لم تدم طويلاً فرحة المقدسي أحمد صيام وأسرته بمنزلهم الذي انتهوا من تشييده وسكنوه قبل نحو شهرين في حي الأشقرية ببيت حنينا في مدينة القدس المحتلة، حتى أجبرتهم سلطات الاحتلال الإسرائيلي على هدمه بزعم البناء غير المرخص.
حاول جاهداً الأربعيني صيام وقف قرار الهدم أو تأجيله للحفاظ على ذكريات أسرته، لكن دون جدوى، لكون القرار صادرا عن وزارة داخلية الاحتلال وليس عن بلديتها في القدس.
وطيلة السنوات الماضية ومن حين لآخر يصدر الاحتلال قرارات بهدم منازل المقدسيين بأمر قسري لترحيلهم عن المدينة، لكنهم يحاولون بكل السبل إفشال تلك القرارات الاحتلالية ودفع الغرامات المالية أو الهدم ومن ثم البناء من جديد.
وعم الإضراب الشامل، أمس، بلدة جبل المكبر جنوب شرق القدس احتجاجًا على سياسة الاحتلال العنصرية في هدم المنازل وتهجير سكانها قسرًا.
وصعد الاحتلال جرائم هدم المنازل، إذ طالت 60 منشأة سكنية وتجارية وزراعية في القدس وضواحيها خلال العام الجاري، وشملت 317 منشأة خلال عام 2021، بزعم "البناء غير المرخص" وفق إحصائيات محلية.
وانقلبت حياة صيام رأسًا على عقب بعد صدور قرار الهدم الإداري بحقه في 22 فبراير/ شباط الماضي، لهدمه ذاتيا، لتجنب دفع غرامات مالية باهظة وأجرة هدمها بواسطة آليات الاحتلال.
وقال: ليست المرة الأولى التي أتعرض فيها لهدم منزلي بشكل قسري، فسبقها عام 2016 هدم منزلي في المكان ذاته، إلا أنني رفضت الهدم وبعد أيام حضرت جرافات الاحتلال وهدمته وأجبرني على دفع غرامة مالية وصلت إلى 50 ألف شيقل تكلفة الهدم "ما زلت حتى اللحظة أسددها".
وبعد هدم منزله في المرة الأولى، لجأ صيام إلى السكن في منازل بالإيجار أسوة بكثير من المقدسيين بسبب إجراءات الاحتلال للنيل منهم، حتى اضطر إلى تشييد منزل بالقرب من منزله القديم المدمر، لكن ما أن انتهى من البناء وسكنه وأسرته صدر بحقه قرار بالهدم الإداري.
وتبلغ مساحة منزل صيام الذي هدم أول من أمس 60 مترًا مربعًا، يعيش فيه مع زوجته وأطفاله الثلاثة.
وبغضب أضاف صيام أن الاحتلال يحاول طوال السنوات الماضية ترحيلنا من أرضنا وتضييق الخناق علينا ومنعنا من الحصول على رخص البناء، في المقابل تمنح تلك الرخص للمستوطنين بكل أريحية.
وتابع، أن زوجته وأطفاله رفضوا مغادرة المكان وقضوا ليلتهم الأولى يراقبون جريمة الهدم، وعيونهم تدمع وهم يرون المنزل يدمر وقد ذهب شقاؤنا وذكرياتنا تحت الأنقاض.
وأشار إلى أن أكثر من 150 ألف شيقل بلغت كلفة بناء منزله وتصميمه "وقد هدمته بيدي لتجنب هدمه من آليات الاحتلال وتغريمي مبالغ مالية باهظة أجرة للهدم، لكننا بفضل الله سنبقى صامدين صابرين".
وفرّق الاحتلال بقراره العنصري عائلة صيام، إذ لجأ الوالد إلى بيت أهله برفقة نجله الصغير محمد (10 أعوام)، في حين لجأت زوجته إلى بيت أهلها برفقة ابنهما فارس (15 عامًا) وابنتهما حبيبة (12 عامًا)، إلى حين تدبر أوضاعهم وإيجاد منزل يقيمون فيه.