فلسطين أون لاين

تقرير غزة.. إقبال على بيع الذهب مع ارتفاع أسعاره بفعل حرب روسيا على أوكرانيا

...
سوق الذهب بمدينة غزة
غزة/ ربيع أبو نقيرة:

يَعتبر تجار الذهب والصاغة في قطاع غزة شهر مارس/ آذار، الأكثر إقبالا من المواطنين على شراء الذهب ويطلقون عليه "شهر العرائس"، لكن تأثير حرب روسيا على أوكرانيا في أسعار الذهب عالميا ومحليا أحدث اضطرابا على سوقه.

ويتراوح سعر الجرام الواحد من الذهب في أسواق قطاع غزة اليوم بين 39 إلى 40 دينارًا أردنيًا، في حين كان متوسط سعره قبل الأزمة الروسية الأوكرانية 34 دينارًا أردنيًا.

صحيفة "فلسطين" التقت مع عدد من المواطنين في محالّ تجارة الذهب، الذين كشفوا عن أسباب بيعهم وشرائهم كميات متفاوتة من الذهب، لكنهم طلبوا عدم الإفصاح عن أسمائهم.

"أبو جميل" كنية رجل ممن التقتهم صحيفة "فلسطين"، أوضح أنه قبل ستة أشهر اشترى قطعة من الذهب بقيمة 5000 دينار أردني، وارتفعت قيمتها مع ارتفاع أسعار الذهب إلى 5600 دينار، اليوم.

ولفت إلى أنه استغل الارتفاع الحاصل وتوجه للبيع، لتحقيق الربح والاستفادة من فرق الأسعار، قائلا: "من المتوقع أن تعود أسعار الذهب كما كانت قبل الأزمة، وهذا ما أُعَوِّل عليه لشراء المعدن النفيس مرة أخرى".

أما محمود حسني (اسم مستعار) أوضح أنه جمع في دافعيته لبيع 250 جراما من الذهب، استثمار صعود سعره، والحاجة لمبلغ مالي من أجل إكمال بناء منزله.

وقال: "هذه فرصة يجب استثمارها، خاصة أننا لم نشهد وصول جرام الذهب إلى 40 دينارا منذ سنوات طويلة".

وتنوعت دوافع المواطنين من وراء بيع كميات من الذهب، ما بين تحقيق الربح، والحاجة للمال، وفتح مشاريع استثمارية.

بدوره، أوضح محمد حسن عدوان الذي يعمل في تجارة الذهب منذ ثلاثين عاما، أن أسعار الذهب في ارتفاع نتيجة الغزو الروسي لأوكرانيا، وعزا سبب الارتفاع لكون الذهب ملاذا آمنا للدول والمؤسسات والأفراد يلجؤون إليه في الأزمات.

وأشار إلى أن هذا الوقت من العام يشهد إقبالا من العرسان لشراء الذهب، لكنهم مع ارتفاع سعره يؤجلون عملية الشراء، ويأملون انتهاء الأزمة ليعود سعر الذهب إلى سابق عهده.

أما بخصوص اتجاه المواطنين لبيع كميات من الذهب في هذا الوقت، فأوضح عدوان أن ذلك بدا واضحا في سوق الذهب، قائلا: "من اقتنى المعدن النفيس قبل عام عندما كان سعر الجرام منه 30 دينارا، يجد في بيعه اليوم ربحا وفيرا في ظل الوضع الاقتصادي الصعب".

وأضاف: "أنصح من لديه سيولة نقدية لا يحتاجها في الوقت القريب أن يستثمر في المعدن النفيس، أما من يريد شراء الذهب لبيعه بعد عدة أشهر فالأفضل له ألا يفعل لأن أسعاره تشهد اضطرابا"، مشيرا أن أسعار الذهب ترتفع تدريجيا مع مرور الوقت وعلى فترات متباعدة.

صعود مفاجئ

من ناحيته، أوضح نائب رئيس نقابة العاملين في صناعة وتجارة الذهب والفضة والمجوهرات بقطاع غزة وائل محمد أبو جزر، أن الارتفاع في السعر يعد كبيرا خلال الفترة القصيرة الماضية، لا سيما أن الذهب يشهد صعودا، وهذا متوقع، لكن صعوده عادة يكون تدريجيا.

وأشار في حديثه لصحيفة فلسطين إلى أن مجريات حرب روسيا على أوكرانيا تتحكم في أسعار الذهب، قائلا: "إن طال أمد الأزمة سنشهد صعودا في سعره، واليوم وصل سعر الأونصة إلى 2000 دولار، ومن المتوقع ارتفاها إلى 2300 دولار، أما انتهاء الأزمة سيؤدي إلى نزوله ولكن ليس كما كان، بل أعلى بقليل".

وتابع أبو جزر: "كنا نتوقع ارتفاعا لسعر أكبر مما هو حاصل الآن، لكن الأسواق العالمية شهدت تنافسا على المواد الأساسية مثل الغذاء والبترول، أكثر من المنافسة على المعدن النفيس، ولذلك صعود الذهب توقف عند هذا الحد".

ولفت إلى أن سوق الذهب يشهد إقبالا من المواطنين على اقتناء الذهب، خوفا من انهيار العملات الورقية، وبذلك يضعون أنفسهم في الأمان، مشيرا أن العملات قوتها من قوة اقتصاد الدول، أما الذهب فقوته في خامه.

لكنه أوضح أن "حركة البيع لدى المواطنين ازدادت بشكل أكبر مع صعود سعره، والحديث هنا عن كميات تخزينية من الذهب وليس ذهب الزينة، ويرون في ذلك أنهم جنوا أرباحا واستفادوا من فروقات الأسعار".

ونصح أبو جزر المواطنين ممن لديهم فائض في العملات الورقية الاستثمار في الذهب لكونه ملاذا آمنا لا يمكن انهياره.

ولفت إلى أن السوق المفتوح أمام تجار الذهب في قطاع غزة هو بيعه في الضفة الغربية عبر وزارة الاقتصاد، بعد صبه سبائك.