فلسطين أون لاين

خسائر القطاع الزراعي جراء عدوان 2021 (55) مليون دولار

حوار اليازوري: نسعى لبدائل آمنة للري والوصول لكل الحيازات الزراعية وتطوير المختبرات

...
وكيل وزارة الزراعة في قطاع غزة د. أيمن اليازوري (أرشيف)
غزة/ حاوره رامي رمانة:

أكد وكيل وزارة الزراعة في قطاع غزة د. أيمن اليازوري أن وزارته تعمل في اتجاه إيجاد حلول وبدائل آمنة ومستدامة لمشكلة المياه، كالاستفادة من المياه المعالجة في ري الأشجار المثمرة، والوصول لكل الحيازات الزراعية، وإنشاء قاعدة بيانات تتسم بالدقة والجودة العالية تسند صانع القرار، فضلًا عن تطوير كادر بشري مؤهل وبنية تحتية مجهزة في المختبرات الزراعية.

وبين اليازوري أن وزارته زودت الأمانة العامة لمجلس الوزراء في غزة بالخطة التشغيلية للعام الجاري 2022، مشيرًا إلى أن الخطة تشتق من إستراتيجية متوسطة المدى وضعتها الوزارة لمدة خمس سنوات.

وقال لصحيفة "فلسطين": "إن وزارة الزراعة لديها توجه للاستفادة من المياه الناتجة التي تصدر عن 5 محطات معالجة تنتج نحو 160 ألف متر مكعب يوميًّا".

وأوضح اليازوري أن القطاع الزراعي يستهلك 270-280 ألف كوب يوميًّا من الماء، وهي كمية تمثل ما يقارب 50% من استهلاك المياه التي يحتاج لها قطاع غزة لمجمل الأنشطة الحيوية.

وأضاف: "إن الوزارة تسعى إلى الوصول لكل الحيازات الزراعية، وربطها بقواعد بيانات، حتى لا يكون قرار زراعتها مبنيًّا على خيارات المزارع الشخصية، وإنما وفق توجهات وطنية تحددها الوزارة".

حيازات زراعية

وذكر اليازوري أنه يوجد 180 ألف دونم من الأراضي الزراعية في قطاع غزة، لكن وفقًا لإفادة المهندسين الزراعيين المساحة المحصولية تصل إلى 220 ألف دونم، لأن 40 ألف دونم من تلك الأراضي تزرع مرتين في العام الواحد.

وعرج على أعداد العناصر الفاعلة في القطاع الزراعي حيث يعمل 55 ألف شخص، و23600 حيازة زراعية، و6 آلاف مزرعة تربية حيوانية، منها نحو 1700 مزرعة دواجن في قطاع غزة.

"الحيازة الزراعية" هي قطعة أرض مسجلة باسم شخص معين أو مستأجرة، وتمارس بها أنشطة ذات طابع زراعي.

ولفت اليازوري إلى أن القطاع الزراعي يساهم بنسبة (5.7%- 6%) في الناتج القومي الإجمالي.

وذكر أن الوزارة تحتاج إلى عاملين في الميدان لمتابعة الأراضي الزراعية والحيازات الزراعية، لتوجيه الإرشاد وتنمية الثقافة الصحيحة للمربين والمزارعين، مبينًا أن كادر المهندسين الزراعيين المعتمدين في الوزارة يصل إلى 80 مهندسًا، 20 منهم يعمل في الإنتاج الحيواني، و60 في مجال الإنتاج النباتي.

وتطرق اليازوري في حديثه لحاجتهم إلى تطوير القدرات التحليلية للمختبرات الزراعية، وذلك في اتجاهين: الأول تطوير الكادر البشري المؤهل للتعامل مع العينة منذ أخذها إلى غاية صدور النتيجة بشكل آمن صحيًّا وبيئيًّا، والاتجاه الثاني تطوير البنية التحتية للمختبرات ورفدها بالأجهزة والمواد والأدوات.

وذكر هدفًا تسعى الوزارة لتحقيقه، وهو تطوير "أنظمة محوسبة" تواكب الزخم الكبير في عدد المزارعين والمربين والحيازات الزراعية من أجل متابعة البيانات المتغيرة على الأرض.

وأشار اليازوري إلى اعتماد اللجنة الحكومية بغزة مبادرة خاصة بموازنة لتدريب كادر وزارة الزارعة، لافتًا إلى إرسالهم بعثة من غزة إلى مصر قبل ثلاثة أشهر، للاستفادة من تجاربهم في المجال الزراعي.

كما أشار إلى مبادرة خاصة بتطبيق معايير (GAP) في مجال المشاتل والمزارع، لتطوير الأداء في هذا المجال.

ولفت اليازوري إلى أن خسائر القطاع الزراعي جراء عدوانات الاحتلال المتوالية على قطاع غزة تزيد على 1.3 مليار دولارات.

مشاريع مهمة

وبين أن وزارة الزراعة أشرفت على تنفيذ مجموعة من المشاريع في القطاع الزراعي في الأشهر التي أعقبت عدوان الاحتلال الأخير على قطاع غزة بقيمة 10 ملايين دولار، وهي تمثل خمس الخسائر المقدرة 55 مليون دولار.

ومن المشاريع التي تشرف عليها الوزارة -حسب حديث اليازوري- برنامج (GIS) لتوقيع الحيازات الزراعية على خريطة محوسبة، لخلق قاعدة بيانات رصينة يعرف منها كامل التفاصيل في القطاع الزراعي، وتقدم التسهيل المعرفي للمهندسين الزراعيين الذين يتابعون الحيازات الزراعية، ويقدمون الإسناد والإرشاد في هذا المجال.

أيضًا تطرق إلى مشروع استهداف الآبار الزراعية بتركيب أنظمة طاقة شمسية لها للمساهمة في تقليل تكلفة الإنتاج على المزارعين، مع تحديات انقطاع الكهرباء، وتزويد البنية التحتية للمختبرات بالأجهزة والمواد الكيميائية الخاصة بالتحليل: المختبر البيطري ووقاية النبات ومختبر التربة والري.

ونبه الوكيل إلى توجهات لدى الوزارة لاستصلاح أراضٍ زراعية داخل المحررات، وإنشاء تعاونيات زراعية تخدم هذا الهدف، لدعم خريجي العلوم الزراعية ضمن تعزيز المشاريع الصغيرة.

وذكر أن المحررات بها 8 آلاف دونم مساحات مزروعة، منها 2000 دونم دفيئات، و6 آلاف مساحات زراعية مفتوحة، أُجّر جزء منها بشروط معينة لمؤسسات وجمعيات عاملة في المجال الزراعي.

وبين اليازوري أن قطاع غزة يسوق ويصدر منتجات نباتية إلى الضفة الغربية ودول الجوار بمعدل 350-400 طن يوميًّا، وهي تجلب للمزارع الغزي 10-11 مليون دولار شهريًّا، مشيرًا إلى دخل حققه المزارعون في الأشهر الأربعة الأخيرة يصل إلى 42 مليون دولار.

وحث الوكيل السلطة الفلسطينية على توريد حصة قطاع غزة من التطعيمات البيطرية، لافتًا إلى وجود 10 آلاف رأس من الأبقار والعجول، و60-70 ألف رأس من الخراف والأغنام في قطاع غزة، تتلقى عناية دورية ضد الأمراض الوبائية والمشتركة، مثل الجدري والحمى القلاعية، وطاعون المختبرات الصغيرة.

تطوير المعارف والمهارات

وأشار اليازوري إلى افتقار قطاع غزة إلى برنامج متخصص في مجال "التربة والري"، حيث يسد الاحتياج بتدريب مهندسين في تخصصات مختلفة، مثل الإنتاج النباتي أو علوم الأرض أو علوم البيئة.

وبين أن الحكومة بغزة اعتمدت مبادرة المهندس الزراعي المجاز أو المرخص، وهو برنامج يعطي المهندس الزراعي حزمة من المعارف والمهارات في مجالات مختلفة كالتعامل مع المياه والتربة والأسمدة والبستنة الشجرية، مشيرًا إلى أن البرنامج يمكن تنفيذه بالتكامل مع ديوان الموظفين ونقابة المهندسين الزراعيين ووزارة الزراعة، وأنه سيضمن في الدورة الأولى من البرنامج 30-40 مهندسًا زراعيًّا لإجازتهم وفقًا لمجموعة من المعايير الزراعية الوطنية.

ولفت اليازوري إلى توجيه المزارعين نحو استثمار الفائض من الإنتاج الزراعي في توجيهه نحو الصناعات التمويلية، مثل الألبان والمخللات والعجوة والبطاطس المجمدة.

وفي مجال الثروة السمكية أكد أن بذور أسماك الدنيس والبلطي باتت تنتج بكميات اقتصادية داخل مفارخ غزة، مشيرًا إلى تطوير الأنظمة المتعلقة بالاستزراع السمكي لتوجيه السوق نحو الاستثمار في هذا المجال الواعد.