أعلنت شركة ميتا المالكة لمنصات الفيسبوك والانستغرام عن السماح بتداول مقاطع تدعو للعنف ضد القوات الروسية في أوكرانيا، وذلك عبر الفضاء الأزرق، وهو قرار يخالف المعايير التي وضعتها إدارة منصات التواصل الاجتماعي في الأحداث المشابهة على مستوى العالم، ودائمًا كانت تتخذ إجراءات حاسمة وصارمة حسب ادعائها ضد كل من يخالف تلك المعايير. لكننا نشهد اليوم مثالًا جديدًا لازدواجية المعايير الغربية، التي اتخذها الغرب في التعاطي مع الأزمة والغزو الروسي لأوكرانيا، لقد مارست تلك المنصات كل أشكال القمع والإرهاب ضد المؤثرين والنشطاء والمؤسسات الإعلامية الفلسطينية خلال السنوات الأخيرة بشكل تعسفي تحت دعوى مخالفة المعايير الخاصة بالنشر خاصة عبر منصة الفيسبوك والانستغرام، وأغلقت الصفحات والحسابات الفلسطينية منذ عام 2005 وما زالت.
كانت تلك الإدارات تبرر انتهاكاتها، بأنها تتضمن مشاهد أو دعوات لممارسة ما يسمى بالإرهاب والعنف ضد الاحتلال الإسرائيلي، وتجاهلت سياسات ودعوات القتل والإرهاب التي كانت تصدر عن الجماعات الصهيونية واليهودية والإسرائيلية لقتل العرب والفلسطينيين. يومًا بعد يوم تنكشف للجميع أكذوبة الغرب حول الحريات والديمقراطية خاصة تجاه الغير، ولعل الأزمة الحالية كشفت بما لا يدع مجالًا للشك أن المنظومة الغربية هي منظومة تفتقد للقيم، فهي تدعم الإرهاب الإسرائيلي ضد الفلسطينيين وبنفس الوقت تظهر تعاطفًا مع نفس المعايير في دول أخرى، وكذلك فإنها تصف المقاومة الفلسطينية والدعوات الشبابية لمواجهة الاحتلال بالعنف والإرهاب، بينما تعتبره يستحق الدعم والتأييد في أوكرانيا، وهذا خير مثال على ازدواجية المعايير التي تتبعها إدارات منصات التواصل الاجتماعي.
آن الأوان أن تتكاثف الجهود العربية والروسية وشرق آسيا وغيرها بإطلاق منصات بديلة تحمل وجهات النظر وتسمح بها، وتقطع الطريق على إدارة منصة الفيسبوك والانستغرام وغيرها من التفرد في هذه الإجراءات، وعلى صعيد الفلسطيني، فنحن بحاجة أن نتجاوز محاربة المحتوى عبر منصات بديلة قادرة على أن يُطرح فيها الموقف الفلسطيني.