فلسطين أون لاين

تقرير عائلة أبو سنينة.. إصرار على الصمود رغم هدم منزلها للمرة الثانية

...
القدس المحتلة-غزة/ جمال غيث:

لم يكن بالسهل على المقدسي إياد أبو سنينة، الذي يقطن في جبل المكبر جنوب شرق مدينة القدس المحتلة، أن يرى جدران منزله تتهاوى أمامه، بعد أن أجبرته سلطات الاحتلال الإسرائيلي، على هدمه قسرًا.

ومنذ ساعات الصباح الباكر شرع "أبو سنينة"، برفقة عدد من أقاربه وجيرانه، بهدم منزله، ليعيش التهجير للمرة الثانية، بعد أن هدم الاحتلال منزله للمرة الأولى في حي رأس العامود ببلدة سلوان في القدس في أيار/ مايو عام 2015، ويلاحقهم حتى اليوم بغرامات على الهدم، وفق ما يقول أبو سنينة لـ"فلسطين".

وما يزيد حزن أبو سنينة، الذي يقيم مع والديه وأشقائه الخمسة، أن الاحتلال أفقدهم منزلهم المطل على المسجد الأقصى، قائلًا: "هذا المنزل يعني لنا الكثير من الأشياء، فمنه نرى المسجد الأقصى المبارك والبلدة القديمة، ويعيش فيه ستة أفراد منذ عام 2016".

وأضاف: "بدهم يكسروا عزيمتنا ونيأس من البلد ونطلع منها، لكن مش طالعين"، مؤكدًا أن الهدم لن يجبرهم على التراجع، وأنهم سيبقون في كل الساحات رغم سياسات التطهير العرقي.

غرامات باهظة

ويروي أبو سنينة: قبل سبعة أعوام رفضنا قرار محكمة الاحتلال، بهدم منزلنا في حي رأس العامود، فحضرت آليات الاحتلال وهدمته وفرضت علينا غرامة مالية باهظة.

وذكر أن الاحتلال حاول عبر ما تسمى بـ"سلطة الآثار" الإسرائيلية، أكثر من مرة السيطرة على المنزل، لكنه فشل بعد أن أثبتت العائلة ملكيتها للأرض، مؤكدًا أن الاحتلال عمل جاهدًا لإصدار قرار بالهدم، بحجة البناء غير المرخص.

وأضاف: "لجأنا لهدم منزلنا البالغ مساحته 60 مترًا مربعًا من أجل تجنب دفع الغرامة المالية الباهظة التي يحاول الاحتلال من خلالها النيل من صمودنا في مدينة القدس المحتلة ودفعنا للرحيل عنها.

وتابع: "الاحتلال بكل السياسات يحاول كتم أصواتنا من خلال هدم منازلنا لإجبارنا على القبول بسياسته العنصرية، ومنعنا من البقاء في القدس وأحيائها والدفاع عنها، مشددًا "لكن سنبقى موجودين على أرضنا ولن نتخلى عنها مهما كلفنا ذلك من ثمن، فالأرض لنا والقدس لنا".

وأشار أبو سنينة إلى أن الاحتلال يحاول التأثير على نفسيات ومعنويات الأهالي وإرهاقها بشتى الطرق سواء من خلال طردهم من منازلهم أو اعتقالهم أو إبعادهم عن القدس، ودفعهم لهدم منازلهم وفرض غرامات مالية باهظة عليهم.

وأكد أن الاحتلال يمارس سياسة التطهير العرقي بحق سكان مدينة القدس، ويعمل على إحلال مستوطنين مكانهم، فيفرض على سكان الأرض الأصليين الغرامات المالية الباهظة، ويمنعهم من الحصول على تصاريح البناء، في المقابل يمنح المستوطنين التراخيص لبناء مئات الوحدات الاستيطانية.

ولم يَسْلَم أبو سنينة من انتهاكات الاحتلال، فتعرض للاعتقال أكثر من مرة عامي 2015 و2016، وأصدر بحقه أكثر من قرار لإبعاده عن القدس والمسجد الأقصى.

ويصر أبو سنينة على البقاء في مدينة القدس برفقة عائلته المكونة من خمسة أفراد، والدفاع عن مدينة القدس والأقصى حتى آخر رمق، قائلاً: "لا نعرف في القدس سوى الثبات والصمود في وجه الاحتلال ومخططاته العنصرية".