قائمة الموقع

"الاستزراع السمكي".. وسيلة الغزيين لكسر طوق الاحتلال البحري

2022-03-03T09:44:00+02:00
صورة أرشيفية

تكتسب مشاريع الاستزراع السمكي في قطاع غزة جانبًا من الاهتمام على مختلف المستويات، لدورها الكبير في سد نقص إنتاج القطاع من الأسماك جراء قيود الاحتلال على مسافات الصيد، ولمساهمتها في توفير عائد مادي من وراء تسويقها للضفة الغربية.

وتأخذ مشاريع الاستزراع السمكي في قطاع غزة نمطين: استزراعًا سمكيًّا أرضيًّا، واستزراعًا سمكيًّا داخل البحر، وتقدر طاقة النمطين الإنتاجية السنوية 700 طن وفقًا لمعطيات وزارة الزراعة في غزة.

وتعتمد مشاريع الاستزراع السمكي الأرضية على تربية الأسماك في أحواض خاصة فيها مياه مالحة أو عذبة مزودة بأجهزة لضخ الأكسجين، وأخرى خاصة لتكرير المياه موصولة بالتيار الكهربائي، وتعطي طاقة إنتاجية.

أما مشاريع الاستزراع السمكي البحرية فتعتمد على وضع أقفاص من الحديد داخل البحر مسافة 4 أميال بحرية، وتوضع بداخلها بذور الأسماك، ولا تحتاج إلى أجهزة ضخ الأكسجين وأخرى لتكرير المياه كما في سابقتها.

الاستزراع الأرضي

"مسمكة ومطعم البحار" مشروع من أصل ثلاثة مشاريع استزراع سمكي أرضي في قطاع غزة، انطلق في 2015، وما زال قائمًا رغم حجم التحديات اللوجستية والاقتصادية.

ويقوم المشروع المقام على شاطئ بحر غزة على ثلاث برك أسماك بحرية، غالبيتها من سمك الدنيس المفضل للمستهلك، ولجدواه الاقتصادية.

يقول المسؤول في مسمكة ومطعم البحار محمود أيوب: "تبدأ المرحلة الأولى لعملية التربية بوضع بذور سمك الدنيس في أحواض خاصة، ويكون عددها في هذا الوقت كبيرًا جدًّا، إذ يراوح من 30 إلى 40 ألف بذرة".

ويضيف أيوب لصحيفة "فلسطين: "تزود بذور الأسماك بالمحاليل الغذائية الخاصة، وحينما تنمو إلى الحجم المتوسط تنقل إلى أحواض أكبر لتسهيل حركتها، مع تقليل كميات الأسماك داخل الحوض الواحد".

ويشير إلى أن عملية النمو تستغرق أكثر من تسعة أشهر، وأن بذرة سمك الدنيس تنتج الآن محليًّا بعد أن كانت تُستورد من السوق الإسرائيلية، ما خفض من تكلفة الإنتاج.

ويبين أيوب أن المُشتري يختار الأسماك بنفسه من داخل أحواض التربية، وهي خاصة تبعث لديه الارتياح بانتقائه سمكًا طازجًا أمام عينيه، مشيرًا إلى أنه يبيع كيلوجرام سمك الدنيس للسوق المحلي بغزة بـ35-37 شيقلًا، ويسوق إنتاجه إلى مطاعم ومحال في الضفة الغربية المحتلة.

ويوضح أن مشروعهم مثل بقية المشاريع الاقتصادية التي تأثرت بتردي الأوضاع الاقتصادية بغزة ونقص الدخل، إذ قلت المبيعات العامة، وقُلِّص عدد العاملين.

وتُولي الإدارة العامة للثروة السمكية بوزارة الزراعة مزارع الاستزراع السمكي الأرضي جانبًا من الاهتمام، وتشرف في الوقت الحالي على متابعة مشروع الأقفاص البحرية المرجح أن يُعطي نتائج في يونيو المقبل.

ويقول المدير العام للثروة السمكية بوزارة الزراعة م. وليد ثابت: "إن وزارة الزراعة لديها توجه نحو التوسع في مشاريع الاستزراع السمكي الأرضي وداخل البحر، لأن الاستزراع مصدر مهم لرفد احتياج قطاع غزة بالأسماك، مع قيود الاحتلال على البحر".

ويوضح ثابت لصحيفة "فلسطين" أنه يوجد ثلاث مزارع سمكية أرضية عاملة في قطاع غزة، تستخدم المياه المالحة التي تجلب من البحر، وتُربي سمك الدنيس، عازيًا انتقاء المزارعين الدنيس أكثر من غيره إلى أنه معروف شعبيًّا، ومفضل للمطاعم، ويمكن التحكم بعملية التفريخ والتربية وعلاج أمراضه.

ويفيد زيادة معدل إنتاج مزارع الاستزراع السمكي الأرضي في هذا الوقت مقارنة بالسنوات الماضية، إذ يتخطى الإنتاج 600 طن، وكان لا يُسجل 15 طنًّا في عام 2010.

ويشير ثابت إلى أن إنتاج البذرة في قطاع غزة خفض حجم التكلفة، ووسع الإنتاج.

الأقفاص البحرية

وفي السياق يوضح أن وزارته تتابع تجربة الاستزراع السمكي داخل البحر، وهي تجربة فريدة بدأت الوزارة تنفيذها بتمويل من منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) في شهر مارس من العام الماضي، متوقعًا أن تطرح تجربة الاستزراع السمكي إنتاجها في شهر يونيو المقبل، وعليه سيحدد التوسع بهذا النوع من الاستزراع من عدمه.

ويبين ثابت تدشين 3 أقفاص بحرية في هذه التجربة على بعد 4 أميال في منطقة تقع بين خان يونس جنوب قطاع غزة ودير البلح وسط القطاع، مرجحًا أن تعطي الأقفاص الثلاثة طاقة إنتاجية 100 طن سنويًّا.

ويفيد أن القفص الواحد قطره 20 مترًا وارتفاعه 13 مترًا، ويسع 100 ألف بذرة، وأن عملية النمو تستغرق 9 أشهر تقريبًا، مشيرًا إلى أن العمر الافتراضي لكل قفص 5 سنوات.

وينبه إلى أن طرح إنتاج الأقفاص البحرية من سمك الدنيس سيخفض سعر الكيلوجرام نحو 10 شواقل في السوق المحلي.

وحسب حديث ثابت يتابع الأقفاص البحرية طاقم غواصين مدربين لتقديم الرعاية اللازمة لتلك الأسماك، ومتابعة تلك الأقفاص إذا ما دهمتها عوالق بحرية أو تمزقت شباكها.

ويشير إلى أن الأقفاص البحرية تمتاز بحرية أكبر لتربية الأسماك، وإنتاجها أعلى جودة من تلك التي تستزرع بريًّا، إذ إن تكاليفها أقل، وتحقق عائدًا ربحيًّا وفيرًا.

لكن يجدر الإشارة إلى أن الأقفاص البحرية قد تواجه عدة تحديات، أهمها النوات البحرية الناتجة عن المنخفضات الجوية، إذ من الممكن أن تؤدي إلى نفوق عشرات الأسماك نتيجة تحرك تلك الأقفاص والتوائها داخل البحر.

ويوضح ثابت أن معدل إنتاج قطاع غزة من الأسماك 5100 طن سنويًّا: 4500 طن من الصيد البحري، و600 طن من الاستزراع السمكي الأرضي فقط دون الاستزراع داخل الأقفاص لأنها قيد النمو، مشيرًا إلى أن قطاع غزة يستورد 500 طن أسماك من الجانب المصري، وأن عدد العاملين في مهنة الصيد 3500 صياد.

اخبار ذات صلة