قائمة الموقع

أهالي جبل المكبر يخوضون معركة شرسة ضد "الهدم القسري"

2022-03-07T08:41:00+02:00
مظاهرة احتجاجية لأهالي جبل المكبر (أرشيف)

يعرف إبراهيم بشير، أن استجابته لقرار بلدية الاحتلال بهدم منزله في قرية جبل المكبر، جنوبي شرق القدس، سيتيح لـلكيان العنصري هدم المزيد من منازل المواطنين المقدسيين، ولذلك قرر عدم تنفيذ أمر الهدم الذي تسلمه، مؤخرًا، وأعطته بلدية الاحتلال مهلة حتى الخميس الماضي، 3 مارس/ آذار 2022.

يخوض المواطن المقدسي مع عائلات متضررة من عمليات الهدم الذاتي القسري في جبل المكبر معركة شرسة في مواجهة قرارات بلدية الاحتلال، ومحاولاتها المتكررة لإلزام الأهالي هناك بتنفيذ عمليات الهدم.

وقال: إننا لم نترك وسيلة قانونية إلا ولجأنا لها لترخيص بناء المنشآت والوحدات السكنية، لكننا دائمًا نصطدم بقرارات سلطات الاحتلال المخالفة تمامًا لجميع الإجراءات التي نسير بها.

والمقدسي بشير، هو أحد القائمين على حملة انطلقت منذ ما يزيد عن الشهر في جبل المكبر تهدف إلى الحد من إجبار الأهالي هناك على هدم منازلهم ذاتيًا.

وأوضح بشير لصحيفة "فلسطين" أن الحملة تشمل تنظيم سلسلة فعاليات ميدانية، واعتصامات يشارك فيها أهالي جبل المكبر، ومواطنون آخرون من أحياء وقرى مقدسية، ومتضامنون من الداخل المحتل سنة 1948.

وبحسب قوله، فهي تهدف إلى منع الهدم الذاتي، ومحاربة عمليات الهدم بتكثيف التواجد في المنازل المهددة ومواجهة قرارات الهدم بشكل جماعي.

وأكمل أن قوات الاحتلال هدمت منزل ابني في جبل المكبر، مؤخرًا، وبعد أيام جاءت لتبلغني بقرار هدم منزلي ذاتيًا.

لكن بشير يرفض قطعًا تنفيذ قرار سلطات الاحتلال مهما كلفه الأمر، مضيفًا: لن أهدم بيتي بيدي، فهذه السياسة يجب أن تتوقف، وإن جاؤوا وهدموه سأبني بيوتًا بدلاً منه.

ويبدو بشير مصرًا على قراراه هذا، فهو لا يريد أن يجعل من عمليات الهدم الذاتي أمرًا هينًا لعائلته وجيرانه المهددة بيوتهم كذلك بالهدم.

ويتخذ الكيان العنصري وأذرعه الأمنية والعسكرية والقضائية بالتعاون مع الجمعيات الاستيطانية من عمليات الهدم أسلوبًا لتهويد القدس وتشريد سكانها المقدسيين، لكن الأهالي هناك يدركون سياسات الاحتلال جيدًا ويتصدون لانتهاكاته.

وحسبما يفيد أمجد جعابيص، والذي هدم الاحتلال منزله في جبل المكبر، فإن سكان القرية المقدسية يبلغ 40 ألف نسمة، ويخطر الاحتلال بهدم قرابة 260 منشأة ومسكنًا، هدم منها فعليًا قرابة الـ 40 منشأة.

وبيَّن جعابيص لـ "فلسطين"، أن إجراءات الاحتلال هذه تأتي ضمن خطط استيطانية محكمة جدًا، ينفذها الاحتلال منذ سنوات للنيل من أهالي جبل المكبر وأحياء وقرى القدس جميعها.

ونبَّه إلى أهمية الحملة التي أطلقها الأهالي في جبل المكبر، وضرورة المشاركة فيها من جميع المقدسيين والمتضامنين من خارج القدس المحتلة، لمواجهة تصاعد انتهاكات الاحتلال والتصدي لها لمشاريعه وخططه الاستعمارية على حساب المواطن الفلسطيني لصالح قطاع المستوطنين.

وتحظى قرية جبل المكبر بأهمية كبيرة، لاحتوائها على كنوز أثرية كنعانية وبيزنطية وآثار عثمانية، وتحظى بأهمية تاريخية إسلامية، إذ تسمى بمنطقة الفاروق نسبة إلى خليفة المسلمين عمر بن الخطاب، حيث وقف هناك عندما تسلم مفاتيح القدس عام 16 هجريًا، وكبر حينها، وسمي بجبل المكبر نسبة إلى ذلك، حسبما يفيد الباحث في شؤون القدس فخري أبو دياب.

وكما يؤكد أبو دياب لـ "فلسطين"، فإن الاحتلال يسعى بقوة لدفن المناطق الأثرية وتغيير هويتها وتهجير الأهالي، وتزوير التاريخ، لجعلها منطقة جذب سياحي للمستوطنين.

اخبار ذات صلة