فلسطين أون لاين

ماذا بعد انتصار الخليل في يونسكو.. هل غزة في الطرق؟

انتهى الكلام وانتهت معه الأحلام وأصبح الأمر واضحًا وضوح الشمس في نهار شهر تموز بالقرار الذي اتخذته لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة يونسكو بإدراج مدينة الخليل والحرم الإبراهيمي على قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر واعتبارها "منطقة لها قيمتها العالمية الاستثنائية" يشكل بلا شك إنجازًا فلسطينيًا مهمًا للدبلوماسية الفلسطينية بعد القرار المهم الذي اتخذته يونسكو أيضًا بشأن القدس رغم الضغوط التي مارستها (إسرائيل) وحليفتها الكبرى، الولايات المتحدة الأمريكية، لإحباط هذه القرارات، والذي وصفته مندوبتها في الأمم المتحدة، شيكي هالي، بأمر مأساوي، وأنه إهانة للتاريخ، وتهديد لعملية السلام، وإضعاف لمصداقية وكالة الأمم المتحدة.


عن أي تاريخ وأي سلام تحدثت السيدة هيلي؟ فالاحتلال منهمك في تهويد الأماكن الدينية، وغير الدينية، لفرض الأمر الواقع على أي تسوية محتملة، أو من دونها وفرض يهودية الدولة على الجميع بغطرسة وتستر أمريكي, ومن منا عاد يصدق حل الدولتين ووهم صفقة التاريخ؟!


مما لا شك فيه أيضا أن هذه القرارات الصادرة عن يونسكو لصالح فلسطين وشعبها وضد الاحتلال الإسرائيلي غير المشروع تعكس حجم التعاطف والتضامن العالمي مع قضية شعبنا سواء من قبل الأشقاء أو من قبل الشعوب والدول التي تؤمن بالحرية والعدالة وبحق شعبنا في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني المحتل منذ عام ١٩٦٧م، فقد أصبحت البلدة القديمة في الخليل رابع ممتلك ثقافي فلسطيني على لائحة التراث العالمي بعد القدس (البلدة العتيقة وأسوارها) وبيت لحم (مكان ولادة السيد المسيح: كنيسة المهد ومسار الحجاج) وبتير (فلسطين أرض العنب والزيتون: المشهد الثقافي لجنوب القدس).


فهل فهمت السيدة هيلي رسالة الأمم المتحدة بأن إرادة المجتمع الدولي والضمير العالمي تبقى هي إرادة الحق والعدل والحرية، وهي أقوى من منطق الاحتلال والضغوط والتهديدات بحجب الميزانيات عن المنظمات الدولية الملتزمة بمواثيق الأمم المتحدة والقانون الدولي ومبادئ العدل والحرية، بإعادة النظر في مواقفها والمسارعة إلى التعاون مع المجتمع الدولي لإنهاء هذا الاحتلال الإسرائيلي وإنهاء حصار مليونَي إنسان في قطاع غزة، ورفع الظلم التاريخي الواقع على الشعب الفلسطيني بتمكينه من ممارسة حقوقه المشروعة على ترابه الوطني، وفي مقدمتها حق تقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة ذات السيادة.


الشعب الفلسطيني بأسره يثمن ويقدر المواقف الشجاعة التي عبر عنها ممثلو الدول التي صوتت لصالح فلسطين ومن منطلق مبادئ العدل والحرية، ولكن معركة فلسطين لم تنتهِ بعد لا في يونسكو، ولا في كل المحافل الدولية، لاسترداد شعبنا أرضه وحقوقه، فبعد انتصار الخليل، على الأمم المتحدة وكل المنظمات الدولية اتخاذ قرار ملزم ضد استمرار حصار قطاع غزة ورفع القيود المفروضة على سكانه.