كشفت نتائج استطلاع رأي النخبة الفلسطينية حول أداء حركة "حماس" في قطاع غزة، محليًّا وإقليميًّا، وعسكريًّا من خلال مواجهتها لاعتداءات الاحتلال الإسرائيلي، تطورًا ملموسًا وكفاءة في الأداء يجعلانها مؤهّلة لقيادةِ المشروع الوطني، والحالة الوطنية الفلسطينية.
كما تطرّق الاستطلاع الذي أجراه معهد فلسطين للدراسات الاستراتيجية، لرأي النخبة السياسية والمجتمعية الفلسطينية، ونشر نتائجه اليوم السبت، إلى علاقة "حماس" بالفصائل الأخرى، والمشهد الاجتماعي في قطاع غزة، بالإضافة إلى إدارة الشأن العام في قطاع غزة.
وبحسب الاستطلاع ذاته، نجحت حركة "حماس" في تقديم نفسها حركة تحرُّرٍ وطني، وقدرتها على خلق بيئة وطنية تُعزّز الفعل الوطني والعمل المشترك، وقد أقنعت ببرنامجها الوطني ومشروعها المقاوم الكلّ الفلسطيني، ودون ذلك كان تدنّي القناعة بإدارة الشأن العام، وكذا معالجة القضايا المُجتمعية، ولازالت صورة ممارسات القمع ضدّ المعارضين التي وقعت في ظروفٍ وملابساتٍ خاصّةٍ عالقةٍ في الأذهان.
وتمثّلت عينةُ الاستطلاعِ بشخصياتٍ اشتملت على مُرشّحي قوائمَ انتخابية، وأكاديميّين، ومُمثّلي أحزاب سياسية، ومُحلّلين وكُتّاب سياسيّين، ونشطاء شبابيّين، وإعلاميّين. أمّا من حيث النطاق الجغرافي فشمل الاستطلاع الضفة الغربية، وقطاع غزة، وفلسطينيي الخارج.
وأوضح المعهد أنه عمل على دمج الضفة الفلسطينية والشتات بنسبة تمثيل متساوية مع قطاع غزة لطبيعة وخصوصيّة المحاور التي تمّ أخذ رأي المُستطلعين عليها حيث شارك عدد 50% من قطاع غزة وعدد 50% من الضفة الفلسطينية ومُخيّمات اللّجوء والشتات بعددٍ إجمالي 140 شخصيةً وطنية.
وذكر أنه عمل على استهداف ألوان الطيف السياسي وتوجّهاتِه بنسبةِ تمثيلٍ متوازنة 20% ممّن ينتمون لحركة حماس و20% من أبناء حركة فتح بتياراتها، ونسبة تمثيل 20% لليسار الفلسطيني، ونسبة 33% للمستقلّين، ونسبة 7% من الجهاد الإسلامي، وذلك، خلال الفترة الواقعة بين (01 يناير 2022 إلى 25 يناير 2022) حول تطور أداء حركة المقاومة الإسلامية حماس في ستة محاور، وهي: حركة "حماس" والمشروع الوطني الفلسطيني، وحركة "حماس" وإدارة المقاومة، وعلاقات حركة "حماس" بالفصائل الفلسطينية، بالإضافة إلى علاقات حركة "حماس" الإقليمية والدولية، وحركة "حماس" والمشهد الاجتماعي في قطاع غزة، وختامًا حركة "حماس" وإدارة الشأن العام في قطاع غزة.
المحور الأول: حركة حماس والمشروع الوطني الفلسطيني
وعلى صعيد المحور الأول، أظهرت نتائج الاستطلاع أنّ جمهور النّخبة الفلسطينية يمنح بنسب عالية تأييدَ مواقف "حماس" الوطنية، وأدائها في خدمة المشروع الوطني الفلسطيني، وحفاظها على الثوابت الوطنية في فكرها السياسي مع امتلاكها رؤية استراتيجية لتحرير فلسطين، وفق تطوّر في السلوك السياسي والتكتيك الفعّال.
ورأت النخبة ذاتها - وفق نتائج الاستطلاع- أنّ "حماس" تستطيع إصلاح منظمة التحرير في حال الانضمام وفق التمثيل العادل، لكن تدنّى التفهم لتبريرات قبول حماس إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 عن غيره.
وتعتقد النخبة أنّ حركة "حماس" قدمت نفسها بنجاحٍ كبيرٍ حركة تحرُّرٍ وطني، مؤكدة أنّ الظروف باتت متوفرة أن تتقدم حركة حماس لقيادة المشروع الوطني، وأنها جديرة بقيادة الحالة الوطنية الفلسطينية، مع التأكيد على أهمية دور المرأة عند حركة حماس في معركة التحرير.
وأشارت النخبة أنّ حركة "حماس" تمتلك القدرة والتأثير على تعبئة الفلسطينيين وتحشيدهم لمعركة التحرير في مُختلف أماكن تواجدهم، وأنها نجحت في التأثير إيجابيًّا على أهلنا في الداخل الفلسطيني المُحتل وأماكن الشتات واللّجوء لصالح مشروع التحرير، وقد ساهمت في تعزيز الثوابت الوطنية والتمسُّك بها، وتعمل على إبقاء غزة في حالةِ اشتباكٍ والكل الفلسطيني في معركة التحرير.
ورأوا أنّ حركة "حماس" نجحت في إبقاء المقاومة في غزة خادمة لكافة القضايا الوطنية الفلسطينية متجاوزة محدودية الجغرافيا، فيما يرى المستطلَعون بتحفُّظ أنّ حركة "حماس" تُوازن بين تعامِلها مع أفرادِها والتعامل مع الكلّ الفلسطيني.
المحور الثاني: حركة حماس وإدارة المقاومة
وعلى صعيد المحور الثاني، أكدت نتائج الاستطلاع أنّ حركة "حماس" تُحقّقُ توازُنًا في الرّدع مع جيش الاحتلال، وتطوُّر إمكاناتها العسكرية وتكتيكاتها وفقًا للتغيّيرات على استراتيجية الاحتلال العسكرية، وأنها تمارس المقاومة الشاملة بشكلٍ ذكيٍّ بخلقِ بيئةِ عملٍ داعمةٍ للمقاومةِ في قطاع غزة.
وترى النُّخبةُ أنّ "حماس" حقّقت إنجازًا عسكريًّا بارزًا في معركة سيف القدس الأخيرة، وأنها تشارك بشكلٍ فاعلٍ بمقاومةِ الاحتلالِ في الضفة والقدس، وتوفيرها مساحة واسعة للعملِ المقاومِ لكافّةِ الفصائلِ الفلسطينيةِ في قطاع غزة، مُشيدةً بأداء غرفة عمليات فصائل المقاومة والتي حقّقت إنجازًا وطنيًّا في معركةِ التحرير، بسبب أنّ حركة "حماس" استطاعت التوفيق بين العمل المقاوم في الميدان والأداء السياسي، عدا عن نجاحها في استثمار الجولات العسكرية مع كيان الاحتلال سياسيًّا، ومُراعاتها ضوابط القانون الدولي في مقاومتها للاحتلال.
ورأَوا أنّ "حماس" قد أصابت في إبقاء مقاومة الاحتلال عسكريًّا ضمن حدود فلسطين الجغرافية، وأنها تقدم رواية إعلامية قوية خلال المواجهات العسكرية مع الاحتلال، وأنها نجحت في مكافحة التخابُر المُعادي في قطاع غزة، وتراعي تطوير أدائها العسكري مع الجوانب الأخرى، وأنّ وجودها على رأس الحكم في غزة طوّر من إمكانيات المقاومة المُسلّحة.
المحور الثالث: علاقات حركة حماس بالفصائل الفلسطينية
أما فيما يتعلق بالمحور الثالث، فترى النخبة أنّ حركة "حماس" نجحت إلى حدٍّ كبيرٍ في تعزيزِ علاقاتها مع القوى والفصائل، وأنها تعمل بجدّيةٍ لتعزيزِ الوحدة الوطنية على برنامج المقاومة، وقد عزّزت مفهوم الشراكة الوطنية من خلال الممارسة في الميدان، وأنها تقدمت بخطوات صادقة لتحقيقِ المصالحة ورأب الصّدع السياسي الفلسطيني، وبانفتاحها على الكلّ الوطني بعلاقاتها السياسية، وبخطابٍ يمتاز بالعقلاني.
المحور الرابع: علاقات حركة حماس الإقليمية والدولية
وحول المحور الرابع، أظهرت نتائج الاستطلاع أنّ حركة "حماس" تمتاز بالمرونة الكافية في تعاملها مع المُتغيّرات الإقليمية والدولية المُتسارعة، وأنها تُحسن التعاملَ مع الضغوطات الخارجية بما يضمنُ الحفاظ على برنامجها السياسي، وأنها ترتكز في مواقفها على مُحدّداتٍ سياسيّةٍ مُتغيّرةٍ (براغماتية)، ومُتوافقة في علاقاتها الإقليمية والدولية مع وجودها في منظومة العمل السياسي الفلسطيني، وأنها نجحت في بناء علاقات إقليمية ودولية مُتوازنة.
وأشارت أنّ النُّخبةَ المُستطلَعةَ أراؤهم تشعر بالرّضا الكبيرِ عن علاقة حركة "حماس" بالجمهورية الإسلامية الإيرانية، وحزب الله اللّبناني، وبنسبةٍ متوسطةٍ عن علاقة حركة "حماس" بجمهوريةِ مصرَ العربية.
ورأوا أنّ حركة "حماس" نجحت في تشكيلِ حاضنةٍ داعمةٍ للقضيةِ الفلسطينيةِ من الأحزابِ والمؤسساتِ المدنيةِ داخلَ المجتمعاتِ العربيةِ والإسلامية، وبنسبةٍ أقل بأنها نجحت في تشكيل هيئات دوليةٍ أو إقليميّة.
المحور الخامس: حركة حماس والمشهد الاجتماعي في قطاع غزة
وفي المحور قبل الأخير، أظهرت نتائج الاستطلاع أن حركة "حماس" تسعى بكامل قدراتها لتحقيق مصالح المجتمع الفلسطيني، وبنسبة مقبولة أنها تمتلك هيئات فاعلة في التواصل مع الجمهور الفلسطيني، ومثلها بأنها تمتلك رؤية واضحة اتجاه مؤسسات المجتمع المدني، وأن المجتمع المدني ينظر أنها رافعة للمشهد الاجتماعي، وعملت لتمتين البناء المجتمعي وتحصينه من المهددات المختلفة.
وبنسبة كبيرة يروا أن حركة "حماس" عززت القيم الدينية والاجتماعية والشعور الوطني والوعي الجمعي لدى المواطن الفلسطيني، وأنها وازنت بين البعد العائلي والقبلي مع البعد الوطني للمواطن الفلسطيني في قطاع غزة وأنها منفتحة إلى حدٍ كبير على المجتمع الفلسطيني، وتوفر مساحة كافية للحريات العامة وحرية الرأي والتعبير السياسي في قطاع غزة، وتحفظ المستطلعين على معالجة حركة حماس المشاكل المجتمعية في قطاع غزة بكفاءة عالية.
فيما يرى المستطلعون أن حركة "حماس" تنظيماً قوياً ومتماسكاً، وبنسبة مقبولة أن حركة "حماس" تعتمد مبدأ الشفافية داخل تنظيمها، وبنسبة متوسطة يروا أن قادتها يراعون في معيشتهم حالة الظروف التي أوجدها الحصار على قطاع غزة.
المحور السادس: حركة حماس وإدارة الشأن العام في قطاع غزة
وأظهرت نتائج الاستطلاع أنّ حركة "حماس" نجحت إلى حدٍّ كبيرٍ في إدارة الحكم في قطاع غزة، أنها استطاعت أن توازن بين إدارتها للشّأن العام في ظلّ مشروعها المُقاوم، وعملت على احترام القانون والفصل بين السُّلطات في قطاع غزة، فيما حرصت على تأهيل ورفع كفاءة العاملين، وطبّقت معاييرَ العدالةِ عند التعيين والترقية والمحاسبة للعاملين في الشأنِ العام في قطاع غزة.
وأنّ حركةَ "حماس" شجّعت مؤسسات المجتمع المدني على مُمارسة دورها في خدمةِ المجتمعِ وترشيدِ الحكم، وأنها تمكنت من تلبيةِ الاحتياجاتِ الأساسيةِ للمواطنين في ظلّ الحصار، وقد وازنت بين مُتطلّبات المقاومة ومُتطلّبات المجتمع الحياتية وبذلت جهودًا ملموسةً لمعالجةِ مشاكل غزة الناتجة عن الحصار.
وبنسبة متوسطة يروا أنّ حركة حماس تُجيّر موارد غزة لصالح منفعتها الحزبية، وبذات النسبة أنها عملت على إنهاء الواسطة والمحسوبية في إدارة الشأن العام في قطاع غزة، وأنها التزمت بعرض خُططها الاستراتيجية لإدارة الشأن العام أمام المجتمع ومؤسساته المدنية، وأنها ساهمت في ترسيخِ الممارسةِ الديمقراطيةِ في قطاع غزة
يعتقد 57.23% أنّ حركة حماس عملت على إنهاء الواسطة والمحسوبية في إدارة الشأن العام في قطاع غزة.
يعتقد 56.92% أنّ حركة حماس التزمت بعرض خُططها الاستراتيجية لإدارة الشأن العام أمام المجتمع ومؤسّساته المدنيّة.
يعتقد 66.77% أنّ حركة حماس شجّعت مُؤسّسات المجتمع المدني على ممارسةِ دورِها في خدمة المجتمع وترشيدِ الحكم.
يعتقد 58.77% أنّ حركة حماس ساهمت في ترسيخِ الممارسةِ الديمقراطيةِ في قطاع غزة.
يعتقد 62.15% أنّ حركةَ حماس تمكّنت من تلبيةِ الاحتياجاتِ الأساسيةِ للمواطنين في ظلّ الحصار.
يعتقد 64.00% أنّ حركةَ حماس وازنت بين مُتطلّبات المقاومة ومُتطلّبات المجتمع الحياتيّة.
يعتقد 71.69% أنّ حركةَ حماس بذلت جهودًا ملموسة لمعالجةِ مشاكل غزة الناتجة عن الحصار.