز العنصري، وعمليات التهجير القسري، والذي أبرزته العديد من التقارير الحقوقية والدولية وآخرها تقرير منظمة العفو الدولية "أمنستي".
واتهم أبو رمضان الاحتلال الإسرائيلي بـ "التلكُّؤ لحقوق شعبنا في الحرية والاستقلال والعودة، وهو يضرب بعرض الحائط القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية المنصفة لشعبنا ولا يطرح سوى مشروع السلام الاقتصادي المرفوض فلسطينيًّا".
"وبناءً على ذلك أصبح مطلوبًا العودة للرواية والحقوق التاريخية الفلسطينية لشعبنا الذي هُجّر قسرًا أرضه خلال نكبة الـ 48، في واحدة من أبشع جرائم التطهير العرقي في القرن الـ 20، ولن يتحقّق هذا إلا بإعادة بناء الإطار الجامع للمُكوّنات السياسيّة والجغرافيّة لشعبنا المُتمثّل بمنظمة التحرير، لتُشكّل الجبهة الوطنية التي تضمّ مكونات الكلّ الوطني الفلسطيني دون استثناء أو إقصاء أو هيمنة، وعلى قاعدة الشراكة الوطنية" والقول لأبي رمضان.