"العودة إلى الماضي" فكرة عمل عليها الفنان التشكيلي منير قزمور مدة 3 سنوات ليخرج أخيرًا معرضه إلى العلن، إذ قام بجمع الصور القديمة عن فلسطين وبالذات عن مدينة عكا من الأرشيف الفلسطيني والعثماني والبريطاني.

واختار قزمور بعض الصور من زوايا فنية وقام بتصويرها من ذات المكان والزاوية التي التقطها المصور قبل 100 عام أو أقل، ومن خلال عمله في مجال الجرافيك قام بتصميم وزرع الصورة القديمة مع الجديدة لتتحول إلى صورة واحدة بين الماضي والحاضر.

قزمور فنان تشكيلي من عكا الواقعة شمال فلسطين المحتلة، خريج جامعة "قيتسو كندا" للتصميم الجرافي، في مدينة حيفا حيث بداياته الفنية أقام العديد من المعارض الخاصة بالرسم والفن التشكيلي، وفيما بعد انتقل من مرحلة الرسم إلى مرحلة التصميم الجرافي، ومن ثم انتقل إلى التصوير الفوتوغرافي، ليجمع بين الرسم والغرافيك والتصوير. حاليًّا تضم أعماله الفنية جميع الأعمال التي خاض مجالها في السنوات السابقة.

"العودة إلى الماضي" فكرة راودته بعد معرض "غروب" الذي عرض فيه أعماله التصويرية والتي وثق فيها غروب شمس عكا خلال عشرة أعوام، وقد لاقت لوحاته في حينه استحسان الزوار، "وبالتالي كان "العودة إلى الماضي" لأجل توثيق تاريخ فلسطين بالعموم وبالأخص لعكا التي هي جزء لا يتجزأ من النكبة الفلسطينية التي عاشتها البلدان والقرى وما مرت به من أزمات ومجاعة واحتلال"، يقول الفنان قزمور.

ويضيف لصحيفة "فلسطين": "رحلة البحث الطويلة التي خضتها في التنقل بين الأرشيف الفلسطيني والبريطاني والتركي لم تكن سهلة، خاصة أني أريد اختيار صور تحمل جمال المدينة، وأردت أيضًا توثيق تلك الأحداث التي مرت بها المدينة من خلال لوحات فنية تعيد المتلقي إلى الماضي العريق لمدينة عكا".

إدماج الماضي بالحاضر

وضم المعرض 100 صورة لبيوت وأماكن وزوايا وشوارع في مدينة عكا، علمًا أن الفنان قزمور قد عزف عن استخدام اللوحة والريشة منذ عشرين عامًا، وانتقل للعمل الفني الجرافيكي والتصوير الفوتوغرافي.

ويشير إلى أنه اختار عرض الصور بأسلوب تناظري تصور فلسطين المحتلة قديما وما آلت عليها بعد 74 عاما على النكبة بعيد عن الريشة والألوان، وهو نوع من أنواع الفنون التي تتماشى مع العصر الحداثة والديجتال.

ويرى أن خوضه لهذا المجال لم يكن سهلًا، بل وصفه بـ"الصعب"، مضيفًا: "فأن تعود إلى الماضي من خلال لوحة فنية ودمجها مع الحاضر، فالفكرة غريبة، ولذلك اخترت تطبيقها، والجميل أن الأمر نال إعجاب الزوار خاصة فيما يتعلق بأسلوب العرض والدقة في العمل".

ويلفت قزمور إلى أنه لتلك الفكرة كونه يجب على الفنان البحث عن كل شيء جديد ومميز، بعيدًا عن التقليد والتكرار.

و"العودة إلى الماضي" استغرق منه ثلاث سنوات من العمل، وجهد كبير في البحث والدراسة حول تاريخ مدينة عكا في الأرشيف الفلسطيني والبريطاني والتركي وأحيانا الإسرائيلي لاختيار صور مميزة بلغ عمرها 100 عام أو أقل ودمجها في عمل فني، وبذلك أعاد المتلقي للماضي رغم أنه موجودًا في الحاضر.

ويقول قرموز إنه سيعمل على تطوير مشروعه إكمال طريقه في البحث عن زوايا جديدة في فلسطين وعكا التي تضج بالزوايا التي تحمل حضارات وعراقة وأصالة، والتوسع في تاريخ فلسطين وألا يقتصر العودة إلى الماضي على مدينة عكا فقط بل إلى مدن فلسطينية أخرى كيافا وحيفا واللد والرملة والناصرة وطبريا وكفر قاسم وكفر برعم وغيرها من الأماكن التي عانت من ويلات النكبة من خلال لوحات فنية، لكنه يحتاج إلى قوة هائلة وجهد كبير.