فلسطين أون لاين

تقرير أيتام بغزة يصنعون "الأمل" بإبداع منتجات خشبية

...
صورة من داخل ورشة النجارة

داخل ورشة مختصّة بالنجارة، تتبع لمعهد "الأمل" للأيتام في مدينة غزة، يُعيد الشاب جبريل السوسي (20 عاما)، تدوير قطعة خشبية تالفة، لتصبح بعد إضافة اللمسات الأخيرة، أريكة كبيرة الحجم.

للعام الثاني على التوالي، يعمل الشاب السوسي في هذه المنجرة مقابل راتب شهري، بعدما تلقّى دورة تدريبية لمدة 3 شهور، عام 2021.

وتعد هذه المنجرة، جزءا من المركز الثقافي المجتمعي، الممول من منظّمة الهلال الأحمر التركي، وتم افتتاحه في يونيو/ حزيران 2021، لتقديم خدمات التعليم المُساند، والتدريب المهني، لأيتام المعهد وذويهم.

ومن الخدمات التدريبية التي يقدّمها المركز، وفق تصريح سابق لكرم قنق، رئيس منظمة الهلال الأحمر التركي، "النجارة والخياطة، ودورات في علوم الحاسوب".

صناعة المستقبل

يقول الشاب السوسي، الذي تلقّى خدمات من المعهد، منذ صغره كونه يتيمًا، وتنطبق عليه شروط المعهد، إن نجاحه في الدورة التدريبية الخاصة بالنجارة، والتي التحق بها، في بداية انتسابه لقسم التدريب المهني، كانت سببا في حصوله على فرصة عمل داخل منجرة المعهد.

ويضيف، للأناضول، إنه تعلّم خلال فترة التدريب "أصول النجارة، وصناعة المنتجات الخشبية بكافة أشكالها وأنواعها، من أطقم غرف النوم، وغرف الطعام، والمكاتب الدراسية وغيرها من الأثاث".

ويساهم السوسي في إعالة أسرته المكوّنة من "5 أفراد"؛ في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمرّ بها القطاع.

ويأمل الشاب بأن يفتتح منجرة خاصة به، مستقبلا، تُساعده في تطوير نفسه، وتحسّن من أوضاع عائلته الاقتصادية.

ومنذ عام 2007، تفرض (إسرائيل) حصارا على سكان قطاع غزة، وهم أكثر من مليوني فلسطيني، نجم عنه تدهور كبير في الأحوال الاقتصادية والمعيشية.

تدريب وتطوير

بدوره، يقول عيسى الشُّكري، مُدرّب ورشة النجارة، في المعهد، إن الشباب من الأيتام، بعدما ينتهون من مرحلة الثانوية العامة، يتجّه بعضهم لمجال التدريب المهني، الذي يساعدهم في تطوير مهاراتهم وخلق فرص عمل خاصة بهم.

ويضيف، خلال حديثه للأناضول، "في ظل ارتفاع نسبة البطالة في صفوف الخريجين الجامعيين، فإن مجال التدريب المهني، يعدّ الأفضل بغزة، كونه يوفر فرص عمل ومصدرًا للدخل".

وبحسب تقرير أصدره الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني (حكومي)، في أغسطس/ آب لعام 2021، فإن نسبة البطالة في قطاع غزة بلغت 45 في المائة.

ويوضح أن الشبان، الذين يلتحقون بهذه الورشة، يتعلّمون أُسس مهنة "النجارة، وأنواع الخشب، وكيفية صناعة الأثاث وصولا إلى مرحلة طلائها؛ لعرضها للبيع".

ويذكّر أن الملتحقين يتمكّنون، بعد اجتياز التدريب، من "صناعة أنواع المُنتجات الخشبية كافة، والأثاث المنزلي الخشبي"، وبجودة عالية.

كما يُمهّد هذا التدريب، الطريق أمام المُلتحقين، لافتتاح ورشات للنجارة، خاصة بهم، يُعيلون من خلالها عائلاتهم، بحسب الشُّكري.

ويستكمل قائلا: "المتدربون الملتحقون الذين يرغبون بفتح ورش للنجارة خاصة بهم، يتم تقديم الدعم اللازم لهم".

وتستقبل الورشة حوالي 5-9 طلاب سنويا، من خريجي المعهد، حسب رغبتهم وقدرتهم التي تؤهلهم في الالتحاق بالتدريب المهني، وفق الشُّكري.

توجيه للأفضل

من جانبها، تقول نجلاء الغلاييني، عضو مجلس إدارة المعهد، إن المعهد يُخيّر الأيتام لديه، بعد تجاوزهم سن الـ18، بين المجال الأكاديمي، أو التدريب المهني.

وتضيف للأناضول، إن "المختصين داخل المعهد، يقيّمون توجّهات الأيتام العلمية والمهنية، وقدراتهم، ويساهمون في تحويل الأطفال ذوي التحصيل العلمي الضعيف، إلى التدريب المهني".

وتوضح أن "الطلاب الذين يلتحقون بالمنجرة، يتم تأهيلهم ضمن ثلاث دورات (مبتدئة، ومتوسطة، وعُليا)".

وفور اجتياز الأيتام المتدربين، لتلك الدورات، يتم توفير فرص عمل للمُميزين منهم داخل منجرة المعهد، أو تأهيلهم للمعاهد المهنية، أو إجراء عملية تشبيك لهم خارج المعهد لتمكينهم اقتصاديا، وفق الغلاييني.

وتشير إلى أن المعهد، افتتح معرضا للمُنتجات الخشبية، التي يتم صناعتها داخل ورشة النجارة، لتسهيل وصولها إلى المستهلك.

وتضيف: "يتم عرض جميع القطع التي يصنعها الشباب، من خريجي معهد الأمل، داخل المعرض بطريقة تسويقية تجذب المستهلكين، خاصة وأن هذه القطع ذات جودة عالية".

ولفتت إلى أن المعهد الذي تم تأسيسه عام 1949، يقدّم عددًا من الخدمات للأيتام (الذكور أو الإناث)، من بينها الإيواء، لمن يتم اختياره ضمن دراسة حالة يجريها المعهد، وبشرط أن يتراوح عمر اليتيم بين (5 -18) عاما.

وتقول إن بعض الأطفال، من غير الأيتام، الذين يحتاجون لمنازل وعائلات بديلة ترعاهم، يتكفّل المعهد برعايتهم، ويحاول توفير الأمان، الذي افتقدوه في عائلاتهم غير المؤهلة لاحتضانهم أو استيعابهم.

المصدر / الأناضول