فلسطين أون لاين

تقرير استيطانُ شارع الشهداء في الخليل.. محاولاتُ إسرائيليةٌ مستمرةٌ لطرد الأهالي

...
صورة أرشيفية
الخليل-غزة/ محمد أبو شحمة:

لا يكاد يمرُّ يوم في الضفة الغربية المحتلة إلا وتستغلّه سلطات الاحتلال الإسرائيلي في توسيع الاستيطان والتهام المزيد من أراضي المواطنين، في ظلّ عجزٍ كاملٍ من قيادةِ السلطة في التعامل مع الاستيلاء على الأرض، بل تواصل التنسيق الأمني مع السارق.

وجاء التوسُّع الاستيطاني الجديد للاحتلال هذه المرة في عمق مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، من خلال توسعة الحاجز العسكري المُقام على مدخل شارع الشهداء وسط المدينة، عبر نقل المُكعّبات الإسمنتية مسافة 50 مترًا باتجاه منطقة باب الزاوية وسط الخليل.

وتهدف خطوة سلطات الاحتلال هذه إلى الاستيلاء على المنطقة بشكلٍ كامل، ومُفاقمةِ معاناة المواطنين وتعميق مُعاناتهم وتضييقِ الخناقِ عليهم في تلك المنطقة الحيوية التي تُمثّل مركزًا تجاريًّا يقصدُه الآلاف منهم من داخل المحافظة وخارجها.

الناشط في مقاومة الاستيطان بشّار القريوتي أوضح أنّ سلطات الاحتلال تحرص على استمرار التوسّع الاستيطاني في الخليل بشكلٍ خاص، لكونِ المنطقة مُسيطرٌ عليها ويهدف إلى ضمّ أكبر مساحة منها إلى مشاريعه الاستيطانية.

وبيّن القريوتي في حديثه لصحيفة "فلسطين" أنّ سلطات الاحتلال تحاول الاستيلاء على كلّ مُمتلكاتِ المواطنين تحديدًا في منطقة شارع الشهداء، حيث تمّ إغلاق مئات المحلات التجارية في تلك المنطقة بذرائع أمنية، مُضيفًا أنّ المستوطنين يعربدون في المنطقة للاستيلاء على منازل المواطنين الذين تمّ تهجير العديد منهم قسرًا وسرقة منازلهم.

ووصف الوضع في شارع الشهداء بـ"المُتأزّم" خاصة مع مسارعة سلطات الاحتلال إنشاء مستوطنةٍ داخل المدينة وبين بيوت المواطنين والأحياء، مُطالبًا بضغطٍ كبيرٍ لوقفِ مُخطّطات الاستيطان، كونه يُهدّد بتشريدِ مئاتِ العائلات الفلسطينية من المدينة.

وأشار إلى أنّ سلطات الاحتلال تمنع أيّ مواطنٍ في منطقة شارع الشهداء من البناء أو ترميم منزله، وذلك بهدفِ الاستيلاء على تلك المنازل والمحلات التجارية بمزاعم أنّ تلك المناطق مُصنّفة (ج) حسب اتفاق "أوسلو" المشؤوم بين منظمة التحرير والاحتلال، ولا يحقّ للفلسطينيين البناء فيها.

وأكد مدير وحدة مراقبة الاستيطان في معهد الأبحاث التطبيقية "أريج" سهيل خليلية أنّ سلطات الاحتلال تهدف من خلال توسيع حاجز شارع الشهداء في الخليل إلى تثبيت وجودها في المنطقة المُحيطة بالمسجد الإبراهيمي من خلال الحواجز وتكثيفِ وجودِ البؤرٍ الاستيطانية في قلب المنطقة (إتش 2).

ويقول خليلية في حديثه لـ"فلسطين" إنّ الاحتلال يعمل على ربط المستوطنات ببعضها من خلال الاستيلاء على المزيد من الأراضي الفلسطينية، مُشيرًا إلى أنه أنشأ بلديةً مستقلةً كمجلسٍ للمستوطناتِ في منطقة (إتش 2)، وقدّم لها صلاحيات واسعةً كالتخطيطِ والبناء، والتحرُّك بشكلٍ مُستقلٍّ دون أخذ الموافقات، وهي مؤشّرات أنه يريد سلخ المنطقة بشكلٍ كاملٍ عن مدينة الخليل.

وأفاد بأنّ منطقة (إتش 2) تبلغ مساحتها 8 آلاف دونم، يعمل الاحتلال على جعلِها منطقةً مُستقلةً بذاتها ومفصولةً بشكلٍ واضحٍ عن سياقها الجغرافي الفلسطيني، مُشيرًا إلى أنّ الاحتلال والمستوطنين في منطقة شارع الشهداء يهاجمون بشكلٍ مُستمرٍّ القطاع التجاري هناك، وهو ما تسبّب بإغلاقِ العديدِ من المحلات.

وبيّن أنّ المستوطنين يمارسون عُنفًا مُمنهجًا ضدّ المواطنين في تلك المنطقة، خاصّةً بعد طردِ الاحتلال منظمة المراقبة الدولية.

ويغلقُ الاحتلال شارع الشهداء منذ ما يزيد عن 28 عامًا بعد مذبحةِ المسجدِ الإبراهيميّ عام 1994، ويُمثّل هذا الشارع شريانَ الحياةِ لمدينة الخليل، إذ يبلغ طوله 1.5 كم، ويربطُ أحياءَ وسط المدينة مع جنوبها وشمالها.

ويمنعُ الاحتلالَ المواطنين من استخدامه، ويُجبرهم منذ ذلك الوقت على سلوكِ طرقٍ بديلةٍ طويلةٍ تزيد عن 8 كم للتنقُّل.